مشاعر متضاربة بين الفرح والخوف تنتابنى خلال شهر رمضان خاصة وأنه يأتى هذا العام فى حملى الأول، فما بين الفرح بكونى سأصبح أما وخوفى من أن يؤثر الصوم على جنيني، فهل يجوز لى الإفطار؟ وما النصائح التى يجب اتباعها حال صومى للحفاظ على صحة طفلي؟ وكيف يمكننى تنظيم وقتى بما يتناسب مع خصوصية هذا الشهر من عبادة وصيام بما لا يتعارض مع صحتى وجنيني؟ أسئلة كثيرة تدور بذهنى وغيرى من السيدات الحوامل فى هذا الشهر حملناها إلى المختصين من علماء الشرع والطب فكانت هذه السطور..

في البداية طلبت النصيحة من سيدات مررن بنفس التجربة فقالت مرام سعيد، 27 سنة: انتابني القلق في حملي الأول من عدم إمكانية قيامي بمهامي المنزلية على أكمل وجه والتمتع بروحانيات شهر رمضان خاصة مع إرهاق الحمل، لكن والدتي ساعدتني كثيرا حيث جهزت لي وجبات كثيرة وضعتها في الفريزر حتى يسهل عليّ طهيها، كما كانت تدعوني للإفطار معها في كثير من الأيام.

أما مروة عبدالسلام 28 سنة، فنصحتني بطلب المساعدة من المحيطين بي خاصة زوجي وكذلك أمي أو أم زوجي، مؤكدة أنها طلبت من زوجها مساعدتها في أعمال المنزل خاصة وأنها أنجبت ابنها الأول في شهر رمضان.

رخصة شرعية

عن رخصة الصيام من عدمه بالنسبة للحامل والمرضع في رمضان يقول د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: جعل الله تعالى حفظ النفس الآدمية من أعلى الواجبات حيث قال "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقال الرسول "صلى الله عليه وسلم": "الآدمي بنيان الرب وملعون من هدم بنيان الرب"، لذا أعطى الشرع الحنيف رخصة الإفطار للحامل والمرضع في نهار رمضان إن خافتا على الجنين والرضيع، وعليهما القضاء في أيام أخر.

حالات طبية للإفطار

وإذا كان هذا رأي الشرع فما الحالات التي يجب على الحامل الإفطار فيها من وجهة نظر الطب؟ تقول د. هالة نبيل، استشاري ومدرس أمراض النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني: تختلف قدرة المرأة الحامل على الصيام من سيدة إلى أخرى، وينصح الطبيب بالإفطار في حالات معينة مثل قلة الماء حول الجنين أو ضعف تكوينه، أو حالة إصابتها بأي الأمراض المصاحبة للحمل مثل السكر أو الضغط.

وتنصح د. هالة الحامل في شهر رمضان بتناول إفطارها على عدة مراحل لأن ملء المعدة بالطعام يسبب الشعور بالدوار نتيجة توجه الدم إلى المعدة لإتمام عملية الهضم، وتناول وجبات صحية ومتوازنة وشرب عصائر طبيعية، إلى جانب الإكثار من شرب الماء لتعوض الجسم عن السوائل التي فقدها خلال ساعات الصيام، أما المرضع فننصحها بشرب كميات من السوائل بكثرة بجانب الماء، مع تناول وجبات صحية والإكثار من الأغذية المدرة للبن مثل التمر والحلبة والحلاوة الطحينية.

نصائح غذائية

أما عن التغذية السليمة للحامل خلال شهر رمضان فتقول د. سحر العقبي، أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث: لا شك أن المرأة الحامل تحتاج إلى نظام غذائي متكامل أثناء صيامها خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة حيث يفقد الجسم الكثير من السوائل التي يحتاجها، لذا أنصح المرأة بالإكثار من شرب السوائل من عصائر طبيعية ومياه إلى جانب تناول وجبات متكاملة العناصر الغذائية، والحرص على شرب كوبين من اللبن على الأقل كمصدر للبروتين والكالسيوم المطلوب لبناء عظام الجنين، بالإضافة إلى تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لاحتوائهما على الفيتامينات والأملاح المعدنية التي يحتاجها جسم الحامل، بجانب تناول العسل لاحتوائه على عدة عناصر مهمة، وتجنب التعرض للحرارة لفترات طويلة حتى لا تفقد الكثير من السوائل المهمة للجنين.

مساندة الزوج الأهم

هذا عن النصائح الطبية والغذائية للحامل خلال شهر الصيام، فماذا عن صحتها النفسية؟ تقول د. إيمان عبدالله، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية: تعانى المرأة خلال أشهر الحمل تغير في الهرمونات والذي يؤثر على حالتها النفسية، إلى جانب قلقها الدائم على الحمل أو من الولادة وكيفية التعامل مع الطفل خاصة المرأة التي تختبر هذا الشعور لأول مرة، لذا تلعب الأسرة خاصة الزوج دورا مهما في مساندتها ما يقلل من حدة توترها، ويتمثل دعم الزوج لزوجته الحامل في تفهم حالتها النفسية وما تمر به من متغيرات، والذهاب معها إلى الطبيب ليتعايش ويتابع مراحل تطور الجنين، والدخول معها إلى غرفة العمليات أثناء الولادة إن أمكن لمشاركتها هذه اللحظات.

وتابعت: على الزوج ألا يثقل على زوجته في أعمال المنزل خاصة في شهر رمضان من خلال إعداد الكثير من أصناف الطعام، ويفضل أن يساعدها في المنزل كما كان يفعل الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ولأن الحامل والمرضع تكون في حالة جسدية ضعيفة فعلى الزوج ألا يتأفف من مرضها بل عليه أن يستوعبها لأن هذا سيشكل فارقا كبيرا معها ويجنبها الإصابة باكتئاب الحمل أو ما بعد الولادة.