بقلم: رانيا شارود
دائما نتذكر أحلى الأوقات السعيدة التى مرت بحياتنا والتى ارتبطتبإجازة آخر العام لما بها من ذكريات جميلة تظل معنا لآخر العمر.
وعلى الرغم من أننا نعيش هذه الأيام إجازة آخر العام مع أولادنا لكننى أشعرباختلاف كبير خاصة حول كيفيةقضائها والاستفادة منها، وأذكر أن أفضل فسحة لنا وقت أن كنا صغارا هى المصيف, حيث كانت الأسر تذهب إلى الإسكندرية عروس البحر أو رأس البر وبلطيم ومرسى مطروح وجمصة وغيرها من الشواطئ الجميلة التى تمتاز بها مصرنا الحبيبة، بجانب التردد على المكتبات لقراءة الكتب المتنوعة وتنمية الهوايات بالأنشطة التى كانت تقوم بها معظم المدارس والأندية بجانب تنظيمهاالحفلات والمسابقات.
لم تكن الإجازة الصيفية فرصة للخروجات والنزهات فقط بل كانت وقتا مناسبا للمة العيلة والسهر ليلا، لكننى أرى اليوم أولادنا يهتمونبالخروج بصحبة أصدقائهم ولا يفضلون الذهاب مع الأسرة حتى فى المصايف، ولا يميلون للجو الأسرىوهو ما أعتبره سلوكاغريبا نتيجة وتيرة الحياة الجديدة وارتباطهم بوسائل التواصل الحديثة والمنصات الإلكترونية التى لها بعض السلبيات بداية من غيابالرقابة والتوجيه من الآباء،وإعطاء فرصة لأصدقاء السوء فى الوصول لأبنائنا وتدمير عقولهم عن طريق بعض الآراء الخاطئة, وتشجيع بعضهم على تعاطى المخدرات لسلب إرادتهم، بالإضافة إلى أخطر أنواع التهديد الفعلى على أبنائنا وهو التطرف بشقيهالدينى والفكرى ليصل بهم إلىالهاوية المتمثلة فى انهيار الشخصية والقضاء على الهوية المصرية.
فتعالوا معنا نقضى إجازة سعيدة وليكن قول رسولنا صلى الله عليه وسلم نهجا لنا:"عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ، وَالْمَرْأَةَ الْمِغْزَلَ",ولنجعل أولادنا يستفيدون من هذا الوقت الطويل ليقضوا وقتهم معالأسرة السعيدة التى تنمى بداخلهم حب العائلة وتنمي مهاراتهم وهواياتهم وتعلمهم أصول دينهم، هذا الوقت فرصة لحفظ القرآن الكريم وقراءة تفسيره وبناء الشخصية والحفاظ على الهوية المصرية وزرع روح الانتماء الوطنى لدى أولادنا ليكونوا جيلا صالحا لنفسه ومجتمعه ووطنه.
ساحة النقاش