ما هو الحب: إنه سؤال شغل العلماء والفلاسفة والشعراء وكتاب الرومانسية على مر الأزمنة والعصور، ولكن الأصدق بين كل هؤلاء هو أنت، نعم أنت الأجدر على إضافة معنى جديد إلى كتاب اسمه: الحب، وإن كانت هناك معانى استقر عليها الشعور الإنسانى الجمعي، منها أنه شعور بالانجذاب والإعجاب والانبهار نحو شخص ما، أو شيء ما، أيضا فإن الحب ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين حبيبين يذيبهما فى كأس واحد حتى يصبحا خليطا من عطرين فى فواحة واحدة.. والحب هو منبع السعادة وشاطئ الأمان الذى يرسو عليه قارب حبيبين، هو بحر لا ينتهى من الغموض والأسرار يجلب سعادة أبدية لا تنتهى حتى بالفراق، الحب هو سر يقتصر على شخصين وهو إكسير لا تستقر بدونه الحياة، وهو جنين يكتمل نموه بالنظرات واللفتات والآهات، ولولا الحب لانعدمت الحياة وفقدنا القدرة على الحزن والابتسام.. الحب هو سر القلوب ودفئها ومبعث الأمان وجالب المتعة وسر الألفة.. ولذلك كله نبحث عن الحب ونشتاق إليه وننسجم مع روعته.

وعليك أن تتذكرى أن أقوى أنواع الحب هو حب الوطن، الذى تحثنا عليه الأديان، وعلى الولاء والوفاء له والتضحية من أجله، فعندما أجبر نبى الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الخروج من مكة المكرمة قال: «ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومك أخرجونى منكِ ما سكنتُ غيركِ ،» وفى هذا درس عظيم لكل من له أذن تسمع وقلب يخشع وعقل يعي.

والحب لا يكون بالكلمات المعسولة  على أهميتها  ولا بالأشعار فقط، وإنما هو بالأفعال والإنجازات تجاه أوطاننا، ولعل جنود مصر البواسل من جيش مصر وشرطتها هم من يقدمون أروع سيمفونية عشق نحو الوطن؛ فهم من يقدمون أرواحهم فداء للأرض والعرض، ولذلك كتب الله لهم جناته وخلدهم «أحياء عند ربهم يرزقون »، وكذلك العامل فى موقعه، كما على الأم المصرية أن تربى أولادها على عشق تراب الوطن والمحافظة عليه وحمايته، حتى ينشأ جيل مخلص امتدادا للعظماء قادرا على حماية بلاده: وطنى لو شُغلتُ بالخُلد عنه.. نازعتنى إليه بالخُلد نفسي.