بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا هنا كانت تشاهد بعض صور لها التقطتها أثناء رحلتها إلى الأقصر وأسوان في الشتاء الماضي..
كانت تحكي لجدتها عن ذكرياتها عن كل صورة حتى وصلت لواحدة كانت لمعبد كوم أمبو..
غيرت هنا مجرى الحديث وأخذت تتحدث عن المعبد ذاته وما يمثله من تفرد فهو يقع على ضفة النيل الشرقية على ربوة عالية تطل على النهر وليس بعيدا عنه كغيره من المعابد, وقد بدأ بناء المعبد في عصر البطالمة على أطلال معبد قديمولكن الرومان أضافوا إليه بعض الزخارف..
كما أنه يكاد يكون معبدين وليس واحدا, فهو منقسم بالتساوي جزئين كل قسم مخصص لعبادة إله وهما سوبيك وحورس..
حقا كان أهالي المنطقة يعبدونهما أيام بناء المعبد في العصر البطلمي لكن لهذين الإلهين قصتين مختلفتين..
فالأول سوبيك الذي كان يرمز له بالتمساح أو إنسان برأس تمساح وهو إله الشر هو ست في أسطورة إيزيس وأوزوريس, والغريب أن الإله الثاني هو حورس الذي عاد ليثأر من عمه ويسترد ملك أبيه..
أي أن معبد كوم أمبو يجمع بين الخير والشر في مكان واحد..
ابتسمت لها الجدة مؤكدة أنه بذلك يعطي صورة مصغرة عن الحياة, فهي مزيج من قوتين هما الخير الذي يبني والشر الذي يدمر ودائما هناك صراع أبدي بينهما, وكما جسدته أسطورة إيزيس وأوزوريس تكون البداية بانتصار الشر, فيظن أنه الغالب إلى الأبد لكن مهما طال الزمن يأتي الخير من آخر الدنيا ليقهر قوى الشر ويعم السلام على الأرض ليبدأ البناء والتعمير..
وتدور الدوائر مرة أخرى وما بين شر يهدم وخير يبنى تستمر دورة الحياة.
ساحة النقاش