اسماء صقر
أيام قليلة وتستقبل العام الجديد بقائمة طويلة من الأماني والأحلام والدعوات التي ندعو الله أن تتحقق فيه مع رغبة أكيدة في نسيان أى تجربة سيئة في الماضي والتمسك بالطاقة الإيجابية والتفاؤل ووضع قائمة. بالأهداف التي ستسعى لتحقيقها مع تدوين كل الإنجازات التي نجح كل منا في تحقيقها في العام الماضي حتى لو كانت بسيطة لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
د. أحمد خيري حافظ أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقدم في هذا الحوار بعض النصائح التي يمكن استقبال العام الجديد بها لنتخلص من أى طاقة سلبية وتعزز طاقتنا الإيجابية.
في البداية كيف تتخلص من تجارب العام الماضي الصعبة ونضع أسسا لبدايات جديدة؟
الأصل في الإنسان هو النظر للمستقبل وبالتالي عليه أن يتقدم للأمام باستمرار، ويجب عليه تقييم تجاربه بشكل موضوعي كي يحقق إنجازات في المستقبل، مقيمة الإنسان أن يتعلم من التجربة التي تكسبه خبرة ويظل في تقييم دائم للذات ويمكن التخلص من تجارب الماضي دون ترك أذى نفسي من خلال استنتاج الحكمة أو الفائدة الإيجابية من التجربة السيئة كفقدان شيء أو علاقة حب لم تتم بالزواج وتدوينها في المذاكرات اليومية حتى لا تطاردنا الأفكار السيئة والوساوس، والحرص على شغل أوقات الفراغ بالقراءة في عدة مجالات كالأدب والفن والرياضة وغيرها، وتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين والتفكير في النجاح والإبداع في المجال الذي يرغبه الإنسان، وتعلم شيء جديد أو هواية يحب ممارستها، ما ينعكس ذلك على الحالة النفسية وتجعله أكثر إيجابية ولديه رغبة في البدء من جديد وكذلك الحرص على تذكر الأحداث والذكريات السعيدة لخلق
روح التفاؤل بداخلنا وكيف نتخطى الإخفاقات التي واجهتنا في العمل ونحقق النجاح والتميز؟
التخطيط الجيد ووضع هدف للنجاح والترقى والتعاون من مقومات النجاح في العمل، فالتميز والإبداع يأتي من كتابة الإيجابيات والسلبيات، وسؤال النفس هل حققت هدفها أم لا؟ وما المشكلة التي تقف في طريقي لتحقيق هدفي؟ مع ضرورة السعي لتحسين وعلاج السلبيات بإتقان واجتهاد لتحقيق النجاح في الحياة العملية.
وما سبل تحقيق النجاح والتفوق الدراسي؟
بالنسبة للتعليم ما قبل الجامعي يمكن البدء من جديد من خلال التدريب على تنمية مهارات التذكر والاسترجاع والقدرة على التعبير وهذه مهارات يجب أن يدركها المعلم في الفصل المدرسي، وعليه مساعدة الطالب على تنميتها ومعرفة الفروق الفردية بين الطلاب، أما بالنسبة للتعليم الجامعي فيجب على الطالب اختيار الكلية التي يرغبها وتناسب قدراته الفكرية، وعليه اختيار التخصص الذي يحتاجه سوق العمل، وأصبح هناك توجه للتعليم الفني ولكليات الذكاء الاصطناعي، ولتحقيق النجاح والتفوق يجب على الطالب أن يدرك أنه يستطيع تحقيق طموحه في جميع المجالات وعليه مواكبة التطور التكنولوجي.
وكيف نحافظ على الاستقرار الأسري وإنهاء الخلافات
بين أفراد الأسرة؟
السعادة قرار ويجب على الزوجين أن يكون بينهما تفاهم ومودة واحترام، فعلينا أن تدفع أبناءنا للفرحوالطاقة الإيجابية من خلال التجمع الأسرى والحديث أمامهم أن الغد والمستقبل أفضل لكي نبث روح الأمل والرغبة في تحقيق النجاح داخلهم، وحتى تنهي أي خلافات أسرية يجب على الزوجين مواجهة المشكلات بهدوء وحكمة والعمل على حلها دون الحديث عنها مرة أخرى كي لا نصاب بمشاعر الإحباط والحزن والعصبية نتيجة التراكمات النفسية التي بداخلنا، وأيضا لابد من تخفيف الضغط النفسي على الأبناء من خلال الحوار معهم وتعريفهم بظروف وميزانية الأسرة، مع ضرورة الاهتمام بتعليمهم وتفوقهم الدراسي من خلال متابعتهم والمذاكرة معهم.
وماذا عن العلاقات الزوجية وكيف يمكن تقويتها؟
يقوم الزواج على خمس قواعد هي النضج النفس والاجتماعي والعقلي والمادي والأخلاقي، ولابد من توافر هذه القواعد كي ينجح الزواج، وعلى الزوجين أن يدركا أن السعادة قرار قائم على التفاهم والمودة والاحترام والرحمة بينهما.
من وجهة نظرك كيف يحسن الوالدان من علاقتهما مع الأبناء في العام الجديد؟
هناك صراع أجيال بين الآباء والأبناء خاصة مع تحديات السوشيال ميديا وتغيير أفكار القيم عند الأبناء، لذلك يجب على الوالدين التقرب من الأبناء وبناء جسور من التواصل معهم وسماع مشكلاتهم وفهم احتياجاتهم، وتقديم نموذج للقدوة الأسرية متمثلا في أحد الوالدين، مع ضرورة الاهتمام بغرس الثقة بالنفس بداخلهم وإعطائهم الأمان والحرية والاستقلالية، والحرص على تربيتهم منذ الصغر على تحمل المسئولية واتخاذ القرار، وتدريبهم على مواجهة. المشكلات والعمل على حلها بشكل إيجابي. وما العادات والسلوكيات التي يجب أن تتخلى عنها
كي لا نتعرض لتجارب صعبة في العام الجديد؟ يجب تغيير كل العادات والسلوكيات المرتبطة بالتفكير غير العقلاني، والتخلى عن النظرة التشاؤمية للأمور، وتجديد الرغبة في حب الحياة ووضع أهداف محددة يسعى من خلالها الإنسان لتحقيق طموحاته. أخيرا ما الأمور التي تحتاج أن تنميها في أنفسنا مع العام الجديد؟
يجب أن ننعى دور المعرفة والعلم بداخلنا من خلال عودة قراءة الكتب الأدبية والعلمية وعدم الاعتماد بشكل كلى على الإنترنت والاهتمام بتنظيم الوقت وشغل أوقات الفراغ من خلال ممارسة الرياضة لأنها تعيد التوازن الفكري والنفسي وتحافظ على الصحة البدنية، والبعد عن التوتر والمشاحنات مع الآخرين. والتركيز على الجوانب الإيجابية بداخلنا، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة تتسم بالتعاون والحب، وخلق ذكريات سعيدة معهم تظل ساكنة في أنفسنا.
ساحة النقاش