تحلم كل ربة منزل أن يمضى الشهر بسام دون خوف من عدم كفاية ميزانيتها لمتطلبات حياتها وأسرتها من السلع الغذائية أو الحاجة إلى التنازل عن بعضها أو الاستدانة لتوفيرها، «حواء » حاولت أن تقدم لك بعض التجارب الحياتية التى نجح أصحابها فى وضع ميزانية اقتصادية على «قد الإيد » تفى بمتطلبات أسرتك، فقط تابعينا فى جولتنا بين صاحبات هذه التجارب الناجحة وغيرهن من الخبراء والمختصين الذين حاولنا أن نرسم لك معهم ملامح خطة اقتصادية شهرية للعبور بمتطلبات أسرتك من هذه السلع إلى بر الأمان..

في البداية تقول اعتماد إبراهيم، ربة منزل: مع بداية كل شهر اشتري كافة السلع من المجمعات الاستهلاكية والعربات التابعة للقوات المسلحة ووزارتي الزراعة والتموين, بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة الغلاء كمبادرة "كلنا واحد" التي شارك فيها الكثير من المحلات التجارية والسلاسل الكبرى حيث طرحت مختلف السلع بأسعار مخفضة.

أما حنان علي، مدرسة فتقول: أبحث باستمرار عن العروض والخصومات التي تقدمها السلاسل التجارية، وأحرص على الشراء بالجملة مرة واحدة في الشهر بخلاف الخضراوات فالذهاب عدة مرات إلى السوق ترهق الميزانية وتهدر الكثير من المال.

وتفضل همت مهدي موظفة، الذهاب إلى السوق لشراء متطلباتها بمفردها لأن ذهابها مع جاراتها وأفراد عائلتها يدفع البعض إلى التباهي بشراء منتجات غذائية  غالية الثمن ومتطلبات ليست بحاجة لها.

وتعتمد لميس محسن، ربة منزل على السلع الأقل سعرا التي تناسب ميزانيتها من خلال البحث عن السلع البديلة واستبدال اللحوم بالفول الصويا والبيض والألبان، إلى جانب اعتمادها على الجمعيات التي تنظمها مع صديقاتها من وقت لآخر للاستعداد للمناسبات العامة وتوفير احتياجات ومتطلبات المنزل من سلع ومستلزمات.

أما ابتهال محمود، موظفة بأحد البنوك فتدعو إلى المشاركة الجماعية في توفير متطلبات المنزل وتقول: أشترى بعض المنتجات بسعر الجملة وأقسمها مع شقيقات زوجي فهذا يوفر لنا الكثير خاصة المنظفات والمستلزمات الشخصية، وكذلك اللحوم وغيرها من السلع الضرورية للأسرة, كما أنتهز مواسم الخضراوات والفواكه في شراء كميات بأسعار منخفضة وتخزينها بالمنزل.

المشاركة والادخار

كانت هذه بعض تجارب الزوجات لموجهة غلاء السلع الغذائية، فماذا عن نصائح الخبراء؟

تقول بسمة السباعي، خبيرة الطهي: تلجأ الكثيرات إلى شراء السلع الغذائية بكميات كبيرة للاستفادة من فارق السعر بين الجملة والقطاعي إلا أن التخزين يقلل من القيمة الغذائية للأطعمة, وأنصح عند إعداد الوجبات الغذائية بخلط البروتينات الحيوانية مع النباتية قدر الإمكان فالبروتين النباتي يعزز الحيواني ويزيد من القيمة الغذائية له, ويساعد على الامتصاص بشكل أسرع ويمد الجسم ببروتينات وفيتامينات أكثر، بالإضافة إلى الاستفادة من بقايا الأطعمة في إعداد أكلات صحية وموفرة.

وتقول د. سامية عبد المطلب أستاذ الاقتصاد المنزلي: قبل وضع الخطة الاقتصادية للأسرة على الزوجة تحديد دخل الأسرة والنفقات الشهرية الثابتة والمتغيرة وما يمكن الاستغناء عنه, وأحذر من الانسياق وراء العروض التي تقدمها المحلات والسلاسل التجارية فعلى الرغم من أنها تساعد على التوفير لكنها تعد وسيلة لإغراء ربة المنزل للشراء، لذا يمكن للمرأة التعرف عليها من خلال شبكات الانترنت ووضع قائمة محددة بما يحتاجه المنزل والتقيد بها عند الشراء، بالإضافة إلى التأكد من صلاحية المنتج حيث تقدم بعض المحال التجارية عروضا منتهية الصلاحية.

وتضيف: أما عن النزهات فأنصح الأسرة بالتنوع في النزهات والابتعاد عن المراكز التجارية واستبدالها بأماكن غير مكلفة كالمتاحف والحدائق, ويمكن من خلال المشاركة الجماعية التوفير والادخار من خلال اشتراك أكثر من فرد في العائلة أو الجيران وشراء عجل أو خروف وتقسيم لحمه بينهم كما يفعل البعض في الأعياد كعيد الأضحى ويمكن تطبيقها في أي وقت وتساعد على تقليل التكلفة ومحاربة ارتفاع الأسعار، مع ضرورة ادخار جزء بسيط من الدخل لتوفير احتياجات المنزل والاستعانة به في حالات الطوارئ.

بدائل غذائية

أما عن البدائل الغذائية فتقول د. هنادي شيحة، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية: هناك بدائل غذائية كثيرة تساعد المرأة على التوفير وتقدم وجبة صحية غنية، وذلك يتم من خلال عدم التركيز على البروتينات الحيوانية كطعام أساسي والاستعانة ببعض البدائل التي تتمتع بقيمة غذائية عالية كالبقوليات والألبان والبيض وغيرها,  ويجب تقسيم أيام الأسبوع كالتالي: يوم أو اثنين لتناول السمك أو اللحوم، وباقي أيام الأسبوع يمكن الاستعانة بالبروتين النباتي مثل الفول والطعمية وشوربة العدس والكشري والبقوليات بشكل عام, وعلى المرأة الاعتماد على الأسماك كوجبة أسبوعية ثابتة خاصة أنها قليلة التكلفة وذات قيمة غذائية عالية، والحرص على التنوع في طهيه لجذب الأطفال في تناوله.

وتتابع: يمكن للمرأة التحايل على ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية كالبطاطس، وذلك من خلال الابتكار في طهيها بطريقة موفرة ومحببة لأفراد عائلتها، كما يمكنها استبدالها بالكوسة, أما عن الحلويات فينبغي على ربة المنزل الابتعاد عن شرائها وضرورة إعدادها في المنزل، كما يمكن الاستعانة بالفواكه الموسمية كبديل للحلويات، ويجب الحد من استهلاك الزيوت والدهون والاستعانة بالأكل الصحي  كالشوي وغيره والابتعاد عن الأكلات الجاهزة المكلفة والمرهقة صحيا وماليا.

المصدر: كتبت : هايدي زكي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 588 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,672

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز