حوار : هبه رجاء
مرت بمحطات تعد علامات في مشوارها الممتد من التليفزيون إلى الراديو،مع كلمحطة تصل إليها،كانت تتعلم وتؤثر، فهي تتلمذت على يد كبار الإعلاميين، ما أكسبها ثقلا وثقة وجعلها قيمة وقامة، إعلامية متمكنة من أدواتها، إنهاسوزان شرارة التي تحكي لـ "حواء" عن محطاتمرت بها، وعن برامجها، وبود شديد وجهترسالة لزملائها الإعلاميين..
في البداية دعينا نتذكر بداياتك مع العمل الإعلامي؟
تقول بشيء من الفرحة عن ماض قريب: أنا خريجة آداب قسم إعلام، كان يجذبني أجواء الإعلام المفعم بالحيوية والابتكار بمختلف ألوانه، في كل مرة كنت أشاهد فيها برنامجاتليفزيونياأشعر أن وراء هذا المذيع رسالةتدفعه لإبرازها خاصة مع الأخبار والبرامج الهادفة، تمنيت أن أشارك في تقديم هذه الرسالة السامية، وأحمد الله أن أمنيتي تحققت وأصبحت واحدة في صفوف الإعلاميين؛ مؤمنة بأن الإعلام رسالة وأجتهد دائما لتوصيلها، أما عن خطوتي الأولى فكانت بمطالعتي لإعلان بإحدى الصحف عن قناة خاصة جديدة تطلب مجموعة من المذيعين والمذيعات للعمل بها، وبالفعل تقدمت للاختبارات وكانت تضم مجموعة كبيرة من كبار أساتذة الإعلام بالتليفزيون المصري، عملت بهذه القناة الخاصة لفترة ثم انتقلت للعمل بقناة فضائية عربية، وفترة أخرى عملت بإحدى القنوات الفضائية المصرية.
لننتقل معك لبرامجك على شاشة التليفزيون، ماذا عنها؟
بفخر جاءني صوتها: قدمتالعديد من البرامج ذات الألوان المختلفة ما بين الشبابي والسياسي، بجانب تقديمي للنشرات الإخبارية، من بين هذه البرامج أذكر منها: "بالعبري الصريح" يتناول الشأن الإسرائيلي، برنامج "ملفات" تناولنا من خلاله العديد من التحقيقات والقضايا المهمة والمطروحة على الساحة في ذلك الوقت، برنامج "مصر في أسبوع" معني بالشأن المصري، "العرب في أسبوع" وكان معنيا بالشأن العربي والإقليمي، بجانب تقديمي للنشرات والتغطيات الإخبارية.
وماذا عن تجربتك مع الإذاعةالمصرية، حدثينا عن هذه النقلة؟
تقول في حالة من الزهو: بالطبع تعلمت الكثير واكتسبت خبرة كبيرة خلال عملي بالتليفزيون سواء بالقنوات الخاصة المصرية أو العربية، ولكن عملي بالإذاعة له مذاق آخر، فحينما وقع علي الاختيار لتقديم برنامج بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي يقدم على موجة البرنامج العام انتابتني سعادة غامرة حيث سأجلس في المكان الذي جلس فيه عظماء الإذاعة المصرية يحيطني ستوديو عريق له وقعه وهيبته، البرنامج بعنوان "365 يوم تضامن مع أهالينا"،هو برنامج خدمي يتناولكافة الخدمات التي توفرها وزارة التضامن لكافة شرائح المجتمع المختلفة.
أيهما أصعب، التليفزيون أم الراديو؟
بنبرة يكسوها شيء من الاستغراب.. يتوهم الكثير أن العمل بالراديو أقل صعوبةمن العمل بالتليفزيون، أما عن رأيي فمن يؤمن برسالته الإعلامية يستطيع أن يثبت نفسه في أي منهما، فالتليفزيون به عوامل كثيرة مساعدة لجذب المشاهد، فبجانب المذيع وأدواته المهنية ولغة جسدههناك الديكور، التقارير المصورة، وغيرها من عوامل جذب عين المشاهد، أما مذيع الراديو فهو يعتمد على محتوى ما يقدمه وصوته فقط، وإمكاناته في اللعب بطبقات صوته ليصل المحتوى للمستمع.
هل مفتقدة شاشة التليفزيون؟
بصدق شديد ترد:ممكن، ولكنني أتمنى أن أجمع بين التليفزيون والراديو.
وماالفكرةالتي تراودكلتقديمها عبر إحدى الوسيلتين؟
تشرد بنظرها بعيدا وهي تستدعي أفكارها: أتمنى تقديم برنامج اجتماعي عبر الشاشة الصغيرة،يكون مهتما بكافة المشاكل الحياتية، بشكل خاص تلك الظواهر المجتمعية التي يعاني منها المجتمع الآن بشكل مؤثروملحوظ،هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا، كظاهرة الانتحار التي كثرت بشكل كبير بين المراهقين والشباب، العنف الزوجي الذي أصبح ظاهرة لا تخلو منها الصحف اليومية، ظاهرة كبر الأولاد قبل موعدهم وتعلقهم بمرحلة الشباب، غزومواقع التواصل الاجتماعيللبيت المصري، وغيرها من الظواهر والمشاكل اليومية التي يعاني منها مجتمعنا، أسعى لعرضها ومناقشة أسبابها وصولا لحل من قبل الخبراء.
بما أنك تقدمين الآن برنامجا بالإذاعة، من هي الفئة التي تشكل شريحة مستمعيك؟
تضغط على حروفها وكأنها تؤكد كل حرف من كلامها: أدركت أن الراديو له مستمعيه نساء وشابات ورجال، كما للتليفزيون مشاهديه، وذلك من خلال كم المكالمات والرسائل، كما أن الراديو الآن تستطيع الوصول لأي موجة في أي وقت ومكان سواء في السيارة أو حتى الموبيل، عكس التليفزيون، بجانب أن هناك عددا من المستمعين الشباب ممن تربوا على الإذاعة متمسكين بالاستماع لها حتى الآن.
لو طلبنا منك توجيه رسالة لزملائك الإعلاميين ماذا تقولين لهم؟
بجدية شديدة ومودة تتضح في نبرة صوتها: مصر تمر الآن بمرحلة مختلفة، مرحلة بناء وتنمية وإقامة مشروعات عملاقة في كافة المجالات، في الوقت نفسه تواجه العديد من التحديات من قوى معادية سواء بالداخل أو الخارج، لذا على الإعلامي أن يكون وطنيا بصدق من داخله، محبا لبلده في المقام الأول،حبامجردا،صادقا،مؤمنا بكل كلمةيقولها وما ينقله من أخبار.
أخيرا.. نختتم حوارنا برسالة منكلبنات وسيدات حواء، ماذا تقولين لهن؟
بجدية شديدة تقول: أحبي نفسك، وحاربي طوال الوقت لتصلي لما تتمنيه، أنت قوية وممتلئة بالطاقة والحيوية، تتمتعين بالصبروبالإصرار، قادرة على تحدي الصعاب، فلا تجعلي أي شيء يعرقلك للوصول لما تتمنينه.
ساحة النقاش