بقلم: حنان سليمان
على الرغم مما تحققه الدولة من إنجازات يوما تلو الآخر من مشاريع قومية ومدن وكيانات صناعية ومشروعات خدمية إنسانية إلا أن قوى الظلام لا تتورع محاولاتها الخبيثة في خوض حرب الشائعات والتي تسعى من خلالها لتهديد استقرار الدولة والتلاعب بمشاعر المصريين، لكن الحقيقة أن الشعب المصري قدم نموذجا متفردا في مكافحة الإحباط خلال لحظات التحدي، وكان الحائط الصد أمام أي محاولات لنشر هذه الشائعات خاصة في القطاعات الخدمية والحيوية بالدولة.
ومن الجلى للجميع أن الهدف من الشائعات والأكاذيب التي يروج لها عبر مواقع التواصل اغتيال العقول الشابة والأجيال المقبلة ومحو تاريخهم وإنجازاتهم والسيطرة عليهم، وهو ما يؤكد على أهمية الإستراتيجية المتكاملة لصناعة الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يمكن أن يتم ترويجها، على أن يشارك في ذلك مؤسسات مختلفة ومتنوعة ومشاركة المجتمع المدني في التصدي لأى محاولة تستهدف تدمير الأوطان وتشويه الإنجازات.
وتعد الشائعات أحد أبرز وسائل أهل الباطل فى صراعهم مع أهل الحق بل أهمها، فالخبر الخاطئ قد يحدث أزمات بين الناس، لذا فإن التحرى والتدقيق والتفكير فى كل ما ينقل أو يسمع أو يقرأ أو ينشر ضرورة، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فليس كل ما يسمع يقال، وعلى الإنسان أن يتحرى الدقة فى كل كلمة قبل ترويجها.
كما أن هناك مشكلة بالنسبة لمستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك نقل ومشاركة للأخبار دون تثبت من صحة الخبر فقط لمجرد النقل و"الشير" ومسابقة الغير فى سرعة نشره، وهذا أمر ممقوت، لذلك تبقى أزمة صناعة الوعى فى المجتمعات ومواجهة حرب الشائعات التى تستهدف استقرار البلاد والترويج بمعلومات مغلوطة حول مختلف القطاعات الشغل الشاغل، ويبقى المواطن هو حائط الصد الأول فى هذه المعركة التى تشنها جماعات ومنظمات دائما ما تسعى لنشر الفوضى والشائعات وبث الفرقة لتحقيق أهدافها.
إن صناعة الوعى هى الملاذ الآمن لمستقبل الأوطان، ومن يفقد الوعى يفقد الماضى والحاضر والمستقبل، وهى ضمانة لتجاوز الأزمات، وهناك مهمة أيضا على المواطن فى عدم الاعتماد على ما يبث من رسائل أو شائعات وهمية على مواقع التواصل والاعتماد على المصادر الرسمية فقط فى استقاء المعلومات.
ساحة النقاش