إشراف الملف: أميرة إسماعيل - سمر عيد – أسماء صقر –ابتسام أشرف – هدى إسماعيل
تختلف الحالة النفسية والمزاجية للأفراد وفقاً لاختلاف المناخ وفصول السنة لكن يربط البعض برودة الشتاء بالاكتئاب والحزن، فهل يسبب الشتاء اكتئاب من نوع خاص أم هى مجرد شائعات ووجهات نظر ترتبط بتجارب حياتية فى فصول السنة؟ وإن كان فماطرق الوقاية منه؟ وهل يمكن علاجه فعلا؟ ولماذا يعاني أشخاص دون غيرهم منه؟ وما الأعراض التي ينبغي على الشخص عند ظهورها مراجعة الطبيب؟
فى البداية يقول د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي والمخ والأعصاب: لاينبغي على أي شخص أن يشخص لنفسه المرض ويصف العلاج لحالته من تلقاء نفسه، فهناك بعض الأشخاص يتهاونون بالاكتئاب أو يفسرونه على أنه مجرد ضيق من مشاكل الحياة اليوميةوهذا أمر خاطئ فإذا شعر أي شخص بالضيق وعدم القدرة على القيام بمهام حياته العادية فعليه مراجعة الطبيب النفسي على الفور.
ويتابع: اكتئاب الفصول أو ما يعرفبـ"الاضطراب العاطفي الموسمي" مشكلة لها شقين الأولالجينات الوراثية لدى الشخص ومدى قابليته للإصابة بالاكتئاب،والثانيطبيعة وكيمياء الشخص نفسه،علما بأن هناك أشخاصاصباحيين وآخرين ليليين، وأشخاص صيفيون وغيرهمشتويين،أي أن طبيعة الشخص نفسه ودرجة إفرازه للعرق وتأثره بالحر والبرد وضغطه وأمراضه الوراثية وغيرها كل هذا يلعب دورا كبيرا في إصابة أشخاص باكتئاب الشتاء،والعكس صحيح فقد يصاب بعض الناس باكتئاب الصيف، ومن أعراضه النوم الكثير والصداع والشجار المستمر مع الآخرين بسبب أو بدون، لكن نسبة من يصابون باكتئاب الصيف أقل ممن يصابون به فى الشتا.
ويوضح د. فرويز أعراض اكتئاب الشتاء والتىينبغىمراجعة الطبيب فور ظهورها قائلا: من أعراض الاكتئابالموسمىالعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على القيام بالمهام الحياتية المختلفة والرغبة فى النوم والشعور بالخمول، والإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن أو العكس، ويعد من أخطر الأعراض التفكير في الانتحار والتخلص من الحياة، فإذا ظهر أي عرض على المريض عليه التوجه إلى أقرب طبيب نفسي على الفور،ويجب أن نعرف أن هذا المرض يسبب خللا في نسبة هرمون السعادة "السيترونين"، و"الميلاتونين" في الجسم،وطبعا يعالج الطبيب مثل هذه الحالات بمضادات الاكتئاب، والتعرض للضوء الشمس والجلسات العلاجية الجماعية أو المنفردة،وهذا المرض يصل أوجه في شهر ديسمبر ويناير وفبراير أي أشهر السنة الباردة ثم تبدأ الأعراض تنتهي رويدا رويدا في مارس وإبريل وتكاد تختفي تماما في مايو،ويعد سكان البلدان الباردة والتىيغطيها الجليد في فترة الشتاء أكثر عرضة للإصابة بالمرض عن غيرها من البلدان التي تظل مشمسة حتى في أشهر الشتاء.
طرق الوقاية
يقدم د. أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي نصائح مهمة للوقاية من اكتئاب الشتاء ويقول: الاكتئاب الموسمي مشكلة لها علاج ويمكن الوقاية منها إذا ابتعد الشخص عن مثيرات الاكتئاب فبعض الأشخاص يكونون أكثر حساسية وتفاعلا مع الأحداث السلبية في الحياة من غيرهم،وعلى الشخص أن يبتعد عن كل مايثيره ويسبب له الحزن والكآبة في الصيف والشتاء،وأنصح من يصابون باكتئاب الشتاء بتناول أطعمة مفيدة وصحية كالخضراوات والفواكه والتعرض لأشعة الشمس لفترة لا تقل عن 1/3 ساعة يوميا وممارسة الرياضة والحركة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية الفعلية ومقابلة الأصدقاء بدلا من التحدث إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الإنسان في عزلة حقيقية ولا يتحدث إلا مع هاتفه المحمول.
ويستطرد: الاضطراب الموسمي قد يؤدي إلى أنواع كثيرة من الاكتئابويكون علامة ودليل على دخول الشخص في اكتئاب ثنائي القطب والذي قد يصل به إلى الهوس أو الانتحار فيما بعد، لذا من الضرورىمراجعة الطبيب فورا،وقد تقل حدة هذا النوع من الاكتئاب لدى بعض الأشخاص بحيث يمكن السيطرة عليه بتمرينات التنفس "شهيق وزفير" أو المشي أو الركض وسماع الموسيقى، ويرى الكثير من العلماء أن هذا النوع من الاكتئاب كالحساسية الموسمية التي يصاب بها الشخص وتجعله يسعل أو تجعل عينيه ملتهبتان.
الفئات الأكثر عرضة له
يعرف د. أحمد عثمان صالح، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة أسيوط الاكتئاب الموسمي على أنه ذاك النوع من الاكتئاب الذي يأتي ويذهب مع الفصول، موضحا أسباب الاصابة به قائلا: أسباب الاكتئاب الشتوي عديدة منها؛ وجود تاريخ شخصي بالإصابة بالاكتئاب، والنوع الاجتماعي حيث ثبت علميا أن النساء أكثر إصابة بالاكتئاب الموسمي من الرجال، وتصل نسبة إصابة النساء إلى أضعاف نسبة الرجال في الإصابة بهذا المرض ببعض الدول المثلجة، وكذا التاريخ المرضي العائلي، كما يمثل العمر أحد مسببات المرض فمن هم أكبر من 20 عاما أكثر إصابة بالمرض من غيرهم.
أما عن كيفية العلاج فيقول: يستخدم العلاج المعرفي السلوكي لتنقية الأفكار السلبية لدى الشخص واستبدالها بأخرى إيجابية، كما تستخدم علاجات عدة منها التعرض للضوء وأشعة الشمس من الساعة 10 صباحا وحتى 2 ظهرا حوالي نصف الساعة، وتناول فيتامين "د" للسيطرة على هذا المرض.
ساحة النقاش