<!--
<!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
من رحم عام 2014 ولد العام الجديد 2015 ، فهل سيرث جينات أمه بحسناتها وسيئاتها؟
أتمنى أن يكون مختلقا عن كل ما سبقه من أعوام عشناها وعانينا فيها الأمرين فى وطننا العربى.
كان الأب يستبد بأبنائه والكبير يستبد بالصغير والغنى يستبد بالفقير والمتعلم يستبد بالجاهل، وقامت ثورة يوليو 1952 فتخلصنا من بعض مظاهر الاستبداد ولكن بقايا الورم الخبيث ظلت كامنة فى رحم المجتمع تتوالد بمسميات جديدة وتزاحم القيم العليا لتطردها وتحتل مكانها. أصبحت خيانة الوطن تسمى الولاء للدين، والخضوع للمنافقين والأفاقين سمعا وطاعة، والقتل بلا شفقة للأبرياء تنفيذا لإرادة الخالق، والمتاجرة بالدين وعظا وإرشادا، أعطيت لقيم البديل قداسة والدين منها براء.
كان الربيع العربى بمثابة عملية جراحية كبرى أجريت للوطن العربى تخلص فيها من ورم خبيث، ورم الاستبداد الذى كان ينحر فى جسده ويعوق نموه منذ مئات السنين ونشر فى جسده الواهن كل أنواع الاستبداد، فالناس على دين ملوكهم!
وبعد أن شفينا من الاستبداد السياسى وانطلق المارد العربى من قمقم القهر إلى الحياة فإذا بضوء الشمس يغشى عيونه ويعتم إبصاره، وإذا بالهواء البارد يسفح وجهه.. تلفت حوله فلم يعرف إلى أين يتجه! تحرك لينطلق فاهتزت قدماه كالوليد المبتدئ بينما صرخات تدوى من كل جانب بعضها يحثه على الجرى والبعض الآخر يحذره من عواقب التسرع.
عزيزتى حواء..
أنتِ وحدك يمكن أن تخلصى مجتمعنا من أمراضه الاجتماعية.. ابدئى بنفسك وكونى قدوة لكل من حولك: أولادك وجيرانك وزملاء العمل.
ارسمى ابتسامة دائمة على وجهك فهى كفيلة بأن تنهى الصعوبات و العقبات.
ارتقى بأسلوب خطابك واستعيدى العبارات الجميلة.
ازرعى فى قلوب أبنائك حب الخير والعطاء وقيم الرحمة والتسامح.
أقيمى فى بيتك مكتبة ضعى فيها بعض كتب التراث وأضيفى إليها الإصدارات الجديدة فإذا رآك أبناؤك تقرئين سيقلدونك وتنمو عندهم عادة القراءة بدلا من الانكباب على وسائل الاتصال الحديثة وإضاعة الوقت فيما لا ينفع.
اقرئى الصحف وتابعى أخبار الدنيا واجعلى من يوم الانتخابات عيدا واصحبى أولادك إلى الجنة ليتعودوا على ممارسة حقوقهم السياسية.
عزيزتى حواء؟؟ كل سنة وأنت أفضل وأقوى وأجمل من كل الأعوام السابقة.
ساحة النقاش