كتبت : د.عبير بشر
حينما يكون العالم نائما، بما فيهم أسرتك الصغيرة، خصصى وقتا لنفسك. إن الشكوى المعتادة لكل ربات البيوت والزوجات العاملات تتمحور حول الروتين الصباحى فى البيت.. حيث الكثير من التذمر وأنت تجرين قدميك لتلبية احتياجات أفراد الأسرة، لا يصمد لتلك المهمة سوى ربة الأسرة وحدها، ولا يشعر بها باقى أفراد الأسرة، ولا يقدرون جهدها مع اعتيادهم على نهر العطاء الذى لا ينتهى .
لابد هنا من الاعتراف بقيمة وأهمية ساعات الصباح الأولى فى ضبط إيقاع يومك، لذلك من المهم تحسين أدائك وأداء كل أفراد أسرتك أثناء تلك الساعات القليلة، لا مفر إذن من النهوض من السرير مبكرا عن الموعد الذى اعتادت عليه أسرتك.
فإذا كان الموعد الطبيعى للاستيقاظ هو السابعة صباحا فإنه يمكنك بدء يومك فى السادسة صباحا حتى فى أيام الإجازات، وبهذه الطريقة تخصصين ساعة من السلام والهدوء النفسى قبل استيقاظ أفراد أسرتك. ويصبح لديك الفرصة لتنظيم أمورك والاستعداد لما ينتظرك، حيث يكون المنزل هادئا والأنوار خافتة والعالم من حولك ساكنا جدا.
وقت مهدر
وبمرور الوقت سوف تقدسين تلك الساعة وترتبطين بها لأنها منحة، وتتمنين لو امتدت لفترة أطول. كثيرا ما نسمع شكوى البعض من عدم إيجاد الوقت اللازم للقيام بأشياء مهمة لهم، مثل ممارسة الرياضة، أو كتابة قصة أو كتاب، أو المشاركة فى جلسات تأمل أو مجرد الانتظام فى هواية القراءة. وبطريقة ما يجدون صعوبة فى دمج تلك الأنشطة فى برنامجهم اليومى.
اسعدي نفسك
وعندما يحل المساء، وينتهى دوام العمل، ويخلد الأطفال للنوم، وتشعرين أخيرا بالحرية، بدلا من القيام بواحدة من تلك المهام المحببة إلى نفسك ينتهى بك الحال للجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو الخروج لأحد مراكز التسوق أو مجرد التسمر أمام شاشة التليفزيون لوقت متأخر، ويصعب عليك فيما بعد الاستيقاظ مبكرا.
وتخطيء من تعتقد أن تلك الأنشطة غير مسلية، إلا أنها تمنحك الكثير من السعادة. ويمكنك استغلال نفس الفترة الزمنية فى ممارسة التمارين الرياضية أو كتابة قصة روائية أو ممارسة الأعمال اليدوية التى تفضلينها كالتطريز والحياكة.
نعم تكونين فى حالة من الإرهاق والتعب يصعب معها عمل مثل تلك الأنشطة بعد يوم طويل من الأعباء، الأمر الذى يعود بنا مرة أخرى إلى إستراتيجية النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا لاستغلال ساعة البكور التي سبق وتكلمنا عنها لممارسة أي نشاط ترغبين فيه لنفسك يمنحك إضافة حقيقية لحياتك.
الاستيقاظ مبكراً
وقد تظنين أن مجرد ساعة زمن لن تكفى لتحقيق مرادك، جربى، وهنا نستعير مقولة فولتير: "لا تدع الكمال يصبح عدوا للخير"، بعبارة أخرى إذا لم تستطيعين توفير 3 ساعات للكتابة مثلا، لا تدعى ذلك يعوق استغلال ساعة البكور فى الكتابة. وبمضى الوقت ستكتشفين مدى روعة أن تبدأى يومك بإنجاز شىء مهم لذاتك.
حتى لو لم تستطيعين ضبط المنبه على الساعة السادسة صباحا يوميا تذكرى أن النهوض مبكرا يصلح كإستراتيجية كلما سنحت الفرصة. نجد بعض الشباب الآن يستيقظ مبكرا يوم الجمعة للمشاركة فى سباقات الدراجات العادية أو الدراجات البخارية وهو نشاط يتكرر مرة واحدة أسبوعيا.
بالطبع يتطلب الأمر فترة حتى يعتاد جسمك على مواعيد النوم والاستيقاظ الجديدة، ولا تتوقعى حصاد تلك الإستراتيجية فى التو واللحظة. وإذا ما كنت كائنا ليليا أو لديك طفل رضيع يوقظك مبكرا طلبا للرعاية، فإن تلك الإستراتيجية لا تصلح لك. أما إذا كنت ممن يستيقظون على مهل لبدء نشاطهم اليومى، لا تظنى أن تلك الإستراتيجية هدف قاسى صعب المنال.
وعلى مدى الأسبوع الأول، نقترح عليك المداومة على الاستيقاظ فى الموعد المبكر يوميا حتى فى أثناء عطلة نهاية الأسبوع، ولا تحاولى إنجاز الكثير بحيث يصبح هدفك ببساطة هو الاعتياد على الإيقاع الجديد لحياتك.
وعندما تعتادين على هوايتك المبكرة لن تقبلى مقايضتها بأى ثمن. إذا نمت أثناء تلك الساعة واستيقظت مع بقية أفراد البيت، ومع رنين الهاتف الذى لا ينقطع وصندوق رسائلك الذى سرعان ما يمتلىء، لن تدركى أبدا مقدار تلك الهبة، لذلك يجب أن تكونى يقظة جدا للاستفادة من تلك النعمة .
ساحة النقاش