كتبت : سكينة السادات
حكيت لكم الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية الابن أيمن 28 سنة، وهو محاسب نابه فى شركة اتصالات مصرية كبيرة، وهو ابن لزميلة لى فى الدراسة أصبحت الآن من أشهر طبيبات الأطفال فى مصر ولديها مستشفى خاص لعلاج الأطفال نصفه بالمجان لغير القادرين والباقى بالأجر المخفض، وأيمن ابنها الوحيد وله أخت تصغره بثلاث سنوات.
كان زوج صديقتى الذى توفى منذ عدة سنوات موظفا كبيرا بإحدى الوزارات، وكان يعتمد اعتمادا كليا على سكرتيره الخاص الأمين الذى كان يقوم بكل أعماله ويشترى ما يلزمه بكل أمانة وصدق، وكان والد أيمن يعطف على أسرة سكرتيره ومعاونه ويدفع مصاريف أولاده السبعة فى المدارس، وهو الذى قام برعاية ماهر صديق ابن سكرتيره وأدخله الجامعة وأنفق عليه، ومن هنا صار ماهر الصديق الوحيد المقرب لأيمن الذي كان يحبه ويثق به وكما كان يفعل والده كان يعهد إليه بأن ينجز كل مشترواته ولوازمه هو من الألف إلى الياء، ومن هنا كان يدخل البيت كأحد أفراد المنزل، وأيضا كانت والدته الدكتورة تعتبر ماهر كابنها الذى لم تلده وتعطيه من ملابس أيمن وترسل معه إلى منزل أسرته كل لوازم المنزل شهريا وكل لوازم شهر رمضان سنويا ولحمة العيد الكبير، وتعتبر أسرة ماهر أقرب إليها من أقربائها المقربين، ومن هنا كانت ثقة أيمن بلا حدود فى ماهرصديقه الوحيد بل أخيه الذي لم تلده أمه حتى كانت المفاجأة التى آلمت أيمن وأصابته بالاكتئاب!
***
واستطرد الابن أيمن.. كما قلت لك لو كانت أختى تستقبل ماهر- أمانى- استقبالا عاديا وكانت تعهد إليه بإصلاح سيارتها مثلا أو دفع فاتورة كهرباء أو تليفون وكذلك كانت تفعل أمى إلى أن جاءنى تليفون من عمتى تقول -زعلانة منك يا أيمن أنت ومامتك- كيف تتم خطوبة شيرين أختك دون أن أعرف؟ هو أنا مش عمتها أخت المرحوم أبوها، قلت لها لم تحدث أي خطوبة يا عمتي مين قالك الكلام ده ؟ قالت كل الناس شايفة شيرين مع ماهر ابن المرحوم سكرتير أخويا فى كل حتة، صعقت وازدادت ضربات قلبى وقلت لها: كل حتة زى إيه كده، قالت: هما فى الكافتيريا فى المهندسين تقريبا كل يوم والناس بتقول إنهما مخطوبان !
***
واستطرد الابن أيمن.. طلبت ماهر تليفونيا وأنا أغلي من الغيظ، فكيف يقابل شقيقتى الوحيدة من وراء ظهرى؟ وكيف يخوننى ووالدى وهو الذى أنفق عليه هو وأسرته، وأنا الذى وجدت له عملا بنفس الشركة التى أعمل بها، وهو بالنسبة لى الصديق الوحيد والأخ الذى أئتمنه على كل حياتى ومقدراتى! وجاء ماهر وسألته سؤالا مباشرا: لماذا تخرج مع أختى من وراء ظهرى؟ ولماذا تخوننى وأنا الذى أئتمنك على بيتي وشقيقتى؟ رد على بدون كذب ولا لف ولا دوران؟ قال وهو منكسر الرأس إذا كنت تريد الحقيقة فأنا أحب الآنسة شيرين منذ أن كنا أطفالا، وقال لى والدى رحمة الله عليه يا ابنى أنصحك لا تنظر إلى فوق حتى لا تقع صريعا.. الملابس التى ترتديها من ملابس شقيقها أيمن والطعام الذى نأكله من عندهم فكيف يرضون بنا ونحن لا نملك سوى الراتب الذى يدفعه لنا والد أيمن ووالدته؟ وأطرق ماهر وقال: وعندما كنت أصلح سيارة الآنسة شيرين أبدت لى حبها وقالت لى بالحرف الواحد وأنا مسئول عن هذا الكلام واسألوها هى:
- يا ماهر الولاد اللى معايا فى الجامعة الأمريكية دول معظمهم لا يعتمد عليهم ومش رجالة يحملون مسئولية دول مدلعين وأنا أعتبر أنهم أشباه رجال، قلت لها: يا آنسة شيرين أنا فين وأنت فين؟ أنا والدى سكرتير والدك وأمى فلاحة لا تقرأ ولا تكتب ولى ستة أشقاء وشقيقات وما زلنا نعيش من خيركم؟ قالت وهى موجودة وتستطيع أن تكذبنى إذا كنت كاذبا..
- أنا أعزك من زمان يا ماهر وأرى أنك أرجل شاب شفته فى حياتى! وكان أن ذهبنا إلى الكافتيريا عدة مرات أقسم بالله العظيم ثلاثا أننى لم ألمسها ولم أخونك لكننى خشيت من مواجهتك بما أكنه لها من حب منذ طفولتى !
***
أيها الابن أيمن.. أختك قالت إنها تحب ماهر منذ طفولتها وشرفك محفوظ ومصان والعبرة بالشخصية المسئولة المحترمة أرجوك أن تنسى أنهما تقابلا من وراء ظهرك وأن تسامحهما وتقف مع أختك فى تمسكها بصديقك، وأعتقد أن والدتك لن تعارض فهو ابن البيت والحب هو الذى اضطره إلى ذلك، وإذا أردت أن تلوم أحدا فعليك أن تلوم اختك أرجو أن تجمعهما فى الحلال والله المستعان.
ساحة النقاش