كتبت : أميرة إسماعيل

البنت مالهاش غير بيت جوزها كلمات طالما  سمعتها مع تقدم أحد لخطبة إحدى شقيقاتى، بعدها تقام الأفراح وتزف إلى منزله، حتى جاء دوري لأتزوج من أحد أثرياء القرية، وعندما أبديت اعتراضى ورغبتى فى إتمام دراستى، أصر أبى على تزوجى إياه، وبعد مرور عام على زواجى هجرنى دون أن يوثق زواجنا، وما كان من أهله إلا أن طردونى من منزلهم دون أن يعطونى حقوقى.

كانت هذه معاناة إحدى ضحايا زواج الصغيرات، فما الأسباب التى قد تدفع الأهل للزج بفلذات أكبادهم إلى تلك الهاوية؟

فى السطور التالية » حواء « ترصد قصص فتيات وقعن ضحية الزواج المبكر نتيجة لبعض العادات والتقاليد البالية التى ترفع شعار زواج البنات سترة ..

البداية مع منى ١٥ عام من إحدى القرى حيث تم خطبتها لأحد أبناء العائلات الثرية بالبلدة، على أن يتم الزواج بعقد عرفى مؤقتا يتم توثيقه بعد بلوغها السن القانونية، وعندما سألتها عن سبب قبولها بهذا الموضوع، قالت: أنا لست الأولى أو الأخيرة التى يتم تزويجى بنفس الطريقة.

أما جميلة - 16 سنة - فقد أعربت عن فرحتها لخطبتها وقرب موعد زواجها، وعندما سألتها عن موقف والديها من زواجها فى سن مبكرة, أجابتنى: أهلى مبسوطين لأن زوجى لديه منزل ووظيفة مضمونة، وهو فرصة لا يمكن أضيعها، وبعد سنة من زواجنا يمكننا توثيقه لدى المأذون.

وتحكى فاطمة السيد عن زيجة ابنتها القاصر قائلة: رفض زوج ابنتى توثيق زواجهما رغم اتفاق الأسرتين على أن يتم توثيقه عند بلوغ ابنتى ال 18 عاما، كما أنكر نسب ابنه، وحتى الآن ما زالت القضايا بينهما مستمرة ومنها قضية إثبات نسب الطفل.

عانت سماح - 15 سنة- نفس المشكلة بعد زواجها العرفى من ابن خالتها، وقبل مرور عامين على زواجهما تركها وجنينها وفر هاربا رافضا توثيق زواجهما، فلم يكن أمامها سوى إثبات طفلها باسم والدها ليكون أخا لها وليس ابنها.

حيل التوثيق كانت هذه بعض المأسى لضحايا الزواج المبكر ما بين فرحة الخطبة ومعاناة ما بعد الزواج، وحول كيفية توثيق هذا النوع من الزواج يقول طارق بلتاجى، محامى بالنقض: هناك العديد من الحيل التى قد يلجأ إليها أهل العروس القاصر، منها أن تدعى اغتصاب الفتى لها وتتجه إلى القسم لتحرير محضر بذلك وهنا يتدخل مأمور القسم لإنهاء القضية بتزويجهم تحت مظلة القانون، ويتم التصديق على عقد الزواج بعد إتمام الفتاة سن 18 عاما دون أن يكون هناك مشكلة قانونية.

الفقر ونقص الوعى

وحول أسباب زواج القاصرات ونتائجه على الفتاة والمجتمع أرجعت د. هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها وجود هذه الحالات إلى ارتفاع معدلات الفقر وعمالة الأطفال الناتجة عن التسرب من التعليم فى بعض المناطق وغياب الوعى والثقافة، داعية إلى ضرورة مواجهة التسرب من التعليم، ورفع معدلات الوعى الصحى والاجتماعى والثقافى والدينى، كما دعت إلى زيادة سن الزواج الرسمى، وتغليظ عقوبة تزويج الصغيرات وسد الثغرات التى يتحايل من خلالها الأهل على القانون لتزويج بناتهم دون السن القانونى.

معاناة نفسية

أما د. شحاتة زيان، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فيرى أن بعض العادات والتقاليد وراء زيادة معدلات زواج القاصرات، ويقول: لابد أن يعى الجميع خطورة هذه الزيجة على الفتاة الصغيرة حيث تعانى صدمات نفسية تفقدها ثقتها فى نفسها والآخرين، وتكون لديها صورة خاطئة عن كافة الرجال نتيجة تصرف والدها الخاطئ، وانتهاك براءتها وطفولتها من قبل زوجها، وتزداد خطورة الأمر عندما تفشل الزيجة لتعود إلى منزل والدها فى انتظار زيجة أخرى، الأمر الذى يصيبها بالاكتئاب والتوتر

المصدر: كتبت : أميرة إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 330 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,726,390

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز