<!--<!-- هجر الزوجه لزوجها
الناظر فى واقعنا بعين البصيرة، يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان. من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية، التي يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة.
<!--أعيش مع زوجى وأولادى فى بيت الزوجية ولكن زوجى يسيء معاملتى فهل لى بهجره فى الفراش؟
اتفقت كلمة أهل الشرائع السماوية على أن الأسرة نواة المجتمع، فإذا صلحت صلح أهل الأرض، وركز الإسلام على تكريم المرأة أماً وزوجة وبنتاً وأختاً، ولذلك فعليها العبء الأكبر فى الحفاظ على تلك الأسرة خاصة عند تعاملها بالحكمة فى المواقف الصعبة، وقال تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً) "البقرة: 269"، ولقد ذكر القرآن الكريم عددا كبيرا من النساء كان لهن دور بارز فى تاريخ البشرية مثل حواء، وأم موسى، وأخته، وآسيا زوجة فرعون، وملكة سبأ، ومريم ابنة عمران وغيرهن بالتعريض لا بالتصريح، ولأن الرجل هو القوام على الأسرة قال تعالى له (وعاشروهن بالمعروف) وقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى شأنه (والرجل فى أهله راع ومسئول عن رعيته)، ولكن إذا كان هذا الزوج لم يعِ أو يهتم لكل هذه التحذيرات الشرعية وبالغ فى ظلم زوجته وإهانتها فليس على تلك الزوجة الكريمة التى ترجو رضوانه تعالى وتخشى معصيته إلا الصبر والتضرع والدعاء برفع البلاء احتساباً منها لله تعالى للحفاظ على أسرتها فلا تهجر فراش زوجها حتى لا تقع تحت وطأة قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح). كما لها أن تعمل على جمع أهل الخير من أهلها وأهله امتثالاً لقوله تعالى (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليها أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) "النساء:12"، وفى كل الأحوال فلتظفرى بثواب الصابرين الذين قال فيهم المولى عز وجل (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) "البقرة 154:156"
الداعية و الباحثة الإسلامية / هدى الكاشف
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة – محكم مسابقات القرآن الكريم
ساحة النقاش