كتبت : ماجدة محمود

مرة أخرى نعود إلى المربع " صفر " نعم ، والدليل ما يحدث في الشارع المصري والبيت المصري من انقسام يذكرنا بالمشهد الذي عشناه طوال اثنين وعشرين شهرا منذ تولى المجلس العسكري الحكم وحتى حسم معركة انتخابات الرئاسة يونيو2012م لصالح الرئيس محمد مرسى ، وعلى الرغم من امتثالنا لصندوق الانتخابات واحترامنا للرئيس المدني المنتخب بإرادة شعبية ولأول مرة ، لكننا ومنذ شهور نعيش في حالة تسوء يوما بعد يوم ، انتظرنا تحقيق الأمن في الشارع المصري دون جدوى وتثبيت الأسعار بلا فائدة ، ونظافة الشارع ولا في الأحلام ، انتظام المرور " أبقى قابلني " بالعكس الأسعار ارتفعت بجنون وخاصة الكهرباء والغاز ، ويناير القادم سوف يشهد بدء تطبيق اقتطاع الضرائب من شعب مصر ، وماذا بعد ؟ الأمور تزداد تعقيدا وخاصة بعد الإعلان الدستوري الذي يمثل مذبحة للقضاء ، الملاذ الأخير لكل صاحب مظلمة ، ثم القانون الأخير والخاص بالنقابات العمالية والذي يستبعد من عضوية مجلس إدارته كل من بلغ الستين ، صحيح هناك من صرح من أعضاء النقابة أنهم سعوا لهذا سابقا ، لكنهم أكدوا في مداخلات تليفزيونية أن الغرض من وراء هذا القرار إبعاد رجال مبارك وإحلالهم بالإخوان وها هي أزمة أخرى تضاف لأزماتنا لنظل طوال هذه الأيام ننام ونصحو على القرارات التي تسبب الاختلافات والانقسام بين الجميع ، وتزيد من حدة الاكتئاب والتوتر ، والواضح في آراء المواطنين في الجلسات العائلية والأوساط العمالية والمهنية والطلابية ، الآن نرى في "المترو ، التاكسي ، الميني باص ، وحتى المؤتمرات التي تجمع النخبة " الاختلاف في الرأي يصل إلى حد الاشتباك بالأيدى أما الاختلاف بين شباب الثورة والفصائل أخرى وصل إلى الحرب ، الآن هناك حرب شوارع مصري يضرب مصري ويسبه ، الدم المصري صار رخيصا ، والخوف كل الخوف من القادم الذي لايعلمه إلا الله ، المحللين السياسين والاجتماعيين محليا ودوليا يتوقعون الأسوء ، فماذا نحن فاعلون ؟ إلى متى سنظل في هذه الحالة الضبابية وإلى متى سيظل أولى الأمر يستفذون الشعب ؟ ، لقد نفذ صبر الناس ، شعبنا المصرى تحمل لأكثر من ثلاثين عاما ما لا يتحمله جبل وخرج بثورته ليتنفس الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ولم ير أى منهم ، الناس الآن تحلم بعودة المجلس العسكرى وتترحم على أيامه التي كانت أقل خسائر وأكثر حريات ، هذا الكلام أصبحت أسمعه من سائق التاكسى ، والسيدة العجوز بائعة الخضراوات ، وربات المنزل ، وكثيرين ، وعليهم بالنزول إلى الشارع ليسمعوا بآذانهم ، ويرحموا الشعب وكفانا انقسامات وحروبا فيما بيننا ، واعلموا أن الله يوم المشهد العظيم سيسأل الولي عن رعيته.

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 656 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,809,402

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز