كتبت : أمانى ربيع

أثبتت الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن نسب إهدار مياه الشرب تصل في المنازل المصرية إلى 33 % من إجمالي المياه، وأن الصنبور العادى ينتج نحو 14 لترا فى الدقيقة بينما ينتج الصنبور الموفر من 3 إلى 6 لترات أى يوفر 75 % من المعدل الطبيعى، فكيف يمكنك توظيفه في منزلك أو مشروعك بالصورة التى تحافظين بها على المياه وأيضا ترشدين في استهلاكك؟

تنفق الدولة المليارات لتوفير المياه، وفي ظل عدم وجود أنظمة للتوفير أو وعي كاف لترشيد استهلاك المياه من قبلك وأسرتك، تخسر الدولة أموالا طائلة كان من الممكن أن توجه لجهود التنمية المستمرة، وبخاصة في مجالات البنية التحتية وبناء المدارس والمستشفيات والطرق، حيث يؤدي الاستهلاك المفرط وغير المسئول للمياه إلى خلل في عدالة التوزيع، ويحرم الكثيرين من حقهم في المياه التي قد تصلهم بتكلفة باهظة، أو من مصادر غير صحية.

وإذا نظرنا لتجربة استخدام صنابير المياه الموفرة والتى بدأت منذ فترة ليست ببعيدة فى بعض الأماكن كما هو الحال فى بعض المساجد والأماكن العامة سنجد أنها تعمل على ترشيد استخدامات المياه، لتسمح بمرور كميات المياه التي يحتاجها المواطن دون إسراف، وتصل نسب التوفير لأكثر من 90 % من كمية المياه، ويوفر استخدام هذه الصنابير، ٢٤٠ متر مكعب مياه شهريا وتلك الكمية تتكلف ١٧٠٠ جنيه، وهذا التوفير يستعيد ثمن القطع الموفرة خلال شهرين.

كما تعمل الصنابير الموفرة، على توفير 50 %، على الأقل من المال المدفوع في تكلفة المياه، ونحو 50 % من المال المدفوع في الصرف الصحي، ونفس النسبة في تكلفة الكهرباء الخاصة برفع المياه من الخزانات.

ويقول الأسطى عبده رمضان، سباك صحي، أن تركيب القطع الموفرة ليس صعبا أو مكلفا، وأنه مجرد منظم للمياه، يقلل سريان المياه عند مختلف مستويات الضغط، بحيث مهما زاد الضغط يكون هناك توفير في المياه المستهلكة، كما يضمن ذلك توزيع المياه بالتساوي في المكان الواحد الذي به أكثر من مخرج ماء، وهي سهلة الفك والتركيب.

أما متى بشاي، نائب رئيس شعبة الأدوات الصحية بالغرفة التجارية بالقاهرة، فيقول: إن الصنابير الموفرة موجودة ومتوفرة في الأسواق، وأنه تم توفيرها في إطار اتجاه الدولة لترشيد استهلاك المياه، وأن تركيبها واجب وطني، ويجب أن يكون لدى المواطنين الوعي بأهمية تقليل استهلاك المياه وهو توجه عالمي وليس في مصر فقط، والدولة لن تقوم بكل شيء، لذا يجب على المواطن أن يكون له دور يساهم به في التنمية، والميزة أن التقنية المستخدمة في تلك الصنابير سهلة وغير معقدة، وأسعارها في المتناول، هي عبارة عن فلتر بلاستيك، قطره نحو مللي ونصف يقلل من سريان الماء للثلث تقريبا، وتستخدم في الحنفيات والدش، وكل مخارج المياه.

ويتابع: من المهم أن يكون هناك توجه لتعميمها في المنازل والمصانع، لأن الإهدار فيها يكون بنسب أكبر، وكذلك اعتمادها في أنظمة الري في الحدائق والزراعة التي تستخدم الري بالتنقيط، والتي أحيانا ما يترك أصحابها خراطيم المياه مفتوحة طوال اليوم.

تجربة عالمية

يرى د. صفوت محمد، الخبير المائي أن إدارة وترشيد موارد المياه له تأثير كبير على مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، وطرح الصنابير الموفرة يعمل على تقليل كميات كبيرة من نسب الماء المهدرة، وهي تجربة موجودة في العالم كله، وهي مجرد قطع تركب على الصنابير دون الحاجة لتغييرها.

ويقول: تصل نسب إهدار مياه الشرب في المنازل المصرية إلى 33 % من إجمالي المياه، ولا ننسى التكلفة المهدرة لتنقية هذه المياه، وإذا تم توفير هذا الهدر وتوجيهه إلى قطاع الزراعة أو البناء ستكون الفائدة كبيرة، لذا أرى ضرورة تعميم استخدام الصنابير الموفرة في المنازل والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والفنادق والمصانع، بالإضافة إلى تطوير ترشيد استهلاك مياه الري والشرب حيث يتم إهدار نسب كبيرة من المياه بسبب الاستخدام غير المسئول وهذا يحتاج إلى توعية عبر أجهزة الإعلام المختلفة، وحملات لنشر الوعي بين المواطنين.

وثيقة الترشيد

يقول حسام عيد، الخبير الاقتصادي: تم تجربة تكنولوجيا القطع الموفرة بعدد من المنشآت والمصالح الحكومية، وقياس المردود، حيث أظهرت النتائج توفير حوالي 45 % من قيمة الاستهلاك، وترشد قطع توفير المياه كمية الماء المتدفقة عن طريق خلط كمية معينة من الهواء بالماء وإعطاء نفس قوة الضغط دون أن تضعف قوة المياه ولكن بنسبة توفير كبيرة، ويمكن تركيب هذه القطع الصغيرة على كل مخارج المياه في المنزل دون أي تغيير بالصنابير الموجودة.

ويتابع: يوفر استخدام القطع على فاتورة المياه ما يقارب 20 %، ولا يقتصر التوفير على الكلفة المالية بل تطيل أمد استخدام كميات المياه التي تصل للمستخدم، وقد نجحت تجربة القطع الموفرة، التي تم تعميمها في بعض المؤسسات الحكومية، إذ عملت على تخفيض فواتير الاستهلاك من 60 ألف جنيه شهريا قبل استخدامها إلى ما يقارب من 26 ألف جنيه، بما يصل إلى نحو 60 % توفير، وبحسب تقرير سابق للجنة فنية مشكلة من 3 وزرات، فإن توفير نسبة استهلاك الحنفيات بعد تركيب القطع الموفرة من 30 % إلى 35 ٪ من الاستهلاك الكلي، وتبين أن أكبر نسبة فاقد في المياه هو هدر السيفون بدورات المياه وهو ما يوازي أكثر من 30 %، ويتمثل الفارق بين القطع الموفرة والأخرى النحاسية في 3 جوانب وهي العمر الافتراضي وقوة التحمل، والقدرة على تنقية المياه، وفارق السعر الكبير.

****

 - تصل نسب إهدار مياه الشرب في المنازل المصرية إلى 33 % من إجمالي المياه.

- الصنبور العادى ينتج نحو 14 لترا فى الدقيقة بينما ينتج الصنبور الموفر من 3 إلى 6 لترات أى يوفر 75 % من المعدل الطبيعى.

-  تمت تجربة الصنابير الموفرة لأول مرة في مساجد السيدة نفسية والرحمة ويوسف الصحابي.

 - تصل تكلفة تأهيل المسجد الكبير 3 آلاف جنيه بينما المسجد الصغير ألف جنيه.

المصدر: كتبت : أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 708 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,818,056

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز