كتبت : أميرة إسماعيل
لأن الآباء هم القدوة الحسنة والنموذج الإيجابى الذى يقتدى به الأبناء منذ صغرهم، كان لاصطحاب الصغار خلال الإدلاء بالأصوات فى الانتخابات أهمية فى غرس روح الانتماء والمواطنة فى نفوسهم منذ الصغر، وهو ما نناقشه مع مجموعة من المختصين فى هذا التحقيق
البداية مع فاطمة السيد، مدرسة والتى أكدت حرصها على اصطحاب أطفالها أثناء الانتخابات لأن ذلك يخلق حوارا بين الآباء والأطفال، وتقول: لابد أن يكون لدى الوالدين ردودا مقنعة لأسئلة الطفل والتأكيد له على أن المشاركة فى الانتخابات عمل وطنى يساعد فى بناء بلده.
وتقول سمية المهدى، موظفة: يعد نزول الطفل مع ذويه للمشاركة فى الانتخابات من قبيل التأكيد على الهوية الوطنية لدى الأسرة المصرية وهو ما نفتخر به أمام العالم أجمع. أما سناء محمد، موجهة لغة عربية فتقول: يسهم اصطحاب الطفل إلى لجان الانتخابات فى تشجيعه على المشاركة فى انتخابات الفصل واختيار من يمثله، لذا تعد نواة طيبة لبناء شخصية مصرية قادرة على اتخاذ القرار فى أى خطوة قادمة.
عندما يرى الطفل أن أفراد أسرته تشارك « فى الانتخابات سيكون لديه الرغبة الفطرية هذا هو رأى حسين السيد، ،» للمشاركة فى الكبر أعمال حرة، ويقول: إن الأطفال لديهم حس فطرى بتقليد الكبار وبالتالى لدينا الفرصة لنكون قدوة حسنة نستطيع بها أن نعلم أبناءنا معنى الوطنية وأهمية المشاركة فى الحياة السياسية بشكل عام.
نموذج للتقليد
تقول د. هند فؤاد، أستاذ علم الاجتماع: للأسرة والمدرسة دور كبير فى تعزيز الهوية الوطنية لدى الطفل ففى المرحلة الابتدائية يتعلم الطفل التصويت لرئيس الفصل والأمين المساعد ويدرك وقتها كيف يختار من يمثله، وهو نفس الدور الذى تقوم به الأسرة مع الطفل وهى أن تجعله مشارك إيجابى من خلال اصطحابه أثناء الانتخابات لأن هذا سيجعله شخصا فاهما ولديه قيم وشعور بالانتماء منذ الصغر، بالإضافة إلى أهمية إعطاء الطفل حرية الاختيار فيمن يمثله ما يكسبه الثقة فى صنع قراره مع الوقت، وعلى الوالدين غرس حب المشاركة فى نفسه منذ الصغر مع توضيح ايجابيات المشاركة وأنهم بذلك يخدمون الوطن وبالتالى يزداد ارتباطهم به، ولا مانع أن نشارك أطفالنا مسيرة الانتخابات على مستوى العالم لتزداد خبرتهم وإيمانهم بهذه الخطوة وأن يكونوا شبابا مصريا واعدا.
لغة الحوار الإيجابى
توضح د. هالة رمضان، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: يكتسب الطفل عاداته وسلوكياته ممن حوله خاصة الأب والأم، لذلك عندما يحرص الآباء والأمهات على اصطحاب أبنائهم منذ الصغر للمشاركة فى الانتخابات فإن هذا سيخلق لديه روح الولاء والانتماء للوطن ويدرك أهمية أن يكون له دور وصوت مؤثر فى اختيار مرشح يمثله.
وتضيف: ليس هناك سن معينة نستطيع أن نغرس فى أطفالنا حب المشاركة وإبداء الرأي لأن الطفل يتعلم سريعا وقد يفاجئك بأسئلة عن معنى الانتخابات ومن سنختار، وعلينا وقتها أن نجعل الحوار بسيطا وسهلا حتى يفهم العملية الانتخابية بصورة مبسطة وأن نرد على أسئلته بوضوح، وبالتالى فإن كل هذه السلوكيات والمواقف ستعزز لديه روح الانتماء لبلده.
حق الطفل
تقول عائشة محمد، مستشارة سلوكية وتربوية: تعد الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، كما أن المشاركة فى مظاهر الحياة العامة ومن بينها الانتخابات حق أصيل للطفل لأنها تساعد فى بناء شخصي تَه السوية وإكسابه بعض الصفات المهمة في شخصيته وتعزيزها مثل المبادرة وتحمل المسئولية والثقة بالذات ودمجه في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، ومن خلال المشاركة تتحول الأطفال إلى أفراد مرتبطة بالمجتمع ومساهمة فيه.
وتضيف: من خلال تشجيع الأسرة لأبنائهم للمشاركة فى الانتخابات فإن هذا يطو رّ من الحس الوطنى لديهم ويشعرهم بالانتماء، كما أنها تعلم الطفل تحمل مسئولية قراراته والانخراط فى المجتمع بشكل سليم والبعد عن السلبية والتعود على الإيجابية.
ساحة النقاش