كتبت : سماح موسى

 إذا كنا نعرف سن الأربعين ومابعدها بسن " اليأس "،فالعلماء يرفضون تلك التسمية جملة وتفصيلا، ويعتبرونها مجرد مرحلة من التغيير لاترتبط بالضرورة بأمراض،أو بفقدان لبعض من مباهج الحياة0

وفي السطور التالية يفسر لنا خبراء متخصصون ما تعانيه المرأة في تلك المرحلة العمرية من مشاكل عضوية ونفسية،ولماذا اعتقد البعض أن هذه السن هي سن اليأس 

تقول د.أغاريد الجمال - استشاري الأمراض الجلدية بمستشفيات جامعة عين شمس - عن الأمراض الجلدية التي تعاني منها المرأة في سن الأربعين وما بعدها: في فترة ما بعد الأربعين تظهر التجاعيد على البشرة بوضوح، ولكي تتجنب المرأة ذلك يجب عليها أن تحافظ عليها من خلال ابتعادها عن أشعة الشمس الضارة في فترة الظهيرة،كذلك تجنب استخدام الماكياج لفترة، ولا مانع من استخدامه في المناسبات،واستخدام كريمات طبيعية مغذية للبشرة، منها التي تحتوي علي زيوت الصبار،وزيت المرامية .

وتنصح د.أغاريد باستخدام الماسكات الطبيعية كماسك حلقات الخيار،أو الخوخ الذي يعمل علي نضارة البشرة،كما يعمل على تغذية الشعيرات الدموية .

وهناك أنواع أخرى من الماسكات منها ماسك العسل المكون من ملعقة عسل،وملعقة ماء ورد، وإذا كانت البشرة جافة فيضاف للعسل وماء الورد ملعقة زبادي،أما إذا كانت دهنية فيضاف للعسل وماء الورد بياض بيضة وليمونة،وبعد وضع الماسك علي الوجه يغسل بعد خمس دقائق بماء فاتر مرة في الأسبوع على الأقل،هذا الماسك يعمل على تجديد خلايا البشرة، وزيادة طبقة الكولاجين المسئولة عن نضارتها .

التغذية

وتؤكد د.أغاريد على أهمية التغذية وعلاقتها بنضارة البشرة فيجب تناول طبق سلاطة يوميا لما يحتويه من عناصر غنية بالفيتامينات والزيوت والحديد، وتلك العناصر مغذية جدا للبشرة .

وتضيف أيضا أن الراحة مهمة جدا،فلابد من فترة نوم لا تقل عن 6ساعات يوميا حتى لا تظهر الهالات السوداء تحت العين .

أما عن ظهور الثنيات تقول د.أغاريد :إن السمنة عامل قوي في حدوث الثنيات،كما أن للعامل الوراثي أيضا دور في ذلك،فللتخلص من تلك الثنيات يجب إزالة العرق،واستخدام الكريمات الطبيعية المضادة للأكسدة.

الهرمونات

وبعد أن عرضنا المشاكل الجلدية التي تتعرض لها المرأة في سن الأربعين ننتقل الي عرض المشاكل الصحية والغذائية التي تعاني منها المرأة في هذه السن وما بعدها.. هذا ما توضحه لنا د. هنادي شيحة - أخصائي التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية قائلة: إن المرأة بعد سن الخامسة والثلاثين تتعرض لانخفاض تدريجي في مستويات هرمون الإستروجين بالدم وبالتالي يحدث انقطاع الطمث وما يصاحبه من نوبات الصداع والقلق والشعور بعدم الشبع،وقلة التركيز،والإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام .

ولعلاج هذه الأعراض لابد من تناول الكرفس لاحتوائه على مادة البيوتيل دينيفاليد وهي تحفز تدفق الحيض وعلاج أعراض الطمث،والكرفس تؤكل بذوره،أو تضاف إلى الطعام، أو تطحن لعمل المخبوزات .

انقطاع الدورة

تتعرض المرأة في سن الخمسين لانقطاع الحيض، ففي هذه الفترة تعاني المرأة حدة الطباع،وعدم استقرار عاطفي، وضعف في الذاكرة،واكتئاب وإرهاق،ومن الصعب معرفة إذا كانت الأعراض لها علاقة بالهرمونات أم بالعوامل النفسية. كما تجتاح موجات الحرارة وتترافق مع تعرق غزير نتيجة توسع الأوعية الدموية، كما يصغر حجم الثديين .

وعن الإرشادات الغذائية لسن اليأس، فيمكن إدخال بعض التعديلات في النظام الغذائي في تخفيف الأعراض المصاحبة لسن اليأس،منها اتباع نظام غذائي يقوم على تناول وجبات منتظمة أساسها الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات،وهذا يساعد على تنظيم مستويات جلوكوز الدم، وبالتالي يخفف من تقلبات المزاج.

كما يجب البعد عن تناول الدهون للتقليل من الإصابة بأمراض القلب، فينبغي تناول الدهون غير المشبعة،وتناول زيت الزيتون بدلا من الدهون الحيوانية .

أغذية مساعدة

ومن المهم تناول الحليب مع مراعاة اختيار الأنواع قليلة الدسم،كما يجب تناول الأسماك مثل السالمون والرنجة،إضافة إلى الزيوت المستخرجة منها لما تحتويه من أحماض دهنية مهمة للوقاية من أمراض القلب التي تحافظ على الجلد مرنا، وتحافظ على مرونة المفاصل، إضافة إلى الأطعمة المهمة للجسم مثل أوراق الكرنب، والمقدونس، والتوت البري،لأنها مصادر غنية بالماغنسيوم والكالسيوم،اللذين يشاركان في بناء العظام والوقاية من الهشاشة . كما يجب تناول السبانخ، والهليون، والكيوي كمصادر غنية بفيتامين (هـ) الذي يخفف من الإحساس بالحرارة،كما يجب تناول الطماطم، والبرتقال، والجريب فروت كمصادر غنية بالفلافونيدات والتي تساعد على الحد من الأعراض المصاحبة لسن اليأس .

الفاكهة

تحتوي الفواكه كالفراولة على عنصر البورون،وهو مركب يضاعف مستوى الإستروجين في الدم، ويستخدم في حالات السيدات اللائي توقفن عن الإنجاب،أو اقتربن من هذه المرحلة، حيث تعمل على الوقاية من سن اليأس . وكثير من الفواكه غنية بالبورون ولكن أغناها الفراولة، ثم التين المشمش،الكمثرى،التفاح،الخوخ،والكرز،ومن الخضروات الكرنب،الطماطم،البنجر،الشبت،والمقدونس .

الأعشاب وفول الصويا

وتعد الأعشاب من المساعدات المهمة جدا لسن اليأس، ففول الصويا يحتوي على مركبات الجينيستين،والديايزين،وهي مركبات تعمل على تقليل درجة حرارة الجسم،كذلك العرقسوس الذي يعتبر صمام الأمان لأنه يستخدم لرفع الضغط لمن يعانون من انخفاضه .

أفضل مرحلة

وبعد أن قدمنا لك نظاما غذائيا للوقاية من سن اليأس، د. محمد سمير عبدالفتاح - عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة بنها، وأستاذ علم النفس بها - يحدثنا عن المشاكل النفسية التي تعاني منها المرأة في سن الأربعين وما بعدها يقول : سن الأربعين مرتبطة في الأذهان بأنها سن اليأس رغم تقدم العلم وتطور التكنولوجيا، وسميت بهذا الاسم لارتباطها بالضغوط النفسية والحالة الاقتصادية، والاجتماعية،والبيئية،وعلاقة المرأة بأسرتها، فقد تعاني امرأة من اليأس والاكتئاب وقد تكون في سن الأربعين فتنقلها لغيرها،أي تنقل حالتها النفسية السيئة إلى الأخريات، وهنا تدعم ما يسمى بكاريزما النقل والإباحة،فهذا يؤكد أن سن الأربعين هي سن اليأس .

ويؤكد د. سمير على أهمية دور الإعلام خاصة الدراما،لأنها أقرب لعقلية المشاهد،فلابد أن توعي المرأة بأن سن الأربعين هي مرحلة عمرية مثل باقي المراحل التي تمر بها، بل أفضل مرحلة، لأن المرأة تكون في قمة جمالها وتواجدها،ونضارتها . فلابد أن تبعد المرأة عن ذهنها تلك الأفكار الخاطئة،وأن تعيش تلك المرحلة بعيدا عن الاكتئاب والقلق