كتبت : أماني ربيع
إكمالا لاهتمام القيادة السياسية بتحسين حياة المواطن المصرى على كافة الأصعدة وبخاصة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجا، كان إطلاق » حياة كريمة « والتى المرحلة الثانية من مبادرة حاولنا أن نتعرف على تفاصيلها بصورة أكثر توضيحا فى جولتنا التالية..
والبداية تأتى من محاور هذه المرحلة والتى تنقسم إلى مجموعتي عمل تمثل الأولى وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالنسبة لملف البنية التحتية والمؤسسات الخدمية في المراكز والقرى المستهدفة، فيما تتولى المجموعة الثانية التى تترأسها وزارة التضامن الاجتماعي وتشارك فى عضويتها وزارات القوى العاملة والصناعة والتجارة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ومؤسسة » حياة كريمة « ملف التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقرى.
وترتكز أكثر من 50% من القرى المستهدفة خلال هذه المرحلة بمحافظات الصعيد منها 7 مراكز بأسيوط و7 مراكز بسوهاج و5 مراكز بالمنيا و4 بقنا و2 بأسوان و2 بالأقصر و2 بالفيوم و2 ببنى سويف، وتعطي وزارة التضامن أولوية لمشروعات التمكين الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية، ورعاية ذوى الإعاقة وتوفير بطاقات الخدمات المتكاملة لهم، وتكثيف برامج التوعية والتوسع فى فصول محو الأمية بالتعاون مع الجهات المعنية وكذلك إطلاق قوافل الاكتشاف المبكر للإعاقة بالنسبة للأطفال الأقل من سن 5 سنوات بالقرى المستهدفة.
عهد يتجدد
يقول صلاح هشام، مستشار وزيرة التضامن للسياسات الاجتماعية: جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي العهد على نفسه لتوفير حياة كريمة ومستقرة لمختلف فئات المصريين، وخصص للمرحلة الثانية من المبادرة 500 مليار جنيه والتى تستمر لثلاث سنوات، وتنفذ مشروعات المبادرة في أكثر من 1000 قرية تم اختيارها وتحديدها حسب دراسات أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مع الأخذ في الاعتبار التركيز على القرى الأكثر فقرا واحتياجا للخدمات، وانطلقت المبادرة في 50 مركزا بـ 20 محافظة أكثرها بالصعيد، وقد انضمت في المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة وزارة الإسكان كطرف جديد، وسيكون دورها تأهيل هذه المناطق سكنيا بوحدات سكنية ومدارس ومستشفيات، وستتولى القوات المسلحة عمليات البنية التحتية، وسيتم توفير المزيد من الدعم للمشروعات الصغيرة للقضاء على البطالة في القرى وضخ المزيد من الجهود لمكافحة الأمية والحد من الفقر عبر خطة متكاملة تثير فيها التنمية في كافة المجالات بنفس الوقت.
ويتابع: تعد المرحلة الثانية تكامل السياسات مع القوانين والتشريعات وأجهزة الدولة والبرامج المختلفة لتحقيق المزيد من الفعالية في تنفيذ خطة "حياة كريمة"، حيث ستتكامل مع برنامج "تكافل وكرامة" الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي لدعم 15 مليون أسرة مصرية، كذلك مع مشروع "سكن كريم" الذي أطلق عام 2017، والمشروع القومي لتطوير 1000 قرية مصرية.
الريف المصرى
يقول حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين: إن مبادرة حياة كريمة تخدم المواطنين الفقراء بشكل مباشر في الأرياف والمجتمعات الفقيرة، وسيكون التركيز في المرحلة الثانية على إنهاء "الطرانشات" في الأرياف وتحويل معظم القرى إلى نظام الصرف الصحي، لتقليل انتشار الأمراض التي تحدث نتيجة امتزاج المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي، وقد عانت المجتمعات الريفية لسنوات من التهميش وسوء الخدمات سواء في الوجه القبلي أو البحري، لكن توجهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أعادة الروح إلى الفلاحين وأهل القرى المصرية، خاصة وقد شهدوا بأنفسهم ثمار المرحلة الأولى، والمطمئن أن الرئيس أعلن عند تدشين المرحلة الثانية أنه سيتابع مراحل التنفيذ بنفسه، وهو ما سيمنع حدوث أي تقصير، ويجعل المواطن أكثر ثقة في أن القيادة حريصة على تحسين الخدمات المقدمة إليه.
ويستطرد: الالتفات إلى تطوير الريف المصري من شأنه أن يسرع بعملية التنمية ويجعلها مبنية على أسس سليمة، فالقرية وحدة أساس في بناء الدولة وتطويرها سيعم بالفائدة على كل المصريين، كما سيحد الهجرة إلى المدن التى تتسبب فى الازدحام وتزايد العشوائيات بالمدن الكبرى، وتركز المرحلة الثانية بشكل أكبر على التنوع في الخدمات التي سيتم تطويرها عبر مراحل في نحو 1500 قرية من صحة وتعليم وتنمية اجتماعية وتوعية وغيرها من الأمور التي من شأنها خلق دولة جديدة قوية وواعية، وخلال 2021 سيلمس المواطنون بأنفسهم ثمار المبادرة في مرحلتها الثانية، وستصل الخدمات مباشرة إلى المواطن الغلبان، في الماضي كانت الحكومة تكتفي بتقديم مساعدات مادية لكن أي أموال لن تجدي دون أساس سليم وبيئة صالحة للتنمية والاستثمار والأعمال.
النهوض بالاقتصاد
أما حسام أبو نعمة، الخبير الاقتصادى فيقول: تستكمل المرحلة الثانية جهود الدولة في توفير الحدود الدنيا اللازمة لتأسيس حياة كريمة مستقرة للفئات الأكثر احتياجا من الشعب، وبنجاح المرحلة الأولى تم بناء الثقة بين الأهالي والمواطنين وبين المسئولين والحكومة والجهات المشاركة، ما سيكون له دور في تسريع تنفيذ بنود المبادرة وجدولها الزمني، ونجاح هذا النوع من المبادرات لا يكون تأثيره ماديا فقط لكن له أيضا دورا فعالا في خلق مجتمع ونشء واعٍ ومنتمي لوطنه ومتطلع للمساهمة في عملية التنمية المستدامة، وتحقيق أبرز أهدافها وهي تنمية المكون البشري ورفع مكانة مصر على مؤشرات التنمية البشرية، وبطبيعة الحال ستساعد في تسريع النمو الاقتصادي وإنعاش كافة مفاصله ومن ثم ضمان تحقيق الرفاهية المأمولة وخلق مجمعات آمنة مزدهرة، والميزة أن الجيل الحاضر سيشهد ثمار المبادرة، كما ستكون أساسا لمزيد من التنمية لأجل الأجيال القادمة.
إنجازات غير مسبوقة
من جانبها تقول د. رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة: يمكننا القول إننا نعيش حاليا عصر نهضة وإنجازات غير مسبوقة هدفها الحفاظ على كرامة الإنسان وبنائه على كل المستويات وهذا يظهر في تنوع المشاريع المقدمة من سكن اجتماعي لصحة ونقل العشوائيات، وتعد مبادرة حياة كريمة التجسيد الفعلي لتوجه سيادة الرئيس الذي يولي أكبر الاهتمام ببناء الإنسان، فكلما شعر الإنسان بالاستقرار في بيئته سيكون منتجا بشكل أكبر، كما سيزيد ولاؤه للوطن، كما تخلق هذه المبادرة في مرحلتها الثانية بيئة داعمة للتنمية وزيادة الإنتاج سوف تؤدي في المستقبل إلى زيادة الدخل القومي، ورفع مستوى معيشة المواطنين في كافة أنحاء مصر.
وترى النائبة البرلمانية غادة عجمي أن إعلان الرئيس بنفسه عن المبادرة يؤكد للمواطنين أنهم في معية رئيس لا ينسى شعبه واحتياجاته، وتقول: لعل نجاح المبادرة في مرحلتها الأولى خلق نوعا من الثقة لدى المواطنين، كما أصبحت هناك خبرة من المسئولين في كافة مؤسسات الدولة بالأولويات وآليات التنفيذ، وتركز هذه المرحلة على القرى الأكثر احتياجا وبث الروح فيها ومنح سكانها حياة آدمية تمكنهم من المشاركة بفعالية في عملية التنمية، وتشهد هذه المرحلة مضاعفة القرى المستهدفة بشكل أكبر، وتوفير الخدمات المختلفة بشكل مباشر لمواطنيها، وبجانب الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية سيكون هناك أولوية لدعم الشباب عبر المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وهناك تنوع في الخدمات المقدمة بشكل لافت.
ساحة النقاش