بقلم : د. عبير عصام
لم يكن 30 يونيو يوما عاديا مر على تاريخ الشعب المصري، ولكنه يوم مصيري ونقطة فارقة في حياة كل مصرى خرج يطالب برحيل الإخوان عن الحكم ويستعيد وطنه من براثن قوى الشر التى سعت إلى محو هويته وطمس تاريخه والتفريط فى أرض رواها الآلاف بل الملايين من أبنائها بدمائهم للحفاظ عليها واستعادتها من يد المغتصبين.
"إرادة شعب ثار من أجل هويته التي أرادوا محوها" هذا باختصار كان دافع ملايين المصريين للخروج في 30 يونيو 2013 مطالبين باستعادة وطنهم وإبطال مخططات داخلية وخارجية سعت تفتيت نسيجهم وتشتيت شملهم ليخرجوا فى مشهد مهيب من كل حدب وصوب في كافة المحافظات للمطالبة باستعادة دولتهم في ثورة شعبية ساندها الجيش الوطني الذي لم يتوان يوما عن نصرة أبناء مصر.
كان "30 يونيو" يوم الخلاص لوطن يكاد أن يعانى حربا أهلية تهدم أركانه وتمزق نسيجه، شعب لعبت به الأقدار والأفكار المسمومة والمشوهة، وتقضى على مستقبل شباب في عمر الزهور، لكن العناية الإلهية وحكمة قيادتنا السياسية متمثلة فى قواتنا المسلحة آنذاك كانت طوق النجاة والقشة التى تعلق بها الغريق حيث هتف المصريون فى مختلف الميادين "الجيش والشعب إيد واحدة" لتلبى القوات المسلحة وابنها البار المشير عبد الفتاح السيسى نداء الواجب بتفويض كامل من فئات الشعب المختلفة بالقضاء على الإرهاب.
لم تكن المرأة المصرية بمنأى عن هذه الثورة العظيمة بل تصدرت الصفوف فى الميادين والشوارع وأمام المنازل ورفعت الأعلام مطالبة برحيل الإخوان، فضلا عن توعية أبنائها بالخطر الداهم الذى يهدد مصر، فقد كانت الأم والأخت فى الريف والصعيد والمناطق النائية تدرك ما يحاك ضد الوطن لذا عملت على أن تحمي وتحذر وتشرح لأبنائها حقيقة ما يحدث، وكان
نتاج هذا خروجها مع أبنائها وأسرتها فى 30/6 ذلك ايوم الذى أعيد فيه كتابة التاريخ لتسير مصر على طريق التنمية المستدامة، فتحية لكل أم تحملت المسئولية تجاه وطنها في فترة لم تكن فيها تشعر بأن هناك مستقبل آمن لأبنائها فى ظل هذا الحكم الغاشم الذى سبق الثورة.
ساحة النقاش