كتبت -منال عثمان

نجمات بزغن بقدراتهن ومواهبهن الكبيرة ملأن الدنيا فنا وإبداعا وفى كل أرض ممهدة ألقين بعصاهن السحرية فتحول الحجر الأصم إلى درر وكنوز تشكل جانبا كبيرا من تاريخ الفن فى الوطن العربى بدأ أغلبهن بدايات مبكرة جدا من الطفولة لكن ماذا عن أشكالهن وجواهرهن فى الطفولة .. هذه الصور التى بين أيديكم توضح أنه

ا كانت أيضا طفولة مميزة أوضحتها عيونهن التى تكاد تصيح بحب الفن فى الصور وأن وراء هذا الرداء الطفولى قوة فنية قادمة ستكون بصمة ساحرة فى عالم الفن ll

لم تكن العيون وحدها من أوشت بهن بل كيان طفولي مختلف يعرف كيف يقف أمام كاميرا حتى لو كانت فوتوغرافية .. أترككم لجولة فى بواكير عمر نجمات كبيرات منهن من غادرن وتركن ذكرى لا يمكن محوها من القلوب أو التاريخ الفنى، ومنهن من رأت أن الرسالة وصلت وحان وقت الراحة،وهناك من تكمل فمازال فى سفر الأحلام الفنية الكثير ..

سعاد محمد حسنى

نجمة نجمات جيلها،وصورة من طفولتها التى قدر برائتها كانت عذاباتها ولعل هذا من ضمن أسباب نضج سريع مرت به الراحلة العزيزة وجعل لها مكانة فنية مميزة للغاية بدأت عام 1959 بفيلم (حسن ونعيمة) إخراج "بركات" وانتهت عام 2001 بفيلم (الراعى والنساء)إخراج "على بدرخان" فطوال عشر سنوات كانت هذه الجميلة المؤثرة للغاية فى الفن المصرى تعالج،وانتهى الأمر بموت مفاجىء فى لندن مازال يشكل لغزا وحيرة وغصة فى قلوب أحبتها.

فاطمة محمد شاكر

الرائعة شادية أو كما كان يدللها الأصدقاء "فتوش" تاريخا فنيا مبهرا للغاية سواء على مستوى الغناء أو التمثيل،وصورة لها بين والديها الأستاذ "محمد شاكر" مفتش الزراعة وزوجته..عطاء بلا حدود أعطته هذه الرائعة منذ عام 1948 وفيلم (العقل فى إجازة) مع "محمد فوزى" وحتى عام 1987 بعد أن أعلنت اعتزالها بعد غنائها فى الليلة المحمدية (خد بإيدى) .. كم قدمت هذه البنبونة؟ قدمت الكثير .. قدمت أكثر من 400 أغنية وأكثر من مائتى فيلم ثم ابتعاد تام أصرت عليه ولم يخرج لنا صوتها الحبيب إلا فى ليلة عصيبة بعد ثورة يناير عبر برنامج تليفزيوني فقط عندما شعرت أن مصر التى تعشق ترابها تحتاج لصوتها .

فاتن أحمد حمامة

سيدة الشاشة العربية صاحبة المكانة السينمائية الرفيعة جدا التى لم يضاهيها فيها أحد حتى الآن، وصورتها بزى ممرضة وهى فى السابعة من عمرها وقد صورها والدها واختارت مجلة كانت تصدر حينئذ اسمها "الجيل" أن تتصدر هذه الصورة لفاتن غلافها ومن هذا الغلاف اختارها عام 1939 المخرج "محمد كريم" لتلعب دور "أنيسة" الصغيرة فى فيلم "محمد عبد الوهاب" ( يوم سعيد) ثم فيلمه التالى "رصاصة فى القلب"،واختارت هى بعد ذلك أن تكون سيدة الشاشة العربية بكم كبير من الأفلام الرائعة..أطال الله عمرها.

ميرفت مصطفى أمين

ابنة الطبيب الشهير والأم الإسكوتلندية، وصورة من طفولتها على الأرجوحة فى حديقة منزلها بمصر الجديدة التى تربت فيها،وفى عام 1968 رأها النجم الكبير "أحمد مظهر" واختارها لأحد الأدوار فى فيلمه الذى لعب بطولته وأخرجه ( نفوس حائرة) ثم وقفت أمام العندليب لتلعب دور آمال حبيبته فى "أبى فوق الشجرة" ولتبدأ مسيرة ناجحة وجميلة تناسب موهبتها ورقتها مازالت تواصل محطاتها.

نادية لطفى

أو "بولا محمد شفيق" الجميلة فى طفولتها وهى تمسك العروسة، وقد بدأت مشوارها عام 1958 عندما رأها المنتج الشهير "رمسيس نجيب" فى مكان بالإسكندرية مع زوجها القبطان البحرى "عادل البشارى" وعرض عليهما أن تعمل فى السينما ورفض الزوج وتعلقت هى بفكرة السينما وبعد طلاقها نزلت القاهرة لتلعب دور البطولة فى فيلم (سلطان) أمام "فريد شوقى" لتصبح فى غضون سنوات قليلة إحدى نجمات القمة.

نجاة الصغيرة

صوت الحب صوت الدفء لو كان له نبرات..الشقيقة الكبرى من الأب للسندريللا "سعاد حسنى" وإحدى أهم مطربات القرن العشرين ومسيرة خالدة من روائع الأغانى بدأت منذ كانت فى التاسعة تغنى أغانى "أم كلثوم" ثم انطلقت لتصبح رمزا لكل ماهو جميل وراقى فى المشاعر،وهذه الصورة لها وهى فى العاشرة.

وردة الغناء

واسمها "وردة محمد فتوكى" من أب جزائرى وأم لبنانية، وصورة لها وهى فى الثانية عشر، وقد بدأت حياتها فى باريس فى ملهى كان يملكه والدها وذاع صيتها وأتت للقاهرة لتكون بداية جميلة ثم انقطع المشوار بعد عودتها للجزائر وزواجها ثم عادت لمصر عام 1972 لتستكمل ما بدأت لتكون هذه البنوتة ذات الضفائر وردة الغناء العربى وأجمل مطرباته وكما أحبت مصر أحبتها مصر وأهلها وأسلمت الروح على أرضها.

كن هكذا فى سنواتهن الأولى فى طفولتهن من زمن بعيد فتحية لهن .. فقد شكلن دائما داخلنا أجمل القصص ورافقننا أروع الذكريات