كتبت -سمر الدسوقى
قد يعتقد البعض أن ما تشهده الأوضاع الداخلية بمصر من أحداث متلاحقة، قد ترك ظلالا قاتمة بشكل تام على الوضع السياحي، والذي يعاني بالفعل من مشكلات، ولكن بعض عشاق المحروسة لم يستطيعوا الاستغناء عنها، فلايزالون يقومون بزيارة مناطقها التراثية والساحلية الجميلة ولو على استحياء، ومعهم حاولنا وأن نعرف كيف اتخذوا زمام المبادرة ll
جاكلين لوفا، روسية الجنسية حرصت على القيام مؤخرا بزيارة شرم الشيخ، رغم العديد من التحذيرات التي وجهت للسياح الروس والإيطاليين على وجه الخصوص، عن تجربتها تقول: قمت بزيارة شرم الشيخ لعدة مرات ضمن مجموعة من المجموعات السياحية وقد ارتبطت بحبها ، لذا عندما حاولت وزوجي القيام بالحجز مؤخرا لزيارتها ووجدنا عدم ترحيب بل وربما تحذيرات من بعض الشركات السياحية لدينا ، انضمامنا إلى عائلة أصدقاء لنا مقيمين بكندا وقدمنا معهم ، وبعد الوصول أعترف أنني لم أجد أي شيء يستحق التحذير أو الخوف فالمدينة كما هي هادئة وجميلة بل وصاخبة ومليئة بالأنشطة الترفيهية حتى الصباح، كما أن المصريين كعادتهم ودودين جدا، هذا بجانب أن أسعار كافة الخدمات قد انخفضت بصورة ملحوظة وهو ما ساعدنا على البقاء لفترة أطول.
من القاهرة لشرم
ومن السعودية يقول خالد الدوسري : قمت بزيارة مصر عدة مرات سواء القاهرة أو غيرها من المدن الساحلية كشرم الشيخ وغيرها ، وخلال هذه المرة كنت أكثر إطمئنانا ولم أجد ما يثير الفزع أو القلق فإقامتنا كانت هادئة ومريحة بل وزرنا بعض المتاحف والأماكن التراثية بالقاهرة كما كانت شرم الشيخ أكثر هدوء وأمن فهناك تواجد كبير لقوات الأمن في أكثر من مكان، ورغم أنني قد قمت بحجز رحلتي هذه منذ فترة زمنية طويلة، إلا أن الأحداث الأخيرة لم تجعلني أقوم بتغيير جدولي بل شعرت أن الوضع سيكون أفضل لأن المصريين قد نجحوا أخيرا في رسم وتحديد طريقهم وما يريدونه من ثورتهم.
ومن بريطانيا قدم جون مايكل لزيارة شرم الشيخ للمرة الأولى هو وزوجته، وعن هذه التجربة يقول: أعرف أن الأوضاع بمصر غير مستقرة منذ فترة طويلة، ولكن وسائل الإعلام لدينا تؤكد أن معظم الإضطرابات في قلب العاصمة القاهرة، لذا لم أخش وزوجتى من القدوم هنا رغم خوف البعض من أصدقائنا من هذه التجربة، ولكني وبعد قدومي هنا، سوف أقوم بدعوتهم جميعا للزيارة فقد قمنا برحلات للسفاري في الصحراء دون أي خوف وارتدنا المناطق الأثرية في حماية تامة، كما أن المراكز التجارية تعمل ليل نهار، ومن أكثر ما أثار إعجابي رحلات الغوص التي نظمتها لنا بعض مراكز السياحة البحرية، أما الفنادق فقد كانت جميعها مميزة فيما تقيمه من حفلات يومية مصحوبة بعروض فلكلورية وموسيقية جميلة على العشاء.
عبق الماضي
ومن تونس التقينا سليمى مجلدي في خان الخليلي بالقاهرة، وعن زيارتها تقول: هذا المرة ألاحظ بالفعل انخفاض في أعداد السياح الذين يرتادوا القاهرة ربما بحكم تطورات الأحداث واختلافها من حين لآخر، ولكني وعن تجربة شخصية تجولت بين مناطق القاهرة التراثية القديمة في الحسين وخان الخليلي دون أدنى خوف ولم أجد ما يستدعي القلق، فالوضع في هذه المناطق هاديء ويمتلىء بعبق الماضي كما هو، والمصريون كعادتهم مرحبين ومرحيين ولا تشعر معهم بأي أزمة، وحتى المظاهرات التي قد تندلع من وقت لأخر فهي ليست مستمرة الأن ولا ترتكز في مكان واحد فقد زرت من قبل ميدان التحرير وكان مغلق تماما قبل الثورة الأن أجده مفتوحاً ويمكن التجول به، كما أنني ألمس تواجد أمني في بعض طرقات العاصمة، لدرجة تجعلني أشعر أن مصر تعود وتعود بقوة على الطريق السليم.
وعن هذا التواجد، يشير رأفت عزمي، صاحب أحد المنتجعات السياحية: هناك بالفعل زيارات سياحية للمناطق التراثية والسياحية بالقاهرة ولكنها أقل بكثير من الرحلات المتوجهة مباشرة لشرم الشيخ والغردقة وغيرهم من المدن السياحية ، بحكم الترويج الخارجي الأكبر لهذه المناطق ، هذا بجانب معرفة البعض بوجود بعض الاضطرابات من آن لآخر بالقاهرة، ولكن الثابت أن السياحة العربية وبالأخص الخليجية أصبحت الأكثر حضورا من نظيرتها الإجنبية هذا بجانب السياحة الداخلية قد أصبح لها تواجد ملموس بالطبع، ومع العديد من الجهود التي تبذلها الحكومة الحالية في سبيل دعم السياحة نتوقع تحسن الوضع خاصة داخل العاصمة القاهرة ولكن الأمر يستلزم عودة الهدوء والاستقرار الأمني لها {
خسائر بالأرقام
انخفضت عائدات السياحة المصرية بنسبة تصل لأكثر من 80% في هذا التوقيت من العام الجاري 2013 ، مقارنة بشهري أغسطس وسبتمبر من العام الماضي، فعلى سبيل المثال لم تتعد إيرادات رسوم زيارة المواقع الأثرية نصف مليون دولار في شهر أغسطس الماضي في مقابل 5 مليون دولار تمثل الإيرادات في نفس الشهرمن العام الماضي، كما أعلن هذا وزير الأثار محمد إبراهيم، وهو ما ترك أثارا سلبية على مشروعات تطوير وإقامة المتاحف والمواقع الأثرية وفقا لقوله.
ساحة النقاش