نهى عبدالعزيز
لرمضان طقوسه الخاصة في أكبر بلد مسلم في العالم حيث إن للإندونيسيين طقوس وعادات حافظوا عليها منذ دخول المسلمين إلى البلاد ففي نهاية شعبان يبدأ الإندونيسيون بتزيين بيوتهم والمساجد والشوارع بزينة رمضان الخاصة.
سوق شعبان في بعض المناطق وهو يسمى (دورديران) أو (داندانجان) هو السوق الذي يتبضع منه الإندونيسيون حاجات رمضان، وهو سوق كبير تعرض فيه حوائج الناس الخاصة برمضان من حاجات منزلية وأطعمة وألعاب وغير ذلك، ويقام هذا السوق غالبا في الميدان الواسع أمام مبنى المدينة أو في الحديقة العامة ويغلق أبوابه أول أيام عيد الفطر السعيد.
عند إعلان رؤية الهلال فإن الأفراد يقومون بقرع الطبول داخل المساجد حتى السحور وهي عادة تسمى "البدوق" احتفالاً بقدوم الشهر المبارك، ويغنون في الشوارع "أهلاً يا رمضان"، و "مرحبا يا رمضان".
اعتاد أهل إندونيسيا في اليوم الأول أن يفطروا في الأماكن العامة أول يوم في رمضان، حيث تذهب العائلات إلى المساجد والحدائق والميادين في أنحاء البلاد ويحضرون الموائد الكبرى ليجتمع جميع الناس في هذه السفر لتناول إفطار أول أيام الشهر الفضيل، على هذه المائدة يفطر الصائمون بشرب الماء وأكل التمر فقط، ثم يصلون المغرب وبعدها يعودون إلى المادة لأكل الوجبة الرئيسية.
ولأننا نعرف أن إندونيسيا تتكون من أكثر من 17 ألف جزيرة فنتوقع اختلاف بعض العادات داخلها فمثلاً في جزيرتي بالي وجاوة الغربية، هناك ثقافة لتناول الطعام معًا بمثابة الاعتذار عن أخطاء الماضي لأحبائهم، وهناك تقليد الزيارة، وهي زيارة قبور أحبائهم وهذا التقليد بالنسبة لهم ليس فقط لتذكر هؤلاء الناس ولكن أيضاً ليتذكروا أن هناك حياة الآخرة.
تتنوع المائدة الإندونيسية في أيام رمضان وأكثر ما يشتهر به الإندونيسيون هو الإفطار بشراب "تيمون سورى" أو بالتمر واللبن، وتعتبر حلوى الكولاك من أشهر الحلويات الرمضانية وهي بطاطا مسلوقة وممزوجة بجوز الهند والسكر، كما يعد الأرز "ناسى يورينغ" الطعام الرئيسي في إندونيسيا، والذي يؤكل مسلوقًا أو مقليًا، ويطهو الإندونيسيون طعامهم في حليب جوز الهند والزيت، كما أن طعام "أبهم" أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها الإندونيسيين، وهو عبارة عن نوع من الحلوي أشبه ما يكون بـالكعك ويقدم التمر إلي جانبه.
وتعتبر المساجد أكثر الأماكن التي يرتادها الإندونيسيون في رمضان، وفيها تقام حلقات قراءة القرآن حيث يجلس الإندونيسيون على شكل دوائر يجلس في منتصفها أحدهم والبقية من حوله في المساجد في منظر يميزهم عن غيرهم، كما تقام بعد صلاة التروايح الاحتفالات الدينية والمدائح النبوية.
وينتهز الأفراد فرصة رمضان ليتصالح المتخاصمون، وتقام حفلات التصالح هذه عادة في المساجد، وتسمى عندهم "حلال بحلال" ويشرف على ترتيب المجالس التصالحية وجهاء الناس وعلماؤهم، هذا بالإضافة إلى تقليد "نغابوبوريت" حيث يخرج الناس قبل وقت تناول الإفطار ويشترون الطعام من الأسواق أو أكشاك الطعام المتوفرة بشكل خاص في رمضان.
ويعد المسحراتي جزءا من عادات رمضان التي اعتاد الإندونيسيون على سماع صوته وطبلته لإيقاظهم على السحور.
ساحة النقاش