نصيحتي للسيسي
محمد الحمامصي
حفلات الاستقبال التي يقيمها المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي لهذه الفئة أو تلك من السياسيين والإعلاميين والصوفيين والرياضيين.. إلخ، لم تجد قبولا من الكثيرين، لا لشيء إلا لكون هؤلاء وأولئك كان أغلبهم من المتحولين والمتبدلين وحاملي المباخر الذين باركوا قبلا نظام الرئيس الأسبق مبارك ودعموا رموز فساده ثم هادنوا وقبلوا وساوموا وتعايشوا أو تجاهلوا أو تعاطفوا وتواطأوا مع الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته الإخوانية، في حين لم يستقبل أو يطلب لقاء أو ينزل بنفسه للقاء هؤلاء الذين كافحوا وناضلوا وتعرضت أرواحهم ومعايشهم وعائلاتهم للاضطهاد والإذلال والتحجيم والقمع والهجوم منذ أول مظاهرة خرجت ضد الحاكم الاخواني وجماعته في 28 أغسطس 2012 واستمروا في نضالهم حتى ساعة إلقاء بيان عزل محمد مرسي في مساء 3 يوليو.
إن من يناصرك يا سيادة المشير ليس هؤلاء وأولئك من الذين ولاؤهم لذواتهم ومصالحهم وعلاقاتهم، بل هؤلاء الذي أسقطوا الحاكم الإخواني وطالبوك بعزله، هؤلاء الذين نادوك مئات المرات في كل شوارع مصر لتنزل وتخلصهم وتخلص مصر، وأخيرا لبيت النداء وانحزت لهم فجعلوك بطلا شعبيا وقوميا ونصبوك رئيسا قبل أن تقرر أنت ذاتك ذلك.
من يناصرك يا سيادة المشير هم الفقراء والبسطاء الذين يأملون في بلد نظيف من الفساد وطغاة الظلم واللصوصية والنصب والاحتيال، من يريدون مصر بلدا متقدما راقيا، بلدا عظيما ينتشلهم وينتشل أبناءهم وأحفادهم من التخلف والرجعية والمرض والفقر والقهر والقمع.
عليك أن تنزل لترى كيف يعيش مناصروك الحقيقيون، كيف يأكلون خبزا لا يصلح للبهائم؟ كيف يعيشون رعبا على أبنائهم وأحفادهم من الخطف والقتل على يد البلطجية والخارجون على القانون؟ كيف يعاملون معاملة قذرة في المصالح والهيئات الحكومية؟ كيف هي مدارس أبنائهم وأحفادهم؟.
عليك أن تنزل يا سيادة المشير، واعلم أنك لن ترى الحقيقة حقيقة ما يعانيه أبناء الشعب المصري طالما أنت هناك في معزل في فيلا أو قصر، ومهما بلغ صدق التقارير التي تصل إليك فلن تفي بحقيقة المعاناة التي يعيشها المصريون؟ المعاناة ليس اقتصادية فقط، فالمصريون طوال عمرهم فقراء أو يعيشون على الكفاف، لكن المعاناة في استمرار اللصوص وخدام الموائد والمحتالين والبلطجية والمجرمين الذين يستحلوا الدماء والأرواح مقابل المزيد من الأرباح والمزيد من الدولارات في الحسابات البنكية والمزيد من القصور والفيلات.
إننا لا نريد لك سيادة المشير وقبل أن تجلس على كرسي الرئاسة أن تحول كل زياراتك وحركاتك الميدانية إلى ديكورات مجهزة مسبقا، نريدك أن ترى الواقع كما هو لا كما تصنعه لك الأجهزة الأمنية، قد تكون مهددا ولكن الشعب المصري لديه القدرة على حمايتك وفدائك بأرواحه، الشعب المصري هو جيشك وشرطتك وأجهزة مخابراتك، ولا أظن أن قوة مهما بلغت يمكن أن تمسك بسوء وأنت بين أبنائه.
انزل يا سيادة المشير، المصريون الحقيقيون من أنصارك ينتظرونك بينهم، لا يريدون أسوارا بينك وبينهم، أسوارا سوف تزداد عند توليك الرئاسة ما لم تتخذ قرارا حاسما بأن تكون قريبا من المصريين.
ساحة النقاش