كتبت: هايدي زكي 

أحيانا كثيرة يصعب علينا مذاكرة مادة دراسية عن أخرى ونرفض استيعابها وتقبلها وقد يكون ذلك بسبب الظروف أو طريقة التدريس أو القدرات الفردية من طالب لآخر، وعادة ما نطلق عليها المادة الصعبة أو المعقدة، فما الأسباب وكيف نواجه ذلك؟ وما الحلول لتقبل مواد نعتقد لسبب أو لآخر أنها صعبة علينا؟ 

البداية مع د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس وتقول: التعليم عملية تراكمية، ومع الوقت يكتشف الطالب بأن هناك مادة صعبة وقد يصفها البعض بالمعقدة وأنه أمام أمر واقع وعليه مذاكرتها والحصول فيها على درجات مرتفعة وإنجازها على أكمل وجه، فيسأل الكثير من الطلاب ماذا أفعل وأنا لا أحب المادة ولا أستطيع مذاكرتها؟ وذلك قد يرجع إلى عدة أسباب قد يكون بسبب إهمال المدرس الخاص بالمادة وعدم الاستعانة بالسبل الصحيحة لتوصيل المعلومة، أو لعلاقة سيئة بين الطالب والمدرس سواء عنف أو ضرب أحيانا، أو تعرض الطالب لموقف سيئ لا ينسى خلال تلقيه هذه المادة أو لامبالاة وعدم اهتمام، فهناك الكثير من الطلاب مثلا على الرغم من الذكاء والمهارة الرياضية التى يتمتعون بها وقدراتهم الحسابية فهم يكرهون الرياضة ويعتبرونها مادة صعبة وذلك بسبب إهمال وعدم إدراك لموهبتهم وقدراتهم الذهنية ما يؤثر بالسلب عليهم، لكن نحن أمام أمر واقع مادة سواء أدبية أو علمية فى المدرسة أو الجامعة علينا النجاح فيها، وحتى يتحقق ذلك فأولا علينا معرفة أهدافنا وتحديد مشكلاتنا فإذا تم الاعتراف بوجود مشكلة مع مادة ما فهذا هو بداية الطريق للنجاح والتفوق. 

التربية هي الأساس 

ترى د. رحاب أحمد، أستاذة التربية بجامعة الأزهر أن التربية هى الأساس إلى جانب طرق التدريس التى يقوم بها الأهل أو المؤسسات التعليمية، فأحيانا كثيرة قد نستخدم وسيلة ما للمذاكرة ونعتقد أنها مناسبة، ومع مرور الوقت نكتشف أنها خطأ ونتيجة لذلك يحدث ترسيخ ذهنى للطالب بأن هناك مادة ما صعبة والأخرى سهلة، إلى جانب أن الأهل وغيرهم من المؤسسات قد لا تتعامل مع الطالب على أن له قدرات وإمكانيات تختلف عن الآخرين، وما يتفق فى طريقة مذاكرة مع شخص لا يتفق مع الآخر، ومن هنا تأتى المشكلة وأساسها عدم الوعى والإدراك من المحيطين بالطالب لأنه عبارة عن ورقة بيضاء نحن من نرسم ونخطط فيها، فإذا كان هناك تنسيق وتوضيح لقدرات هذه الورقة لأصبحت لوحة جميلة متكاملة، لكن إن كان هناك جهل من البداية بأسس الرسم فستصبح لوحة بها الكثير من العيوب، وهذا ما يحدث بالفعل مع اولادنا فنحن بحاجة الى دراسة وتقييم أبنائنا لتحديد طرق المذاكرة الصحيحة التى تناسبهم.

وتضيف: على الطالب تقسيم المادة الصعبة إلى أجزاء مع فترات من الراحة بين الوقت والآخر للابتعاد عن الملل، والبدء بالمواد السهلة ثم الصعبة، ويسأل الطالب نفسه لماذا لا أجدها مادة ممتعة ككل المواد الأخرى؟ هل لأنها مملة ولا تفيدنى فى المستقبل؟ وهل المشكلة في أستاذ المادة فهو غير متمكن منها أو لا يستطيع أن يحببنى فيها؟ وبعد ذلك يبدأ البحث عبر الإنترنت وسؤال المتخصصين عن فائدة دراسة المادة فمن الممكن أن تكون هذه المادة التي يكرها هي أكثر ما سيحتاج إليه فى المستقبل.

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 334 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,600,264

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز