العيد فرحة .. وكل عام وأنتم بخير

كتبت :فاتن الهواري

أفضل أيام السنة يوم عرفة، هذا اليوم المبارك يسن فيه لغير الحاج الصوم وهو يوم عظيم القدر عند المسلمين، ففى ذلك اليوم يجتمع الحجيج فى الموقف فى أرض عرفات وتلهج ألسنتهم بذكر الله والاستغفار والدعاء وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. وبعده يكون يوم العيد للناس وللحجاج الذين تزداد أعمال الخير لديهم فى ذلك اليوم، ففيه أهم أعمال الحجيج حيث يرمون جمرة العقبة ويطوفون بالبيت طواف الإفاضة ويحلقون رؤوسهم ويذبحون هديهم ويبقون فى منى، أما غير الحجاج فإنهم يصلون العيد ويذبحون أضاحيهم ويكبرون ويحمدون ..

أما العيد والفرح فيه فهو من محاسن هذا الدين وشرائعه فعن أنس قال : قدم النبى وفى المدينة يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية فقال «قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما فى الجاهلية وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم النحر ويوم الفطر» .

وأيام العيد ليست أيام غفلة بل هى أيام عبادة وشكر فالمؤمن يتقلب فى أنواع العبادة ومن تلك العبادات التى يحبها الله تعالى ويرضاها صلة الأرحام وزيارة الأقارب وترك التباغض والتحاسد والعطف على المساكين والأيتام، وإدخال السرور على الأهل ومواساة الفقراء وتفقد المحتاجين من الأقارب والجيران ويجب علينا جميعا أن تكون لنا وقفة مع النفس والضمير وأن نتعامل مع الفقير والمسكين والمحتاج برحمة وشفقة، فهذه هى أخلاق المؤمن، وينبغى ألا ينسى المسلمون أخوانا لهم تحت ظلم الاحتلال وخطر الحرب وأيتاماً وأرامل غيب الهم والحزن عنهم فرحة العيد.

لن نشعر بسعادة العيد بمفردنا ولكن عندما نسعد الآخرين .. وقتها فقط نشعر بفرحة العيد وعظمة الإيمان .. تخلى عن أنانيتك فى العيد واقسم فرحتك مع فقير غلبان .. واسعد أرملة لا حول لها ولا قوة.. واكسى يتيماً .. كل هذا وغيره لا ينتقص من مالك أبدا ولكن سوف يزيد حسناتك ويجعلك تشعر بالرضا والسكينة،

ليتنا نهدأ قليلا ونكف عن المظاهرات والمليونيات والإضرابات ولنعمل كلنا من أجل مصلحة مصر ولخير مصر ولنصبر قليلا فإن الله مع الصابرين .

ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الأمة شر ما نتخوف منه وأن يعيد علينا العيد بالنصر والعزة والأمان.

وكل عام ومصر بلدنا بخير..