كتبت : سماح موسى
قبل بداية رمضان بعدة أيام ينشغل بال العديد من الأسر المصرية بالأطعمة التى يخزنونها والمشروبات الرمضانية التى يشترونها والولائم والعزائم التى سيعدونها للأهل والأقارب، ما يجعلهم يقبلون على الأسواق والسلاسل التجارية لتشهد هذه الأماكن نهما شرائيا من قبل المواطنين وكأن الشهر الفضيل فرصة للإسراف والتبذير.
فى السطور التالية نقدم لك بعض النصائح لتجنب الإسراف وإهدار الطعام خلال رمضان..
في البداية تقول مي عبدالرحمن، موظفة:أستعد لشهر رمضان قبله بشهر فاشتري كل مالذ وطاب من لحوم ودواجن وسلع أساسية من أرز وسمن وزيت وسكر ومواد خام لصناعة الحلويات الشرقية، ففى أول عزومة للعائلة تتضمن مائدة الإفطار أكلات شعبية "محاشي ورقاق وبطاطس باللحم,مكرونةبأشكالها، وأرز معمر، دواجن,لحوم,مسبك" بجانب الحلويات الشرقية والغربية والفاكهةونوعين من العصائر، وكذا فى كل عزومة أعدها فى بيتى.
أما محمد السيد، مدرس فيقول: أنفق فى شهر رمضان ضعف ماأنفقه طوال العام، عزومات وولائم وكأننا نحرم من الأكل والشرب طوال العام، ناهيك عن ملابس العيد، وكحك وبسكويت وغيرها من الحلوى التى اعتادنا شراءها قبل العيد.
الاعتدال فى الإنفاق
يعلق د. سالم عبدالجليل،أستاذ الثقافة الإسلامية، ووكيل وزارة الأوقاف سابقا على العادات المصرية فى شهر رمضان قائلا:صار الإسراف نمطا لدى الكثير من الناس في شهر رمضان على الرغم من أنه يجبأن نوفر خلاله ثلث ماننفقه في الشهور الأخرى، ويرجع ذلك إلى سوء فهم العبادة وهو ما يتنافى تماما مع منهج القرآن الكريم قال الله تعالى: "والذين إذا أنفقوا لم يسرفواولم يقطروا وكان بين ذلك قواما"، وقد نهى سبحانه عن الإسراف فقال "ولاتسرفواإنه لايحب المسرفين"، لذا أدعو المسلمين إلى الاعتدال والتوسط في الإنفاق دون إسراف أوبخل حتى يمكن أن نستفيد من عبادتنا عن طريق السلوكيات.
ويرى د. رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، أن جزءا كبيرا من ثقافة الإسراف تم معالجته مع غلاء الأسعار وإجراءات الإصلاح الاقتصادي، ويقول: المواطن المصري بطبعه ذكي ومتدين ويحرص على ترشيد الاستهلاك ووضع أولويات للإنفاق خاصة مع ارتفاع الأسعار، أما عن العادات الرمضانية والعزومات فهى من قبيل القيم الأساسية التى لاتتغير خاصة عند من يعتقد أن تعدد الأصناف على المائدة يعطى انطباعا بالكرم، لذا أنصح بتفعيل دور الإعلام فى التوعية بضرورة الترشيد والاعتدال فى ولائم رمضان مع التأكيد أن الإسراف ليس دليلا على الكرم والجود.
أضرار صحية
يتفق د. عبدالغني محمود عبدالغني،أستاذ التغذية العلاجية، ووكيل كلية التربية النوعية لشئون الدراسات العليا والبحوث مع الرأي السابق: بجانب نهى الإسلام عن التبذير فهناك قاعدة أساسية تقول "الشيء الزائد عن حده ينقلب إلى ضده"،فالإسراف في تناول الطعام يؤدي إلى انخفاض كفاءة وقدرة الجسم على النشاط البدني والذهني،لذلك كان لقمان ينصح ابنه بقوله "يابنيإذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة"، وقد ثبت علميا أن الإقلال من تناول الطعام يزيد من كفاءة العمليات الحيوية في الجسم ويقلل نسبة تعرضه للإصابة بالأمراض المختلفة، والإسراف في تناول الطعام يتسبب في سوء هضم وانتفاخات ويؤثر علىعمل وظائف الكلي.
ويتابع: أما عن شراء ملابس العيد فلايشترطاقتناء ملابس جديدة بل يمكن للمرأة تنظيف الملابس وكيها حتى تظهر هي وأفراد أسرتها بشكل لائق،كما يمكنها قص ياقات وأكمام الجاكت ثم إضافة جزء آخر يتناسب مع لون الجاكت ما يجعل منه قطعة جديدة.
ميزانية شهرية
تنصح د. وفاء شلبي،أستاذ الإدارة ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان سابقا،بوضع ميزانية قبل قدوم شهر رمضان بشهر كامل من خلال كتابة السلع والخدمات اللازمة لتنفيذها في رمضان وفلترتها حسب دخل الأسرة والعوائد السنوية وتقسيمها على 12شهرامع تقليل الطاقة الشرائية من خلال عمل بدائل للسلع مرتفعة الأسعار، وتقول: يمكن عمل كفتة البطاطس والأرز بدلا عن اللحمة والفراخ مع عمل موازنة بين الدخل المالي المنفق والإيرادات.
وتقول د. سامية خضر،أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: لا شك أن المرأة تتفهم وضع أسرتها بل وطنها ككل خاصة فيما تمر به البلاد بل العالم بأسره، وهى قادرة كما عهدها الجميع على ترشيد استهلاكها بل والتوفير فى ميزانيتها، ولم يقتصر ذلك على أسرتها بل تصدر أفكار التوفير إلى جيرانها وأقاربها.
وتنصح د. خضر الأمهات بالابتعاد عن التفاخر واعتماد أسلوب التوفير والإدخار لتأمين مستقبلها وأولادها،واتباع الأنظمة الغذائية الصحية المفيدة للجسم التى تجنبها وأفراد أسرتها المشكلات الصحية، وتدعو الإعلام إلى تسخير أدواته للقضاء على مظاهر الإسراف فى البيوت المصرية والتى تروجها بعض الأعمال الدرامية.
روحانيات رمضان
أما د. آية صلاح، أستاذ علم الاجتماعفتقول: يرتبط الإسراف لدينا بالعادات والتقاليد، فإذا لم نفرط في عزوماتنا لانشعر بالرضا والإشباع ولا فرحة قدوم الشهر الفضيل أو الأعياد باعتباره جزء من عاداتنا وتقاليدنا حيث تعودناعلىإعداد كميات كبيرة من الأطعمة والحلويات الرمضانية بالإضافة إلى كحك العيد، على الرغم من أنه يمكن الشعور بفرحة قدوم الشهر الفضيل بروحانياته والدفء العائلي والمحافظة على التوازن بين العادات والتقاليد دون إسرافمع تغيير العادات البالية تدريجيامن خلال التأكيد أنممارسة الطقوس الدينية والروحانية سبيل تحقيق السعادة فى رمضان.
ساحة النقاش