بقلم : د. رانيا شارود
على مدار أعوام عديدة اعتدنا سماع أغنية "العيد فرحة" مع قرب قدومه سواء الفطر أو الأضحى المباركين، لكن فرحة العيد فى مصر تختلف كثيرا عن غيرها من بلدان العالم، فالفرحة ليست فى قدوم العيد وحسب بل فى روح المصريين وعاداتهم وتقاليدهم التى توارثوها جيلا بعد جيل، فرغم اختلاف عقائدهم وثقافاتهم المجتمعية إلا أن الفرحة وحدتهم يتبادلون التهانى والزيارات ويتشاركون الأجواء الجميلة حتى وإن لم يكن أحدهم مسلما!
يأتى العيد هذا العام بعد عدة مناسبات من بينها عيد الربيع أو "شم النسيم" كما يفضل أن يسميه الكثيرون بالإضافة إلى عيد السعف أو الغطاس وإن كانت تلك المناسبات تعنى أشقاءنا فى الوطن إلا أن المصريين باختلاف فئاتهم ومعتقداتهم يحتفلون بها ما يؤكد على تماسك النسيج الوطنى ووحدة المصريين الذين تجمعهم الفرحة والتى تتجلى فى الكثير من المواقف والمناسبات فلا أدل على ذلك من فرحة الأقباط برمضان ومشاركتهم جيرانهم الأجواء الرمضانية من تزيين للشوارع وحرصهم على تناول االحلويات الرمضانية وغيرها من العادات التى ارتبطت بالشهر الكريم، وفى المقابل نجد المسلمين يحرصون على الاحتفال بكافة المناسبات التى يحتفل بها أشقاؤهم الأقباط.
تلك الوحدة والتماسك كانت على مر الزمان سبب فى غيظ أعداء الوطن الذين دفعهم –ومازال يدفعهم- غيظهم إلى إثارة الفتنة بين قطبى الوطن، لكن أيضا الواقع يؤكد أن المصريين يضربون أروع الأمثلة فى إحباط المحاولات التى استهدفت وحدتهم وإشاعة الفرقة بينهم ليرفعوا دائما شعار "موتوا بغيظكم.. فالدين لله والوطن للجميع".
إن إدراك المصريين لتك المحاولات الخبيثة على مر الزمان والذى يؤكده مقولات عديدة لرجال دين سواء من المسيحية أو الإسلامية يطمن القلوب ويثلج الصدور ويؤكد أن الفتن التى يثيرها أتباع الشيطان والمكائد التى يحيكونها ليفسدوا فرحة المصريين لا تزيدهم إلا تماسكا وحبا وألفة فيما بينهم ولله قوله "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
ساحة النقاش