أصواتهم مزامير من الجنة، تشدوا بآيات الذكر الحكيم فتبكى لها الأعين وتخشع القلوب وتقشعر الأبدان، حباهم الله بالموهبة فأسرت أصواتهم أرواح المستمعين لآيات كتابه، عددهم فى العالم العربى ليس بالقليل، لكننا حرصنا على اختيار بعضا ممن تزينت حناجرهم بالقرآن فأبهروا العالم بحسن الصوت وإتقان التلاوة لنتعرف على سيرهم ومشوارهم مع القرآن الكريم ..

رغم مرور 68 عاما على رحيل الشيخ محمد رفعت إلا أن صوته ما زال مرتبطا بشهر رمضان حيث يظل جموع الصائمين بانتظار صوته وقت الإفطار.

نشأته

فى حى المغربلين بالقاهرة ولد محمد رفعت عام 1882 ، فقد بصره فى عامه الثاني، وبدأ فى حفظ القرآن فى الخامسة من عمره فى كتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب، ثم درس علم القراءات والتفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدى شيوخ عصره، وعندما بلغ سن الخامسة عشرة، أصبح قارئ مسجد فاضل باشا، لتنطلق شهرته وينال إعجاب كل من يسمعه.

الإذاعة المصرية

فى عام 1934 افتتح محمد رفعت بث الإذاعة المصرية، وهو الأمر الذى رفضه فى البداية حتى استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدى الظواهرى عن جواز إذاعة القرآن الكريم عبر الراديو، فأفتى له بجواز ذلك، وافتتح البث بأول سورة الفتح، بعدها أرسلت له هيئة الإذاعة البريطانية لتسجيل القرآن لها فرفض وقال إنها إذاعة أجنبية لا يجوز العمل بها إلا أن الإمام المراغى أجاز له العمل بها فسجل لها سورة مريم.

طريقة خاصة

كانت للشيخ رفعت طريقته الخاصة فى قراءة القرآن الكريم التى تتسم بالتجسيد للمعانى الظاهرة للقرآن الكريم، وكان يؤثر بإحساسه على المستمعن فكان يبدأ بالاستعاذة والبسملة، ثم الترتيل بهدوء وتحقيق وصوت خفيض، يعلو بعدها صوته فيصبح مرتفعاً لكنه رشيداً يمس القلب ويتملكه، ويسرد الآيات بسلاسة ويسر واستشعار لآيات الذكر الحكيم، وكان ينتقل من قراءة إلى أخرى ببراعة دون تكلف، ومن مقام إلى آخر دون أن يشعر القارئ بالاختلاف، فنجد الناس يبكون عندما يقرأ آيات الترهيب، ويفرحون بذكره آيات الترغيب لذا سمى «بسوط عذاب وصوت الجنة ،» وعند سرده القصص القرآنى يتفكرون فى الآيات ويتدبرونها ويعتبرون منها.

وفاته

فى عام 1943 أصيب الشيخ رفعت بسرطان الحنجرة فتوقف عن قراءة القرآن، ورغم عدم امتلاكه تكاليف العلاج اعتذر عن قبول أى هبة أو منحة، وبعد اشتداد المرض عليه افتتح أحمد الصاوى اكتتاب وجمع له تبرعات ضخمة، لكن الشيخ رفض وقال كلمته الشهيرة «إن قارئ القرآن لا يهان .»

بكته الملايين ممن أمتعهم بحلاوة صوته عندما فارق الحياة يوم 9 مايو عام 1950 ، وقال عنه الأديب محمد السيد المويلحى فى مجلة الرسالة: «هو سيد قراء هذا الزمن، موسيقى بفطرته وطبيعته، بصوته فقط يأسرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا »، أما الكاتب الصحفى أنيس منصور فكتب عنه «لا يزال المرحوم الشيخ محمد رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوته أنه فريد فى معدنه، قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها» .

المصدر: كتبت : أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1179 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,871,058

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز