بقلم د. حنان سليمان

تربية الأبناء عملية ليست سهلة أبداًبل يلزمها الكثير من الصبر والحذر والحوار والتواصل والتقبل والحكمة والاحتواء، كما يلزمها أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم الذين يكتسبون أخلاقهم وطباعهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم من خلال مراقبة سلوك الوالدين أكثر من التلقين بالكلام وسن القوانين، والسؤال كيف تكونى قدوة صالحة لأبنائك؟ وما صفات القدوة الحسنة؟

أثبت التلقين عدم جدواه في العملية التربوية، فقد لا يقتنع ولا يؤمن الفرد إذا وجد أن الملقن لا يؤمن ولا يعتقد ولا يوقن، أما عندما نقدم القدوة كنموذج أساسي للتربية فإن التأثير في النفوس سيكون أقوى لا محالة، كما أن الكلام قد لا يترك أثره على الشخص مهما طلب منهوالداه التحلي بالفضائل والإقبال عليها، ولعل السبب في ذلك يعود إلى صعوبة التصديق بها والاقتناع بجدواها، إلا أن العمل بها ووجودها في شخص القدوة يدفع الإنسان للرضوخ لها لا بل فهمها والعمل بها.

وحتى تكونى قدوة حسنة لأبنائك لابد أن تتوفر فيك أركان القدوة الحسنة ومنها الصلاح وحسن الخلق وموافقة القول العمل وعدم التكلف، مع ضرورة تطبيق مواعظكفلا تطلبى من ابنك أن يفعل ما تفعلى عكسه، فمثلاً لا تطلبى منه أن لا يكذب، بينما هو يسمعك تكذبين على الآخرين في مكالماتك الهاتفية، واحرصي على مراقبة أفعالك أمام أطفالك وأبنائك المراهقين، فما تفعلينه يخبر ابنك كيف تريدينه أن يتصرف في المستقبل.

ما تقوله الأم مهم للأطفال والمراهقين، لذا اشرحى لهم كيف يؤثر سلوكهم عليهم والعائلة والمجتمع، تحدثى معهم عن الفرق بين الخيارات المتاحة أمامهم عند حاجتهم لاتخاذ قرار ما، والفرق بين الخطأ والصواب، وتحدثى معهم بلطف ومنطق وأجيبى عن أسئلتهم وامنحيهم المعلومات التي يحتاجونها لزيادة الوعي الذاتي ليتمكنوا من فهم أنفسهم والآخرين، واتبعى نهج الثقة والحزم في تربية الأبناء المراهقين؛ وكونىواضحةوحازمة بما يخص الحدود، وامنحيهم المحبة والدفء والمشاعر التي يحتاجونها، وتقبلى حاجة المراهقين للاستقلالية والخصوصية، بهذه الطريقة سيميل الأبناء للاقتداء بالحسن من الأعمال، وسيقل مدى تأثرهم واقتدائهم بالتصرفات السيئة التي تصدر عن أصدقائهم أو أي شخص قد يتأثرون به خارج المنزل.

وأخيرا فإن الطريقة التي يتعامل بها الوالدان معاً من أهم أسباب نجاح الأبناء في حياتهم بشكل عام وفي علاقاتهم بشكل خاص، لذا  احرصى على التعامل مع شريكك باحترام ولطف ومحبة وثقة ورحمة وصوت منخفض، واستخدم كلمات مثل "لو سمحت وشكرا ويعطيك العافية"، وكونىإيجابية بتعاملك مع نفسك وشريكك وأبنائك والآخرين، فالإيجابية معدية وتنعكس على من حولك وأهمهم الأبناء، كونىسعيدة، وربي أبناءك على السعادة، فالسعادة أسلوب حياة يتربى عليها الأبناء ويكتسبونها من والديهم فيعتادونها ويحترفونها، والنجاح الحقيقي هو أن تربي ابناً سعيداً يتقبل ذاته والآخرين ويشعر بالرضا والسكينة والسلام.

المصدر: بقلم د. حنان سليمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 650 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,698,627

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز