الحب في زمن الثورة

كتبت:إيمان عبدالرحمن

"عندما اهتز ميدان التحرير مدويا بعبارات عيش ..حرية ..عدالة ..اجتماعية... ومن بعدها المطالبات بإسقاط النظام ... كانت بين الجموع ... نزلت التحرير لتشترك في الثورة وتهتف وتنادي هي الأخري بعيش ،حرية ،عدالة اجتماعية، لم تكن تتخيل أبدا أنها ستخرج من ميدان التحرير بقصة حب،فهدفها لم يكن ذلك ....أو أن يكون التحرير سببا في انتهاء قصة حبها،فارتباطها بميدان التحرير كان قصة حب من نوع آخر،قصة حب للبلد...لكن ماحدث كان شيء ليس في الحسبان....هذه قصة من قصص كثيرة كان ميدان التحرير بطلها ..فهل يا تري كان هذا شعورا حقيقا أم وقتيا؟؟ >>

ففي ميدان التحرير التقت الوجوه لأول مرة ،جمعتهم الأهداف الواحدة والرؤية الواحدة،ويفتح باب النقاش ليكشف كل واحد عن أفكاره واحتياجاته وتقترب وجهات نظر البعض بينما تنافر البعض الآخر،وبين الاتفاق والاختلاف نشأت قصص حب،كتب لبعضها نهاية سعيدة والبعض منها لم يكتب له النجاح..منها قصص لثوار من الوجوه المعروفة للرأي العام ،ففي إبريل الماضي تم الإعلان عن خطوبة "أسماء محفوظ" من الناشط السياسي "محمد رضا" الذي يعمل طبيب أطفال ويكبرأسماء بعامين .. وكان التعارف بين "أسماءمحفوظ" وخطيبها - الذي كان طبيباً ميدانياً متطوعاً خلال ثورة 25 يناير- في ميدان التحرير ثم نشأت بينهما صداقة تحولت بعد ذلك إلى حب وقررا الزواج الذي تم بالفعل .

"نوارة نجم" الثائرة التى أعلنت خبر زواجها عبر تويتر من الناشط السياسي وابن مدينة السويس "محمد محسن" بعد قصة حب نشأت ما بين ميدان التحريروشارع محمد محمود .

ومن قصص الحب التي لم تكلل بالنجاح خطوبة الدكتور "أحمد حرارة" بالناشطة "نانسي وهبي" من صفوف الثوار أيضا،وقد أعلن خبر الخطوبة علي صفحته علي الفيس بوك ، ولكن لم يكتب لهما النجاح .

وقصص كثيرة أخري لثوار ولكنهم ليسوا من مشاهير الثوار،جمعهم التحرير ومحمد محمود ومنهم من استمرت علاقتهم ومنهم من افترقوا .

"داليا عادل" بكالريوس تجارة من الشباب الذين شاركوا في الثورة تحكي عن تجربتها قائلة:"كنت أشاهد الأفلام المصرية حول ثورة يوليو وتمنيت أن أعيش أياما مثلها ،وعندما قامت الثورة فرحت وأحسست أن الفرصة جاءت لأشارك في ثورة حقيقة وليست ثورة من كتب التاريخ ،ولا أنكر أن مشاركتي في الثورة أثرت علي حياتي العاطفية لأني تعرفت علي خطيبي حاليا في التحرير.كنت أذهب في أول أيام الثورة وبعد التنحي وتعرفت عليه وقابلته مرة أخري لأنه كان من المعتصمين عند مجلس الوزراء وكنت أذهب كثيرا حينها وظللنا علي اتصال وأحسست أننا نتشارك نفس الأفكار والتوجهات ونفذ سهم كيوبيد إلي قلبينا،ومن حوالي خمسة أشهرعرض عليّ الزواج وقبلت،وتمت خطبتنا علي خير .

"رنا عادل" ليسانس آداب تقول لم أكن أتخيل أن يكون لأرائي السياسية أي تأثير علي حياتي العاطفية ، نزلت الميدان وأيدت الثورة من أول يوم رغم أنه لم يكن لي أية أنشطة سياسية من قبل ،وكانت الثورة سببا في فسخ خطبتي في شهر ديسمبر قبل الماضي بسبب اختلافي في أرائي مع خطيبي واكتشفت أن توجهاتنا مختلفة تماما ، فبعد أن كان مؤيد للثورة والتحرير أصبح من المعارضين للمعتصمين ويهاجمهم ، وبعد أحداث فتاة التحرير التي قاموا بتعرية ملابسها هاجمها وأحسست وقتها أن الحب الذي بيننا مات وفكرت كثيرا ووجدت أنني لن استطيع استكمال حياتي معه وكانت النهاية بيننا ولم أندم لحظة ، وبعد ذلك عندما تقدم لي آخر كان أول حديث بيننا عن الثورة وهل هو مؤيد لها أم لا ، فالثورة هي المقياس الذي أقيس عليه توافق الطرف الآخر معي .

التقاء الرغبات

ويفسر أ.د "عماد مخيمر" رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق- أن الشخصية تتميز بأن لديها طبيعة انفعالية، وتفكير منطقي وحجة ،والعقل والمنطق هو ما يتحكم في استمرارية فعل الشيء .. بمعني لو الإنسان لديه معتقد بالنظافة سينظف دائما ولن يرتبط هذا بالوقت أو المكان،بل سيكون نمط حياة ،ولكن الانفعال يكون مرتبطا بمهمة معينة عندما تنتهي تنتهي بالفعل ،"وابن خلدون" قال عن المصريين أنهم يهتمون بالشيء ثلاثة أيام متتالية ثم يقل هذا الاهتمام حتي يتلاشي،لذلك يري د.مخيمر أن معظم انفعالاتنا تكون وقتية ومرتبطة بالموقف،مثلما حدث في أول أيام الثورة من حماس الشباب وتنظيفهم للشوارع ،كان مرتبط بانفعال ومهمة انتهت بمرور الوقت.

أما عن الناحية العاطفية فيري أنها تختلف من شخص لآخر،فمن الممكن فعلا أن يتلاقي اثنان في وقت الثورة في التحرير،والتقت الرغبات والأهداف والرؤية المستقبلية ورؤية موحدة خاصة بالإصلاح والتقيا وحدث انجذاب بينهما واستمر ولم يكن مجرد اهتمام لحظي وهناك علاقات لم تستمر فعلا ،فهذا يختلف باختلاف الأشخاص