بقلم : د. صبورة السيد
الظروف الاستثنائية التى شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة أبرزت الدور المؤثر للشرطة المصرية والذى تعدى مجابهة الجريمة والقضاء على الإرهاب وتتبع المجرمين لنشعر وأفراد المجتمع بالأمان، وقد تجلى ذلك الدور المجتمعى بجانب الأمنى خلال جائحة كورونا والتى فرضت أعباء إضافية وجهودا مضاعفة على رجال الجيش والشرطة.
هؤلاء البواسل الذين يقومون بدور وطنى مشرف لحفظ الأمن والسلام، ويؤدون فى الوقت نفسه دورا بطوليا منذ ظهور فيروس “كورونا” إلى جانب الطواقم الطبية من خلال المنافذ الثابتة والمتحركة لتوفير السلع الغذائية وأدوات التعقيم وسبل الوقاية منعا للاحتكار والاستغلال، بالإضافة إلى جهودهم الملموسة فى متابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الوباء.
"الأزمات تظهر معدن الرجال" تلك المقولة تنطبق على الشرطة المصرية ورجالها الذين لم يتوانوا لحظة واحدة فى الدفاع عن الوطن فى مختلف أوقاته، أفراحه وأطراحه، ثوراته وكذا حروبه، نراهم يضحون بأرواحهم بجانب أشقائهم من القوات المسلحة فى عمليات تطهير الوطن من الإرهاب وبراثنه، ويوفرون الأمن للفتيات والسيدات وكذا الرجال فى الثورة المجيدة التى أطاحت بجماعة الإخوان، ويحرصون المنشآت العامة ويذللون العقبات ويوفرون كافة سبل الراحة خلال الأعياد والمناسبات العامة.
ولأن رجال الشرطة هم الركيزة الأساسية لحفظ أمن المجتمع واستقراره كان مشاركتهم الاحتفال بعيدهم واجبا وطنيا على كل مصرى، احتفال نتذكر فيه شهداء رجال الأمن الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم واسترخصوا الحياة فى سبيل الظفر بالشهادة ني لرضا الله، وقد اختار الله تعالى لهم خير الأسماء والألقاب فقد سماهم “شهداء” لأن الله تعالى يشهد بنفسه لهم بحسن نيتهم وإخلاصهم، ولأن أرواحهم شهدت دار السلام فى الجنة ودخلتها قبل يوم القيامة وقبل غيرهم من الناس، ولأن ملائكةَ الله شاهدة عليهم وشهدت احتضارهم.
وحتى لا تذهب تضحيات هؤلاء الأبطال هباء وجب علينا أن نقدر الدور الكبير الذى يقوم به رجال الأمن فى منع الجريمة وتعقب المجرمين لحمايتنا والسهر على راحتنا والحفاظ على أعراضنا وأموالنا وممتلكاتنا، وإذا كان بعضهم قد ارتقى شهيد اً بعد أن ضحى بنفسه من أجلنا، فإنه من الواجب علينا جميعا أن نرعى أسرهم، فقد كان النبى صلَى الله عليه وسلم يزور أسر الشهداء ويتفقد أحوالهم ويواسيهم ويجبر خواطرهم ويبشرهم وينفق على أولادهم وذويهم ويساعدهم هو وأصحابه الأخيار.
ساحة النقاش