كتبت : تهاني الصوابي
لا وقت للحب ففى الميدان لا مكان للعواطف والرومانسية ولا مكان لحدائق خضراء غناء نطلق فيها مشاعرنا وسط صيحات الهتاف والصراخ.
فى الميدان نرفع أصواتنا نطالب بالخبز قبل الحب دائما وأبداً، بالحرية والعدالة الاجتماعية ، لا مكان للمشاعر والرفاهية وكتابة الشعر ، ورسم اللوحات الزاهية بألوان الطيف يتوسطها قلب باللون الأحمر بلون الدم ، يخترقه السهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين حاملا الأحرف الأولى من اسامينا ، فالسهم صار عصا غليظاً لونه حجر رخام ، وآخره طلق خرطوش ، يخترق حاجز قلوبنا ، يطارد مشاعرنا وأحاسيسنا ويفجر شرايين القلب، تخرج منه الدماء احتقانا وغضبا وسخطا تجاه من يعادينا ، ويسعى لخنقنا ، وحبسنا داخل جدران وطننا ، بلا شفقه أو رحمة ، أو توسلات ليتركنا نتنفس نسيم الحرية.
ذهب السهم الذى نفذ منذ عامين مغرداً بالحرية والعدالة الاجتماعية ، وحل محله سهم آخر قادم من ظلمات الجهل والحقد والكراهية ليقتل الحلم ، سهم من دنس الأشرار يسنه المرة تلو الأخرى ليقتل الإحساس الوليد داخلنا بأننا قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم ، الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
خرج السهم منذ عامين وسريعا ضن علينا التعايش مع الحلم والتحليق به فى سماء الحرية سوى أيام قليلة ، لم يمهلنا وأخذ يراوغنا مرة تلو المرة ، يسخر منا ، يخادعنا ، يخوننا ويخون العهد معنا ، أدمت سهامه قلوبنا ، وقتلت مشاعرنا واغتالت الحب فى قلوبنا ، بل خنقت الحلم بداخلنا ، قد يستحق البعض هذا ، فمن يترك سهام قلبه الأحمر المرسوم على ورق الشجر أيام الصبا والشباب لمن لا يدرك قيمته يستحق أن يسحق ويهزم وأن يعيش بلا كرامة أو حرية ، ولكن هيهات للبعض الآخر - وأنا منهم- يأبى الاستسلام ، ولم لا؟ وأنا مازلت أملك زمام قلبى الأحمر الغض ولن أتركه للعابثين بقدرى تحت أى مسمى من المسميات ، فمازلت أحمل قدرى بين يدى وأحمل قلبى بين ثنايا ضلوعى ، وأحفظ مشاعرى فى بنك الحب ، ومازال قلبى يحمل ســهامه ضد من يريد أن يغتال أحلامى «عيش» ، «حرية» «عدالة اجتماعية»
ساحة النقاش