كتبت : نيرمين طارق
مع بداية شهر رمضان ينطلق ماراثون الأعمال الدرامية التى تسبقها إعلانات التنويه عن أوقات إذاعتها وأبطالها، ما يجعل أفراد الأسرة فى انتظار مشاهدة أعمال أبطالهم المفضلين، الأمر الذى يتسبب فى مشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة لرغبة كل منهم فى مشاهدة ما يحب، فكيف يمكن حل تلك الخلافات أو تجنب حدوثها حتى لا نفقد لذة الشهر الكريم؟
فى البداية تقول سمية محمود، ربة منزل: تحدث الخلافات بينى وزوجى فهو يريد مشاهدة البرامج الدينية وأنا أريد متابعة المسلسلات وبرامج الطبخ، ولهذا السبب قمنا بشراء شاشة جديدة فى رمضان الماضى لحل هذا الخلاف.
وتقول فرح يوسف، مهندسة ديكور:مسلسلات رمضان لها نكهة مختلفة لكن زوجى يرى أنرمضان شهر عبادة ويطلب منى غلق التليفزيون طوال شهر رمضان، وأحياناً يقوم بإخفاء قنواتى المفضلة حتى لا تشغلنى المسلسلات عن الصلاة وقيام الليل.
أما سارة عبدالفتاح، ربة منزل فتقول:عندما كنت طفلة كان يحدث خلافا بينى وأخى الذي يريد مشاهدة سلاحف النينجا وأنا أريد مشاهدة بوجى طمطم، وتوصلت والدتى لحل أن نقسم رمضان يوم ويوم لأن ظروفنا المادية لم تكن تسمح بشراء أكثر من تليفزيون.
الإنترنت سبب الفرقة
تقول كوثر حسين، مدرسة تاريخ: تحدث الخلافات بينى وابنتى التى تعشق المسلسلات التركية وأنا أريد مشاهدة المسلسلات العربية التى أنتظرها فى شهر رمضان كل عام، ولتقليل حدة الخلافات أصبحت هى تشاهد حلقاتها المفضلة عبر الإنترنت.
وترى بسمة كمال، طالبة بكلية الصيدلةأن الأعمال الفنية فى شهر رمضان كانت تجمع الناس حول شاشة التليفزيون لتناول الكنافة والقطائف ومشاهدة بكار وباقى مسلسلات رمضان لكن مواقع الفيديو أصبحت سببا فى تفرقة أفراد الأسرة، فكل واحد يتابع برنامجه أو مسلسله المفضل عبر هذه المواقع .
إهمال وتقصير
تنشأ الخلافات بين سمير يونس، محاسب قانونى وزوجته بسبب انشغالها بالأعمال الدرامية، ويقول: الشهر الوحيد الذى تقصر فيه زوجتى فى أعمال المنزل هو شهر رمضان بسبب متابعتها لكل المسلسلات والبرامج الفنية، فهى تكتب مواعيد المسلسلات فى مفكرة خاصة بها ما يشعل أحياناً الخلافات بيننا وأتعمد مشاهدة الأفلام الأجنبية وأي مباريات أو برامج رياضية حتى أبعدها عن التليفزيون .
ويقول كريم محسن مهندس معمارى: تحدث خلافات بينى وزوجتى بسبب اختلاف الأذواق، ولكن دائما أقول لها إن لديها وقتا بعد رمضان لمشاهدة الأعمال التى لا تعاد على جميع القنوات ولكن باقي الشهور أنا أعود للمنزل بعد الساعة الثامنة مساء وأعود مجهدا جداَ فمن حقى مشاهدة ما أريد فى الشهر الوحيد الذى أعود فيه للمنزل قبل المغرب بساعتين.
وتقول سهير حافظ، ربة منزل:أبنائى يحبون مشاهدة الأعمال الكورية وفى رمضان أنا أحب مشاهدة برامج الطبخ والبرامج الحوارية التى تستضيف الممثلين، وتوصلت معهم لاتفاق مقنع وهو تقسيم اليوم،بحيث تكون فترة ما قبل المغرب لهم بسبب انشغالى فى تحضير الإفطار، أما بعد الإفطارأشاهد ما أرغب فيه بينما يمكنهم مشاهدة أعمالهم المفضلة عبر الإنترنت.
فرصة لتبادل الحوار
عن الخلافات التى تحدث بسبب مشاهدة التليفزيون فى شهر رمضان تقول مها ثابت،استشارى العلاقات الأسرية: لا شك أن رمضان شهر التجمع العائلى وإذا كانت هناك خلافات تحدث بسبب اختلاف الأذواق فيجب أيضاً أن تجتمع الأسرة حول عمل فنى واحد على الأقل ليكون مجالا للمناقشة وفتح الحوار وتبادل وجهات النظر، ولا يجب أن يستحوذ فرد على مشاهدة جميع الأعمال دون الباقى، فالمشاركة مطلوبة حتى لا يشعر أي من أفراد الأسرة بالظلم، ورغم وجود مواقع الفيديو التى ساهمت فى تخفيف حدة الخلاف إلا أن مشاهدة التليفزيون لها مذاق ومتعة مختلفة لدى البعض خاصة السن الكبير، لذلك لا يوجد مانع من أن يتنازل الأبناء لصالح الأم التى تقف فى المطبخ وهى مجهدة بعد رجوعها من العمل لتعد الإفطار .
يقول د. جمال حماد،أستاذ علم الاجتماع: يجب أن تجمع الأعمال الفنية الأسرة لا تكون سببا فى إثارة الخلافات بين أفرادها لكن تنوع وكثرة الأعمال الفنية فى الشهر الكريم قد تحدث نوعا من الخلاف نظراً لاختلاف الأذواق والأجيال، فقديماً كانت الأسرة تفطر وهى تشاهد بكار أو بوجى وطمطم، وحالياً أثناء الإفطار يشاهد الجيل الجديد برامج المقالب التى قد ينزعج منها الأب والأم ولكنها أصبحت المفضلة للأطفال والشباب، ولذلك حدث الانقسام والخلاف نتيجة تغيير القيم والمعايير الاجتماعية، ولذلك التليفزيون لم يعد يجمع الأسرة كما كان يحدث من قبل خاصة بعد سيطرة شبكة الإنترنت التى تتيح الأعمال المختلفة على مدار الأربع وعشرين ساعة.
ساحة النقاش