كتبت : أماني ربيع

لا شك أن علاقة الزواج هى فى الأساس علاقة مودة ورحمة قبل أن تكون علاقة محاسبة وتدقيق بل ومشاحنات حول المصروفات والنفقات والميزانية، فهناك العديد من الطرق التى يمكن بها للزوجين تجنب تحول علاقتهما إلى علاقة لا تعنى سوى بالإنفاق ولغة الأرقام، هذا هو ما حاولنا التعرف عليه خلال جولتنا التالية من أجل حياة أفضل لك ولأسرتك..

فى البداية تقول أمينة إسماعيل، ربة منزل: اتفقت وزوجى منذ العام الأول لزواجنا أن نحدد أوجه إنفاق دخله الشهرى مع ادخار جزء بسيط للظروف التى نتعرض لها أو الخروجات والتنزه، وبالفعل تمكننا من ادخار مبلغ ساعدنا فى ولادة ابنينا التوأم والتكفل بكل مستلزماتهما، بعدها قرر زوجي الإقلاع عن التدخين، كما اتبعت نظاما غذائيا صحيا للحد من شرب المياه الغازية وتناول الشيكولاتة، وبهذا استطعنا تجنب الخلاف الذى تسببه ميزانية المنزل الشهرية.

أما الخلاف بين رباب عبده مدرسة وزوجها، فدائما ما يدور حول مرتبها، حيث ترفض إنفاقه على احتياجات المنزل وترغب فى ادخار جزء منه، وتقول: راتب زوجي كبير وهو من عائلة ميسورة، لكنه منذ بداية زواجنا وهو يلح عليّ لأنفق كل راتبى في المنزل ومشاركته في المصروفات وهو ما أرفضه لأنه غير محتاج ورغبة فى تأمين حياتى خاصة وأننى أعمل في مدرسة خاصة وشغلي يعتمد على الدروس الخصوصية، كما أنني أدفع مصاريف حضانة ابنتنا وأتحمل مصروفاتى الشخصية.

أما معاناة أميرة رمضان، موظفة فتتمثل في "زي صاحبي ما بيعمل"، موضحة: لزوجي صديق مقرب منذ الطفولة، يراه مثله الأعلى ويحاول تقليده في كل شيء، حتى في حياتنا الشخصية وطرق إنفاقنا، أتشاجر معه باستمرار وأقول له حياتنا مختلفة وظروفنا المادية تسمح لنا ببعض الرفاهية، لكنه يصمم على تقليده وادخار المال والبخل على مصاريفنا الخاصة رغم أننى لست مبذرة، لكن الأولاد يحتاجون أن يظهروا بشكل جيد فأبيهم مهندس بشركة كبيرة، لكنه يعتبر الكثير من أوجه الإنفاق "دلع" ورفاهية زائدة.

التنزه مشكلة منار محمد التى لم يتعد زواجها عامه الأول، فرغم أن زوجها ميسور الحال ولم يتحملا مسئولية الأبناء بعد إلا أنه يرفض الخروج ويفضل البقاء فى المنزل بحجة ادخار مبلغا للزمن، وتقول: حتى ذهابنا للمصيف يرفضه رغم أننا لم نرزق بعد بطفل، فضلا عن التنزه فى العطلات الأسبوعية ما أشعرنى بالحنق خاصة أنني لا أعمل بل أتهمه من وقت لآخر بالبخل.

وتحاول عبير صفوت، موظفة بأحد البنوك تفادي الخلافات حول المصروفات ببعض الذكاء والتوفير، حيث تشترى ما يكفيها من مستلزمات المنزل من خضراوات ولحوم خلال الشهر، وتقوم بتقسيمها في أكياس منفصلة، وتصنع العصائر والشيبسي في المنزل فهي بدائل صحية واقتصادية، كما تشتري ملابسها وأطفالها في الأوكازيونات لتضمن أسعارا أقل.

مسئولية مشتركة

يعلق د. أمجد مصيلحي، أخصائي الصحة النفسية على الآراء السابقة قائلا: فيما يتعلق بميزانية المنزل تشير أصابع الاتهام دائما إلى الزوجة التي تتحمل عبء الإنفاق والتوفير، ما يجعلها أحيانا تحت ضغط، بينما الزوج يعمل ويكد ويشعر أنه في دوامة لا تنتهي من الطلبات ما يمثل ضغطا عليه بشكل مستمر، لذا يجب أن يفهم الزوجين جيدا أن مسئولية المنزل مشتركة، ويكون التفاهم حولها بهدوء حتى لا يتفاقم الشجار، وأن علاقة الزواج مودة ورحمة في الأصل ليست محاسبة وتدقيق فهما في مركب واحد، كما يجب اختيار الألفاظ خلال الشجار وتجنب اتهام الآخر بالخطأ، ومحاولة البحث عن حلول وسط ترضي الطرفين وتضمن استقرار المنزل.

اتفاق مسبق

تقول أمنية عزمي، استشارية العلاقات الأسرية: ينبغي على الزوجين أن يدركا أن هدف علاقتهما السعادة والاستقرار وليس الخلاف، وأن الشجار ليس حربا فيها طرف منتصر وآخر مهزوم، وهناك طرق عدة للتعامل مع الخلافات الخاصة بالنقود والميزانية أهمها وجود اتفاق قبل الزواج إذا كانت الزوجة ستشارك فى مصرفات المنزل من مرتبها أم لا، ولا يجوز بعد الاتفاق على وضع معين أن يرجع الطرف فيه، لكن إذا كانت الزوجة ترى زوجها في ظروف صعبة فيجب عليها مساعدته لأنه في النهاية بيتها، ويجب على الزوج أن يوفر لها الأمان فالكثير من الزوجات يعتبرن المرتب درعا يقيهن شر المستقبل أو غدر الرجال، كذلك يجب وضع الميزانية من قبل الطرفين فلكل منهما وجهة نظر فيما يتعلق بالأمور المالية، ولا يجب إغفال بند الترفيه لأنه مفيد نفسيا للطرفين وللأطفال.

يرى حسام أبو نعمة، الخبير الاقتصادي، أن إعداد ميزانية لتيسير أمور المنزل مع الادخار يمكن تنفيذها بخطوات بسيطة، ويقول: يجب على الزوجين وضع متوسط للميزانية بشكل عام تزيد أو تقل حسب الظروف والمواسم، فمواسم المدارس والأعياد والصيف تختلف في مصاريفها، بجانب التخلي عن أي سلع استهلاكية غير ضرورية والبحث عن بدائل اقتصادية لمرتفعة الأسعار، مع عدم التأثر بالإعلانات والعروض التي تستهلك ميزانية المنزل، مع الاستفادة من فترة الأوكازيونات واستغلال الخصومات وشراء العبوات الاقتصادية، بالإضافة إلى الاستفادة من الجمعيات الاستهلاكية والمنافذ التى تقدم السلع بأسعار متوسطة، ويمكن للمرأة تنظيم "جمعية" مع صديقاتها فى العمل أو جيرانها فهى أحد الحلول الاقتصادية الفعالة التى يمكن من خلالها ادخار مبلغها أو الاستفادة منه فى شراء مستلزمات المنزل.

المصدر: كتبت : أماني ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1085 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,577

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز