كتبت : سمر عيد
إذا كنت على خلاف مع أحد أقاربك، أو كانت هناك مشاحنة بينك وأحد أصدقائك أو جيرانك فإن رمضان فرصة لا تعوض لنبذ الخلافات وإشاعة الخير والحب والتكافل بين الجميع، لذا ندعوك عبر هذه السطور إلى بدء صفحة جديدة والعمل على حل الخلافات التى تعكر صفو علاقاتك في رمضان..
البداية مع سها نبيل، سيدة أعمال والتي تعتزم دعوة شقيقها الذى حدثت بينهما قطيعة بسبب خلاف حول الميراث، وتقول: لابد أن أبدأ صفحة جديدة مع أخى الذى فرقت بيننا الأموال، فعلاقة الأخوة أقوى من أموال الدنيا.
أما نهى محمد، مهندسة فترجع خلافاتها مع والدة زوجها إلى اختلافها معها فى طريقة الطهى، لذا تنوى طى صفحة تلك الخلافات ودعوتها للإقامة معها خلال الشهر الكريم،وتقول: اتفقت معها أن أتركها تعد لنا طعام الإفطار في رمضان حتى لاتغضب وكانت سعيدة جدا لتركي المطبخ لها في الشهر الكريم.
خلافات نورا سيف، محاسبة بأحد البنوك مع زميلتها في العمل أمر طبيعى فالمنافسة تخلق العديد من المشكلات، لكن نورا أرادت التصالح معها هذا العام، وتقول: كانت زميلتى ترفض التحدث معي، فاشتريت لها كنافة بالفستق وقدمتها لها مع كارت مكتوب عليه "لا تخافي لم أضع لك شطة في الكنافة"ما دفعها إلى القدوم إلي والاعتذار.
وتقول شيماء محمد، ربة منزل:أفضل شيء يمكن فعله كي أعيد أواصر المحبة والصداقة بينى وجيرانى التكافل، لذا عمدت إلى إعداد شنط رمضانيةلأوزعها على غير القادرين ممن حولى، كمااصطحبت أولاد إحدى جاراتي إلى أحد محلات الملابس واشتريت لهم ملابس جديدة, فرمضان فرصة جيدة كي يساعد من أعطاه الله المال جيرانه وأصدقاءه وأقاربه وهذه الروح الحلوة بين الجيران من شأنها أن تبدد أية خلافات سواء كانت عن قصد أم عن غير.
الدين المعاملة
تقول د. ناهد نصر الدين:إن روح وجمال الدين يكون في المعاملة الجيدة وألا نكتفي في رمضان بالصيام والصلاة بل علينا إصلاح ما فسد طوال العام سواء كان تقصيرا في حق الأقارب والأهل أوالأصدقاء، وقد تسببت برامج الاتصال الحديثة فى قطع أواصر الود والتكافل بين الأقارب وأصبج الجميع يعيش في عالم افتراضي ويكتفي بالمعايدة في الشهر الكريم عبر "واتس أب" أو على "فيس بوك"، لذا فنحن فى حاجة إلى لم شمل العائلة وإعادة اللمة الجميلة التى كان يحرص عليها الجيران والأقارب خلال ليالى رمضان، فإلى جانب ما تحدثه تلك العادات من دفء أسرى وعائلى فهى تعود الأبناء على صلة الأرحام وإشاعة المحبة فى نفوسهم تجاه أقاربهم وجيرانهم.
وتتابع: أدعو حواء إلى أن تبدأ بالسلام وبالمصالحة سواء مع الأقارب أو الأصدقاءوإن أخطأت فى حق أحدهم فعليها بالاعتذار، كما أتمنى أن تعود روح المحبة والتكافل التى نشأنا عليها منذ صغرنا من تزاور بين الأقارب وتبادل أطباق الحلوى بين الجيران, فتلك العادات وإن كانت بسيطة أو ينكرها شباب اليوم إلا أنها بمثابة رسائل محبة من شأنها تصفية النفس والتغلب على دعواتها إلى القطيعة التى نها عنها ديننا الحنيف.
ليس وقتا للعتاب
العتاب رسول المحبة كما يقولون فهل يمكن أن تكون الزيارات العائلية وتجمع الأقارب مناسبة له؟
تقول د. أميمة السيد، خبيرة العلاقات الأسرية: تتحول بعض موائد الإفطار إلى تبادل الاتهامات بين الإخوة أو بين أهل الزوج والزوجة رغم أن رمضان أفضل المناسبات لنبذ الخلافات وطي صفحة الماضي حتى يتقبل الله أعمالنا وصلاتنا وصيامنا وليس وقتا للعتاب أو اللوم أو الشجار، كما أنه مناسبة للتنافس فى الخير والتكافل بين الأقارب والجيرانوإخراج الصدقات, لكن حذارى من المباهاة التى تذهب الصدقات مصداقا لقول الله تعالى "لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس".
لاصيام لقاطع رحم
يقول د. عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: من المعلوم أن رمضان شهر الطاعات والتقرب إلى الله بهدف نيل الرحمة والغفران فضلا عن الاستزادة من الطاعات وهذا يتطلب أن يصلح المسلم ما بينه والناس, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة لاترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا، رجل أم قوما وهم له كارهون،وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط،وإخوان متصارمان يعني متخاصمان"،وقال:"لاتقاطعوا ولاتدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"،و لذا على المسلم أن يصل أقاربه طوال العام لكن إذا انشغل الإنسان عن أهله طوال العام فليصلهم على الأقل في رمضان،وإذا أساء أي شخص إلى أخيه المسلم فعليه أن يرد هذه الإساءة بالإحسان من خلال التواصل بالسؤال والهدايا فهذا من خصال النبى صلى الله عليه وسلم فهو القائل:"ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها"، وعلينا ألا ننسى أقاربنا المسافرين أو المغتربين فيجب السؤال عنهم وأن ندعو للجميع بالخير فدعاء المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب من أفضل العبادات، فقد وكل الله ملكا على المسلم فإذا دعا لأخيه قال "ولك مثله".
ساحة النقاش