حوار : شيماء أبو النصر

 

لا تتوقف التوجيهات والمبادرات الرئاسية التى تعنى الحفاظ على تماسك الأسرة المصرية وعلاج كافة التحديات التى تهدد استقرارها باعتبارها اللبنة الأولى فى بناء مجتمع قوي قادر على تحقيق الإنجازات وهزيمة كل المخططات المضادة، وفى هذا الاتجاه جاء تدشين مشروع "مودة" بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى للحد من ارتفاع معدلات الطلاق، وتؤكد د.رندة فارس مدير مشروع مودة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى أن هذا المشروع تفاعل معه المواطنون سريعا بدليل الإقبال على الفعاليات التى يتم تنظيمها لتدريب وتأهيل المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا لبناء حياة أسرية سليمة، وتسليحهم بالقدرة على تحمل المسئولية، إلى جانب أن عدد المترددين على المنصة الرقمية للمشروع وصل إلى4 مليون شخص خلال فترة قليلة.

 

فى البداية.. نود التعرف على د.رندة فارس فى سطور؟

أنا سيدة مصرية أعتز وأفخر بمصريتى بشدة، ابنة لضابط من أبطال القوات المسلحة شارك فى العديد من المعارك والحروب غرس بنفوسنا الأخلاقيات الحميدة وحب الوطن، تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كما حصلت على شهادة فرعية فى علم نفس الأطفال، بدأت حياتى العملية فى المجلس القومى للأمومة والطفولة برئاسة السفيرة مشيرة خطاب التى تعملت منها الكثير، وأحببت بفضلها العمل المجتمعى الذي يجعلك طوال الوقت تعمل من أجل تغيير حياة الناس للأفضل، ثم عملت بعدها فى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، ثم انتقلت للعمل بوزارة التضامن الإجتماعى فى أثناء تولى د. غادة والى مسئولية وزارة التضامن وانجزنا وقتها مبادرة "2 كفاية" ، ثم مشروع "مودة" للحفاظ على كيان الأسرة المصرية.

 

ما أهم أهداف مشروع "مودة" التابع لوزارة التضامن الاجتماعى؟

تم إطلاق المشروع بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية خاصةمع وجود بعض المؤشرات بزيادة نسب ومعدلات الطلاق فى 2018، حيث وصلت إلى 200 ألف و500 حالة طلاق، ووقوع 38% من حالات الطلاق فى السنوات الثلاث الأولى من عمر الزواج، خاصة خلال سنة أولى زواج، مما يعطى مؤشرا على عدم الاختيار السليم وافتقار المعلومات والخبرات الكافية لتأسيس حياة اجتماعية وزوجية جديدة من أهم الأسباب التى تدفع للانفصال، ومن المؤشرات أيضا التى تم التوصل إليها أن 15 % من أسباب الطلاق بسبب سوء استخدام الإنترنت، فمجتعات العالم كله وليس مصر وحدها تعانى من سيطرة وسائل التواصل الإجتماعى التى جعلت الناس فى عزلة عن واقعهم وأفقدتهم التواصل الحقيقى، ومن هنا جاءت الفكرة والرؤية لتدشين مشروع "مودة"والذى يهدف إلى الحفاظ على الكيان الأسرى وتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات وتوفير دورات تدريبية للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا، وتطوير اليات الدعم الأسرى ومنها مؤخرا عقد ورشة عمل مع وزارة العدل لتفعيل دور مكاتب تسوية المنازعات الأسرية.

 

ولماذا تم إطلاق اسم "مودة" على المشروع وما أهم المحاور التى يعمل عليها؟

تم التفكير كثيرا فى إطلاق أسم مناسب للمشروع حتى وصلنا إلى كلمة مودة التى تحمل كل معانى المحبة والسكينة والألفة، ثم تكوين وصياغة محتوى علمى بالتعاون مع عدد من خبراء علم النفس والإجتماع والصحة الإنجابيةوالمركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية التابع لجامعة الأزهر، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ويدور هذا المحتوى العلمى حول مفهوم الزواج وكيفية حل المشكلات والتربية الإيجابية، وكيفية إدارة الموارد الإقتصادية داخل الأسرة، ومكافحة العنف الأسرى المعنوى والمادى، وأهمية فحوص ما قبل الزواج، والخطبة والزواج فى الإسلام والمسيحية،والصحة الإنجابية وتكوين أسرة صغيرة، كل هذه المحاور ومحتواها العلمى تم وضعها فى دليل ارشادى. وبدأ التدريب عليها منذ مارس 2019 مع تشكيل فرق عمل من مجموعة من المدربين من أعضاء هيئات التدريس على مستوى الجامعات وهذه المجموعات قامت بتدريب نحو 100 الف طالب وطالبة داخل جامعات مصر ليكونوا هم مدربين بعد ذلك لغيرهم من جميع فئات المجتمع. كما عقنا عدد من اللقاءات التدريبية بالتعاون مع وزارت الداخلية والدفاع لنحو 40 ألف مجند، كما أنشأنا شراكة مع وزارة الشباب لتدريب 82 مدرب على مستوى 19 محافظة، كما تم تدريب مكلفات الخدمة العامة ووصل عددهن إلى 17 الف على مستوى 24 محافظة، كما تم تدريب 88 شاب وفتاة من الفئات الأولى بالرعاية وذلك من خلال مبادرة "دكان الفرحة" بالتعاون مع صندوق "تحيا مصر"

 

وماذا عن اطلاق المنصة الرقمية لمشروع "مودة" والتدريب عن بعد؟

تم اطلاق المنصة الرقمية للمشروع فى ديسمبر 2019 بحضور سيادة رئيس الجمهورية الذى يدعم كل جهود حماية الأسرة والحفاظ عليها، ووصل عدد المترددين على المنصة نحو 4 مليون شخص حتى الان، وحرصنا على أن يوجد على المنصة كل المحتوى العلمى للمشروعولدينا صفحة على الفيس بوك للتواصل مع الشباب ، ووصلت عدد المشاهدات الخاصة بالحملة التى تم اطلالقها فى فبراير 2021 إلى 20 مليون مشاهدة، كما تم عمل جلسات بث مباشر بمشاركة مجموعة من خبراء علم النفس والإجتماع للرد على استفسارات الشباب، ووجدنا أن أكثر المحافظات إقبالا على المنصة محافظات القاهرة والجيزة والأسكندرية، ونعتمد خلال فترة "الكورونا" على التدريبات التفاعلية من خلال تطبيق زووم، وجروبات الواتس اب، وقد وجدنا اقبالا ايضا من المصريين بالخارج على الدورات التفاعلية، ومن ردود الأفعال التى تسعدنا عندما يتواصل معنا احد المتابعين مؤكدا أن الدورة التى انتظم بها وعمل على اتباع الخطوات التى نتحدث عنها ساعدت على اعادو الوفاق مع الزوجة وأنها كانت سببا فى التخلص من فكرة الإنفصال والطلاق واستعادة الحياة الزوجية على أسس ومعارف جيدة.

 

وما دور الإعلام فى اعادة لم شمل الأسرة المصرية فى رأيك؟

يلعب الإعلام دور مهما جدا فى التعريف بكل المشروعات التى تجرى على أرض مصر ومن بينها مشروع مودة وذلك من خلال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لتوصيل المحتوى الذى نعمل عليه لجميع الأسر المصرية فنحن بحاجة شديدة للتركيز على أهمية وقيمة الأسرة وكيفية بنائها على أسس سليمة.

 

ونحن فى هذه الأيام نحتفل بشهر رمضان الكريم.. حدثينا عن أهم ذكرياتك مع الشهر الفضيل؟

ذكريات رمضان لا تنسى أبدا فهى تتشكل فى وجدننا منذ سنوات الطفولة وهى عندى ترتبط بلمة العيلة وشراء فانوس رمضان مع والدى وزيارات الأهل والأقارب وزينة رمضان الجميلة، حتى مع بناتى أحرص دائما على تزيين البيت معهم لإستقبال الضيف الكريم مع شراء فوانيسهم الجديدة.

 

وماذا عن عزومة أول يوم فى رمضان؟

رمضان يبدأ من أول سحور فهو بالنسبة لى طقس مهم جدا من طقوس رمضان ويكون سحور للعيلة كلها لنحتفل معا بقدوم الشهر الفضيل، واحرص على عمل طقوس مبهجة للأطفال فهم أيضا تتشكل ذكرياتهم فى تلك الأيام الجميلة سواء كانت مناسبات دينية أو مناسبات وطنية يجب أن نشعر الأطفال بمظاهر الفرحة،  كما أجهز لعزومة أول يوم رمضان لأهل زوجى بمساعدة بناتى خاصة فى تجهيز أطباق "القطائف والسمبوسك"، ولا يجب أن ننسى أيضا اتباع الإجراءات الإحترازية فى جميع مناسباتنا. كما انى احب بشدة العمل فى شهر رمضان، كما أن تنظيم الوقت عامل مهم جدا فى انجاز كل شيئ سواء فى اطار العمل وفى تلبية متطلبات البيت والأسرة.

المصدر: حوار : شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,682

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز