كتبت : سكينة السادات

 يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية الابن العزيز إسلام (١٨سنة) وهو طالب بالثانوية العامة ووالده مدير عام بإحدى الشركات الكبيرة ووالدته محاسبة بإحدى البنوك وله شقيقتان تكبرانه بسنوات قليلة وهو الابن الذكر الذى انتظرته الأسرة بعد أن رزقهما الله بابنتين على التوالى، فكانت الفرحة شديدة بمقدمه والاهتمام الكبير من أسرتى الأب والأم لكل صغيرة وكبيرة تهمه حتى نشأ وكل العيون ترعاه وتخاف عليه من الهواء الطائر كما يقولون، ويقول إسلام أنا أحب أبى وأحترمه كثيراً فهو خريج كلية العلوم ويشغل منصب المدير العام المسموع الكلمة والرأى فى عمله وبيته، ووالدى إنسان مثقف قارئ جيد ومتابع لكل أحداث الوطن ومعاصر لكل ما يحدث فيه أى أنه ليس إنسانا رجعياً ولا يعانى من أى عقد نفسية لكن شدة حرصه الزائد على كيانى ومستقبلى وتدخله فى شئونى الشخصية يكاد يزهق أنفاسى! أخرج بمواعيد وأعود بمواعيد لا بد أن آكل ما يريد لى أن آكله وأن ألبى ما يراه هو مناسباً لى فأنا محاصر طوال ٢٤ ساعة فأين أنا؟ وأين حريتى الشخصية؟ أعرف أنه يريد أن أكون فى أحسن صحة وأحسن صورة لكننى أكاد أختنق!

***

واستطرد الابن إسلام.. سوف أحكى لك يا سيدتى بعض المواقف فأنا مثلاً أحب فى بعض الأيام أن أدعو صديقتى وهى فتاة لطيفة تعرفها أمى ويعرفها أبى فهى من جيراننا أيضاً، أحب أن أدعوها لكى نأكل بيتزا فى أحد المحال أبى لا يبخل على بالمال ولا أمى لكنه يصرخ ويكاد يلطم على وجهه ويصيح قائلاً : بيتزا؟ وفى المطعم؟ ليه يا ابنى؟ أمك بتعمل بيتزا فى البيت ألذ من المطعم ألف مرة والكورونا يا إسلام؟ عاوز تتعدى من باب أو زرار أو مفرش أو جرسون فى المطعم؟ ليه يا ابنى؟ هو أنا مستغنى عنك؟ خليك هنا فى البيت وأمك تعمل لك البيتزا واعزم نورهان وأخواتها ياكلوا معاك وخلاص!

 

 ومثل آخر طلبت منه نقود لكى أشترى بنطلونا جديدا بدلاً من بتاع السنة اللى فاتت وأعطانى ما طلبت وأعجبنى بنطلون على الموضة الجديدة يعنى مقطع من عند الركبة وعندما لبسته أول مرة سألنى.. هى دى الموضة اللى عاجباك؟ يا خسارة حاجة مالهاش قيمة ولا سيما ولا تعجب أحد وأدار لى ظهره غاضباً لكن أصحابى أعجبوا جداً بالبنطلون وأنا كذلك!

 

 ومثال آخر... أنا لست حراً يا سيدتى فى أن أصادق من أشاء في النادى.. أبى لا بد أن يرى من أعرفهم وأجلس معهم وهو إما يوافق عليهم أو يعارض، ويقول الولد ده سمعته وحشة فى النادى وبيقولوا إنه بيتعاطى مخدرات مالكش دعوة بيه يا إسلام عندك أصحاب كثير كويسين ومش عاوز مشاكل!

 

 أما فى البيت يا سيدتى فأنا محاصر أيضاً! يعنى بره وجوه! البس ثقيل يا إسلام الدنيا برد، وعندما أقول مش بردان يا بابا.. يقول يا حبيبى البرد بينتشر للجسم والواحد مش دريان اسمع الكلام! أو يقول لى مثلاً.. اشرب شوربة سخنة وعليها ليمون لأنه فيتامين سى فأقول له أنا لا أحب الشوربة ولا الليمون فيغضب، أنا محاصر ومخنوق ماذا أفعل؟

***

والدك يحبك ويريدك أحسن واحد فى الدنيا ويريد لك كل الخير وعليك أن تحاول إرضاءه بكل الوسائل فرضا الوالدين من رضا الله، وإلى الأستاذ عبدالخالق عيد والد إسلام أقول للشباب آراء تختلف عن آرائنا فأرجو أن تترك لابنك الوحيد شىء من حرية اختيار ما يحبه وما يرضاه دون أن تضغط عليه وحاول أن تتعايش مع مشاعره وأحاسيسه وربنا يبارك لك فيه.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 438 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,868,656

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز