حوار : منار السيد

في السنوات الأخيرة انطلقت العديد من المبادرات لتشجيع تصنيع وتسويق وشراء المنتج المحلي خاصة صناعات الحرف اليدوية، لكننا واجهنا جائحة كورونا التي أثرت بشكل مباشر في الاقتصاد العالمي نظرا لاستهدافها الموارد البشرية ما أدى إلى ضرورة إعادة التفكير مرة أخرى فى الاكتفاء بالمنتجات المحلية خاصة بعد توقف حركة التصدير والاستيراد أثناء الأزمة، ما يستلزم رفع كفاءة منتجنا المصري  ودعمه وقطاع صناعات الحرف اليدوية، وحول كيفية تحقيق ذلك كان هذا الحوار مع هشام الجزار، وكيل غرف الحرف اليدوية باتحاد الصناعات وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية..

إذا تحدثنا عن الحرف اليدوية كأحد الأذرع المهمة للمنتج المحلي منذ متى بدأ الاتجاه لتسويق الصناعات اليدوية؟

منذ أكثر من 16 عاما نعمل على تسويق الصناعات اليدوية وتصديرها، وقبل اندلاع الثورة لم نكن نتباهى بشراء المنتج المصري لكن بعدها زادت بداخلنا الرغبة فى الدعم الكامل للوطن وبالتحديد الصناعة المصرية باعتبارها أحد أركان الدولة، حيث ظهرت مبادرات تشجيع المنتج المصري والإقدام على شرائه، بالإضافة إلى تألق مجموعة من خريجى كليات الفنون في مجال التصميم الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لمتابعة التصنيع بالخارج والعمل من المنازل خاصة في مجال الصناعات اليدوية وتسويقها عبر شبكة الانترنت، وبعد عام 2013 استطعنا إنشاء كيانين مسئولين عن قطاع الحرف اليدوية، ثم وضع أول استراتيجية خاصة بالصناعات اليدوية لتوحيد الجهود للنهوض بقطاع الصناعات اليدوية والتى ساهمت فى تنظيم العديد من المعارض لتسويق تلك المنتجات والتى شهدت رواجا كبيرا فى عملية البيع.

وما عدد المنافسين للصادرات المصرية بالسوق العالمي؟

هناك عدد من المنافسين في السوق العالمي مثل الهند وفيتنام وأمريكا اللاتينية بالإضافة إلى تحركات تونس والمغرب.

قبل أزمة كورونا ما المعدل التقريبي للصادرات المصرية؟

عن معدل الصادرات المصرية فهي تصل إلى 250 مليون دولار في العام مقارنة بـ 3 مليار لدولة الهند.

وبعد جائحة كورونا ما مدى تأثر الاقتصاد العالمي بهذه الأزمة؟

تأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير بسبب ما مر بنا من أزمة فيروس كورونا المستجد، ويختلف تأثيره عن الأزمات العالمية السابقة لأنه يهدد المورد البشري بصورة واضحة ومباشرة، ومن ثم فإن تداعياتها تعد الأخطر على الاقتصاد العالمي وتتطلب سياسات مختلفة لمواجهتها، وآخر تقرير صدر وضح أن نسبة البطالة زادت بنسبة 2% وتعتبر مصر أقل الأرقام مقارنة بالدول الأخرى عالميا.

وهل هناك قطاعات استطاعت الحفاظ على ثباتها؟

هناك قطاعات تأثرت بشكل كبير بسبب ما حدث الفترة الأخيرة من أزمة كورونا، كما أن هناك قطاعات حافظت على ثباتها بالسوق المحلي وهي قطاعات الأغذية وقطاعات الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية.

وما الصعوبات التي تواجه قطاع الحرف اليدوية بعد تداعيات أزمة كورونا؟

هناك صعوبات كبيرة تواجه صناعة الحرف اليدوية خلال هذه الفترة بسبب صعوبة التسويق ووقف النشاط السياحي وهو من أكثر القطاعات عرضة للتذبذبات وتأثراً بالصدمات، بسبب الأزمة ووقف المعارض الداخلية والخارجية ضمن الإجراءات الاحترازية ووقف التصدير، ولكن قطاع الحرف اليدوية سيبدأ في التعافي خلال الفترة المقبلة تزامنا مع عودة المعارض مرة أخرى بعد حالة من الكساد والركود خلال الفترة الماضية بسبب تداعيات أزمة كورونا، فعودة المعارض ستساهم في تحريك وتنشيط الأسواق مرة أخرى.

هل حقق التسويق الإلكتروني رواجا أثناء الأزمة وحتى الآن؟

بالطبع حقق التسويق الإلكتروني حراكا كبيرا في السوق العالمي والمحلي وساعد في زيادة العروض المتاحة والخصومات وتشجيع المنتجات المحلية واليدوية، وساعد في تعزيز الأنشطة الاقتصادية ودفع الإنفاق الاستهلاكي الذي تباطأ بسبب أزمة فيروس كورونا بسبب سهولة الحصول على معلومات عن أي سلعة ومميزاتها بسبب الانتشار القوي للانترنت في ظل الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وساعد ذلك على إمكانية الحصول على السلعة بسهولة مع إمكانية إتمام عمليات البيع والشراء دون حاجة المشتري للذهاب إلى مكان السلعة وإمكانية الدفع إلكترونيا، وأيضا زاد الطلب على المنتج المحلي وهذا أعطى مساحة أكبر للمنتج المحلي لتغطية الطلب وتحقيق مكاسب، خاصة في ظل وجود إمكانيات لدينا تتيح ذلك تحت الرقابة ليخرج المنتج بشكل مطابق للمواصفات، سواء في الصناعات الكبرى أو المتوسطة والصغيرة.

وما استراتيجية اتحاد الصناعات للدفع بالمنتج المحلي الفترة المقبلة؟

لو تحدثنا عن انخفاض المخزون من الخامات لدى المصانع والشركات أثناء فترة أزمة كورونا أدى إلى  البحث عن أسواق بديلة، ومن ثم تعتبر هذه فرصة كبيرة للمنتج المحلي في الإحلال محل الواردات عادة التوجه نحو تصنيع مكوّنات ومستلزمات الإنتاج محليًا خاصة أن لدى مصر الإمكانيات اللازمة لبدء تلك الخطوة مع دعم فكرة شراء المنتج المصري مع عودة إقامة المعارض التي تساعد على تسويق المنتج المحلي خاصة أن هناك اتجاها كبيرا من قبل الدولة على دعم فكرة تسويق المنتج المحلي من خلال المعارض والمبادرات.

وهل تساعد المبادرات التي تطلقها الدولة على رواج المنتج المحلي؟

بالطبع.. فحرص القيادة السياسية على توفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة؛ وتخفيف الأعباء عن كاهلهم خاصة محدودى الدخل؛ يساهم فى الحد من تداعيات فيروس كورونا المستجد، ويساعد على  تحريك عجلة الاقتصاد لصالح المواطنين بمختلف شرائحهم: من الصنَّاع والتجار والمستهلكين، بما يشجع المصانع على العمل بكامل طاقتها الإنتاجية، ويعزز من قدرات الصناعة، ويحفز المنتج المحلى، ويساعد على إنعاش حركة التجارة الداخلية، وتلبية احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة، على النحو الذى يساعد فى رفع معدلات النمو الاقتصادى، والحفاظ على العمالة، وخلق فرص عمل جديدة.

وما الذي يحتاجه المنتج المصري لرفع كفاءته وتخطي الأزمة العالمية؟

يحتاج المنتج المصرى إلى مزيد من الاهتمام من حيث الطاقة الإنتاجية والجودة والسعر والالتزام بالمواعيد ومواكبة الموضة العالمية للصمود أمام الدول التنافسية، ورفع كفاءته خاصة في المراحل الأخيرة من التصنيع والتى يتسبب ضعفها فى تصدير بعض المنتجات كمواد خام يتم إنهاء المراحل النهائية لها لدى الدولة المستوردة كالأثاث والفخار والزجاج، بالإضافة إلى ضرورة تطوير الأفكار سواء فى التصنيع أو طريقة العرض.

عودة لتسويق المنتجات ما الخريطة الزمنية لعودة إقامة المعارض؟

هناك اهتمام من الدولة بإعادة إقامة المعارض فمعرض "تراثنا للحرف اليدوية" سيتم إعادة إقامته أكتوبر المقبل وذلك فى إطار مساندة الصناعات الحرفية النادرة وتشجع صانعيها وعرض منتجاتهم الفاخرة على المصريين والعالم ما يساعد على فتح آفاق أوسع للانتشار والتطور، كما أن عودة المعرض في هذا التوقيت يشجع الشباب على تعلم هذه الحرف وإتقانها وحمايتها من الاندثار، كما يتيح معرض تراثنا فرصة نادرة لأصحاب الذوق الرفيع ومحبي هذه الفنون اليدوية الراقية لمشاهدة الإبداع الحرفي المصري في كل مجالاته وامتلاك قطع فنية قيمة بأسعار تنافسية.

وما العائد الإيجابي من إقامة المعرض في هذا التوقيت على الاقتصاد المصري؟

يستهدف معرض "تراثنا" إحياء الحرف التراثية ومساعدة صغار مصنعى الحرف التراثية واليدوية عن طريق فتح منافذ لتسويق منتجاتهم وذلك للحفاظ على العمالة الفنية في هذا المجال والعمل على زيادتها باعتبارها من أهم القطاعات التى تستطيع إحداث طفرة فى الاقتصاد المصرى خلال فترة وجيزة وذلك لعدة أسباب منها تمتع مصر بميزة تنافسية على مستوى العالم خاصة في مجال التحف الفرعونية والإسلامية والقبطية، فضلا عن أن هذا القطاع كثيف العمالة وتنشيطه يؤدى إلى تقليص حجم البطالة.

المصدر: حوار : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 441 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,725,642

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز