بقلم : سمر االدسوقى
يجذبنا جميعا العمل على استقطاب أبنائنا لتقليد بعض سلوكياتنا كنوع من تأكيد حبهم وتأثرهم بنا، وننسى فى هذا أنه علينا فى المقام الأول أن نغرس في نفوسهم القيم والسلوكيات التى نحلم أن يشبوا عليها حتى وإن كانت بعيدة إلى حد ما عن سلوكياتنا، من هذه القيم نجد البعد عن التعصب فى كافة المعاملات اليومية.
فلا شك أن البعض منا قد يميل وبالأخص فيما يتعلق بدعم أحد الأطراف أو الفرق الرياضية بقصد أو بدون قصد للتعصب لطرف ما، وهو ما يجعل سلوكنا فى بعض الأحيان متطرفا بل وربما يميل إلى المبالغة أو التصرف بطريقة قد تتسم ببعض مظاهر العنف، ولكن هل نعرف كيف يمكن أن يؤثر مثل هذا السلوك غير السوى في نفوس أبنائنا؟
لا شك أن أبناءنا قد يميلون إلى تقليدنا ما بين الحين والآخر وبالتالى فقد نجد من بينهم أيضا من هو متعصبا لناد رياضى أو فريق ما مما يجعله يلجأ لبعض السلوكيات العنيفة فى إطار هذا التعصب، فى حين أننا لو علمنا أبناءنا أن الحب أو الدعم لا يحتاج إلى تطرف أو عنف أو حتى مبالغة فيكفى أن يكون لدينا فقط توجه داعم سواء لفريق رياضي أو هواية أو حدث ما, فبهذا نكون قد احتفظنا بهدوئنا وشفافيتنا وفى نفس الوقت أصبح لدينا رأي وتوجه صائب.
فماذا لو حاولنا جميعا أن نكون داعمين لكل ما نحب ولكن بهدوء ودون تعصب فبهذا سننشئ جيلا يؤمن بحرية الرأي واحترام الآخر وفى نفس الوقت يكون أكثر قدرة على البناء والعطاء من جيل متطرف في مشاعره بشكل قد يجعله يرتكب من جراء هذه المشاعر ما لا نرغب فى أن يقوم به أبناؤنا من سلوكيات.
فدعونا نعلم أبناءنا البعد عن التعصب.
ساحة النقاش