أحداث عايشناها وأجواء من المحبة والألفة ودفء العائلة التى تميز بها رمضان زمان جمعت بيننا، وبعد تقدمنا فى العمر وتبدل الأدوار لنتحول من الأبناء والأحفاد إلى الآباء والأجداد عادت الذكريات لتدغدغ مشاعرنا ويسيطر الحنين إلى الماضى على جوارحنا.

وبين فضول من لم يعايش الماضى وحنين من عاصره كان هذا الباب الذى نتعرف من خلاله على طقوس رمضان زمان..

تسترجع الكاتبة الصحفية تهاني البرتقالي، رئيس جمعية أحباء مصر ذكرياتها مع شهر رمضان وتقول: أبرز ملامح رمضان زمان هو المحبة المفرطة بين الناس وبعضها، محبة بلا مقابل أو فاتورة، ولا أقصد الناس هنا المسلمين بل المصريين جميعا، وأذكر جيدا جيراننا المسيحين الذين كانوا يحرصون على إرسال أطباق الطعام لنا من أجل زيادة تنوع الوجبات للصائمين.

وتابعت: حتى في يوم العيد كان الكحك يصلنا في صباح اليوم الأول من جارتنا المسيحية، وأذكر طعمه اللذيذ في فمي، كل ذلك كان بدون أي غرض سوىإرسال رسالة أن جميعنا واحد، وكان والداى يتعاملان بالمثل مع جيراننا خلال أعيادهم وأيام صيامهم.

وأكدت رئيس جمعية أحباء مصر على ترابط الجيران في الحي والعمارة الواحدة قائلة: كنا نضحك من الأطباق المتنقلة من شقة لأخرى ونسميها في طفولتنا بحركة الأطباق الطائرة، نظرا لأن كل شقة كانتترسل لجيرانها طبق ما لذ وطاب من المأكولات، وكانت الناس تتفنن في إكرام ضيوفهم.

ذكريات رمضان مع الكاتبة الكبيرة لم تتوقف على الطعام فقط، بل امتدت حتى للطقس فتقول: لم نكن نعرف التكييف الكهربائىفقد كان الهواء الطبيعي الجميل مليء بالنسيم حتى في شهري يوليو وأغسطس،وقبل انتشار الثلاجات كانت أمي تحرص على ملء "القلة" بعد السحور وتبخيرها بالمستكة لكي نشرب مياهها الجميلة أثناء تناول وجبة الإفطار.

وتتابع: كان الراديو بطلا في رمضان حيث يذيع المسلسلات الدرامية والبرامج الدينية التى تميز بها شهر رمضان، فكان الجميع يحرص على الاستماع إليه خلال ساعات السحور والإفطار، وكان التكافل الاجتماعي بين المصريين دستورهم, فقبل انتشار فكرة حفلات الزفاف الجماعي كانت العائلات متيسرة الحال تعد خلال شهر رمضان قوائم لشباب الفقراء المقبلين على الزواج لتنظم لهم حفلات زفاف في العيد.