بقلم : د. رحاب محسن
حالة من النضوج والوعى اتسمت بها الكثير من الفتيات من بنات الجيل الحالى فلم تعد فكرة الزواج تسيطر عليهن لمجرد فرحة ارتداء الفستان الأبيض كما كانت فى السنوات الماضية بل أصبحن أكثر عقلانية، كما أن العقلب لم يعد المسيطر الأول أو صاحب القرار فى خطة الزواج، ففى ظل التقدم التكنولوجى وتطور الوعى بدأ تفكير الفتيات يخطو خطا فى مسار مختلف، وأصبحت الفتاة تبحث عن الشريك المناسب وليس العريس المناسب وذلك بعد ارتفاع معدل الطلاق خاصة بين المتزوجين حديثا بل فى عامهم الأول وربما الأسابيع الأولى التى كانت تكشف اختلاف الطباع والثقافات الاجتماعية والتى كانت تؤدى سريعا لانهيار الحياة الزوجية .
لم تعد تمثل فكرة ضرورة الارتباط سريعا وأن سن العشرين فيصلا لتأخر الزواج أهمية للكثيراتبل إن بعضهن قررن تأخير سن الزواج بإدراك عقلانى تام خوفا من التسرع فى اختيار خاطئ قد يهوى بأحلامهن وطوحاتهن التى عشن سنوات يرجونها ويتمنون تحقيقها.
انتشار حالات الطلاق وفشل الحياة الزوجية فى السنوات السابقة أصاب الفتيات بحالة من الزعر والحذر من خطوة الزواج غير المدروسةوالمحفوفة بالمخاطر بسبب التسرع, فصفات العريس الوسيم المتيسر ماديا لم تعد هى الصفات المثلى لاختيار الشريك المناسب, وهذا ما دفع معظم بنات الجيل للبحث عن الاستقلال الاقتصادى أولا بعد استئناف مراحل تعليمهن, وأصبحت الوظيفة بعد التخرج هى الشغل الشاغل للفتاة, الأمان المادى أصبح من أولويات بنات حواء فى سن العشرين, الخوف من الخروج للمجتمع بلقب مطلقة فى سن العشرين جعل الفتاة تدرس فكرة الزواج جيدا قبل الإقدام عليها, وربما تؤجلها لسنوات لحين استقرارها على الشريك المناسب المقنع لعقلها قبل قلبها .
ساحة النقاش