كتبت: سمر الدسوقى 

 الخبراء يرسمون:طـريق العـودةll مبادرات عدة وخارطة لعودة النشاط السياحي لدوره الملموس في دعم الاقتصاد المصري، بدأت وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية في تبنيها مؤخرا، سواء على نطاق السياحة الداخلية أو الخارجية ، ومعها حاولنا وأن نتعرف مع عدد من الخبراء على كيفية دعمها بل والدور المأمول منها ll

أولى هذه المبادرات تأتي المبادرة التي تبتها وزارتي السياحة والطيران لتنشيط السياحة الداخلية ، والتي يقول عنها الخبير الاقتصادي د.حمدي عبد العظيم : لقد وجدت هذه المبادرة والتي طرحت بالتنسيق ما بين وزارتي السياحة والطيران المدني صدى واسع بين المصريين بل ونجاح باهر حيث حاولت أن تتيح لهم فرصة الحصول على برنامج سياحي متكامل ومخفض يشمل تذكرة الطيران والإقامة بأحد الفنادق المميزة مع الجولة السياحية بعدد من المدن السياحية كشرم الشيخ والغردقة وغيرها وبسعر قد لا يتجاوز الألف جنية، لذا أمتد العمل بها حتى ما يقرب من نهايات شهر سبتمبر، وأعتقد أن هذه الطريقة إذا استمر تفعيلها في فترات الأجازات والأعياد خاصة مع بدء الاستعداد لموسم الشتاء سيكون لها تأثير إيجابي في إنعاش السياحة الداخلية وتنشيطها كوسيلة لدعم السياحة في المرحلة الراهنة ، على أن يواكب هذا محاولة إحكام السيطرة الأمنية بالداخل والحد من المظاهرات وتواجد العديد من القوات الأمنية في المناطق السياحية وبكثافة وهو ما بدأنا نستشعره بالفعل.

ألمانيا وإيطاليا

أما عن محاولات دعم وتنشيط السياحة الوافدة لمصر، فيقول عنها الخبير السياحي عدلي سعد : هناك بالفعل خطة بدأت وزارة السياحة المصرية التحرك بصددها فيما يتعلق بمحاولة استعادة العديد من أسواق السياحة الخارجية التي كانت تستهدف مصر بنسب كبير ومنها السياحة الألمانية والإيطالية والروسية والفرنسية ، حيث تراجعت حركة السياحة الوافدة لمصر ما يقرب من 70% إلى 80% خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين ، وبالرغم من الحركة الدؤبة التي تقودها وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الخارجية للقيام بزيارات بهدف تنشيط الزيارات السياحية من هذه الدول مرة أخرى لمصر، إلا أننا بحاجة لتقديم عروض جذابة لهم تشمل تخفيضات وبرامج سياحية خاصة ومميزة ، مع إقامة معارض سياحية أكثر بالخارج ، تعقد من خلالها العديد من الاتفاقيات على استقدام أفواج سياحية كبيرة ولمدة عدة أشهر، وأخيرا ضرورة العمل على عودة الأمن ونقل صورة إعلامية للخارج بهذا الشأن.

مرشد سياحي

ومن أبرز المبادرات التي دشنت مؤخرا لتحقيق نفس الأهداف حملة"مرشد سياحي صوت مصر" والتي دشنها نخبة من المرشدين السياحيين تحت رعاية النقابة العامة للمرشدين السياحيين بهدف تقديم ثورة صحيحة للغرب عن ثورة 30 يونيو، وإزالة كافة الصورالمغلوطة التي يحاول نظام الإخوان البائد تصديرها له عنها ، بما يهدد القطاع السياحي، وذلك بواسطة مجموعة من الوقفات الداخلية والخارجية وبالأخص أمام السفارات لدعم وتوضيح هذه الصورة ، وعنها تشير الخبيرة الاقتصادية منى فايز، بغض النظر عن الدور المأمول والمتوقع والذي يمكن أن تلعبه مثل هذه المبادرات ونظيرتها إلى أننا نحتاج لكي تحقق المرجو منها أن ندفع بعجلة الإنتاج ونكف عن تنظيم المسيرات والمظاهرات داخليا ، كما أعلن القطاع المصرفي عن تواصله ودعمه للقطاع السياحي بكافة السبل من أجل تنشيط السياحة واجتذاب العديد من السياح باعتبار السياحة أحد الروافد الهامة لإنعاش كافة قطاعات الدولة.

السياحة الخليجية

وبنفس الصورة أطلقت بعض الأحزاب المصرية مؤخرا مبادرات لتنشيط القطاع السياحي ، منها مبادرة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والقائمة على محاولة تشجيع المصريين على زيارة المناطق السياحية ببلدهم مع تقديم حوافز تشغيل للفنادق والمنشأت السياحية مقابل الحفاظ على العمالة الموجودة بها ولو بنصف الراتب ، وتسويق الزيارات السياحية للمصريين بالخارج من خلال السفارات ، واستكمالا لهذه المبادرة وغيرها يشير الخبير السياحي د. عبد العظيم عبد الجواد - رئيس مركز التنمية السياحية - إلى أن الاهتمام بالسياحة الخليجية في الفترة الراهنة يعد أمرا من الأمور الهامة التي ينبغي الاهتمام بها خاصة مع عودة العلاقات المصرية بعدد من الدول العربية الصديقة بشكل جيد، وكما أشارت بعض بحوث المسح التي أجريت مؤخرا فإن نسبة كبيرة من السياحة الوافدة في الأشهر القليلة التي أعقبت ثورة 30 يونيو كانت تنتمى لدول الخليج والتي تأتي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين في مقدمتها، ومن هنا فلابد وأن توضع خطة فعالة لتنشيط هذه السياحة واجتذابها بصورة أكبر كبديل عن السياحة الأوروبية في الفترة الراهنة وحتى تنتعش هي الأخرى وذلك من خلال العروض الترويجية والتسويقية المختلفة ، مع الاهتمام بالسياحة العلاجية والتي تشتهر بها العديد من المناطق المصرية وهي أيضا تعتبر محل اهتمام وجذب للعديد من الأشقاء العرب ، وتتركز مقوماتها لدينا بكثافة في منطقة البحر الأحمر، وبجانب كل هذا لابد وأن تتعاون سفارتنا بالخارج في تشجيع هذه السياحة وإقامة المعارض لترويجها والتعريف بعروضها وجديدها ، مع طرح بعض الأماكن السياحية غير المطروقة كبديل سياحي ومنها الوادي الجديد والواحات وبعض المناطق الجديدة بسواحل البحر الأحمر {