كتبت: أميرة إسماعيل 

 

لا أحد ينكر أن الخلافات المالية هى من أكثر المشكلات الأسرية حدوثا خاصة مع وجود الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة وتزايد احتياجاتهم ومتطلبات، بجانب ارتفاع أسعار الكثير من السلع الأساسية، ما يطرح سؤالا ملحا كيف يمكن تجنب تلك الخلافات؟،

"حواء" تقدم لك من خلال المختصين طرق التعامل مع الأزمات المالية وكيفية مواجهة المشكلات الاقتصادية بالحوار والمشاركة بين كافة أفراد الإسرة.

 

فى البداية تقول فاطمة عبدالفتاح، طبيبة: احتفظ  بجزء من مصروفات المنزل لمواجهة أى ظروف طارئة، واتفقت مع زوجى على ذلك مع تقسيم المصروفات إلى أولويات وذلك بمشاركة الأبناء حتى نعلمهم تحمل المسئولية.

 

وترى شيماء حمدى، موظفة أن الخلافات المادية أصبحت كثيرة الحدوث بسبب ارتفاع الأسعار المستمر، والسبيل الوحيد لمواجهتها هو الاتفاق بين الزوجين على ترشيد الانفاق والاستهلاك، مع اعتماد ثقافة "الاستغناء" فى حالة عدم القدرة على شراء بعض الاحتياجات خاصة إن لم تكن ضرورية.

 

بينما يرى محمد محمود، أعمال حرة أن الزوج هو المسئول عن توجيه الأسرة للإنفاق حتى لا تتكرر الخلافات المادية، مع ضرورة تعاونه مع الزوجة، لأن التفاهم والحوار الهادئ قادرين على عبور أي أزمة.

 

"الحل فى التكيف مع كافة الأوضاع والقناعة بالقليل".. هذا ما ذكره السيد على، موظف، ويقول: لابد أن نتعود على إدارة الموارد المالية للأسرة بالتكييف مع المتاح والقناعة به، وتربية أبناءنا على ذلك.

 

عوامل مادية 

تقول د. هند فؤاد السيد، أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: الضغوط الاقتصادية وتحديات الحياة المادية كثيراً ما تنعكس على الأسرة بجميع أفرادها، وهناك العديد من العوامل المادية المؤثرة في الأسرة  مثل ضعف الدخل وغلاء المعيشة ما يجعل أفرادها في حالة ضغط دائم لتلبية الاحتياجات الأساسية، بجانب تطلع الأبناء أو الزوجة في مستوى معيشة أعلى من قدرة الأب أو المسئول عن الإنفاق، ما يثير شعوراً بالحرمان ويولد الخلافات، كما أن تراكم الالتزامات المالية مثل القروض أو الإيجارات يؤدي إلى قلق دائم وهو ما ينعكس في شكل مشادات وصراعات أسرية، وفى بعض الحالات يفقد أحد الزوجين عمله، فتتحول الأزمة الاقتصادية إلى نفسية واجتماعية تهدد تماسك الأسرة.

 

وتضيف: من الآثار الاجتماعية والنفسية للخلافات المادية ضعف التفاهم وتباعد المشاعر بين أفراد الأسرة، العجز عن مواجهة الأعباء الاقتصادية ما يولد شعوراً بالفشل والإحباط، وقد تتحول المشاحنات المالية إلى عنف لفظي أو جسدي داخل المنزل ويعيش الأبناء حالة من القلق وانعدام الأمان، ويمكن مواجهة تلك الأزمات من خلال الحوار الأسري وفتح قنوات النقاش بين الزوجين والأبناء لتوضيح الإمكانات المادية المتاحة وتحديد أولويات الإنفاق، ووضع ميزانية شهرية واضحة تتناسب مع الدخل، مع تخصيص جزء للطوارئ، مع ضرورة تربية الأبناء على ثقافة القناعة والتمييز بين الحاجات الأساسية والكماليات، والاستفادة من برامج الحماية الاجتماعية أو الجمعيات الأهلية عند الحاجة، ومشاركة الأعباء بين الزوجين، وتشجيع الأبناء الكبار على المساهمة في تحسين الدخل .

 

تجنب الاستدانة

تقول هاجر مرعى، خبيرة العلاقات الأسرية واستشارى الصحة النفسية: تمثل الأزمات المالية مصدر للقلق والخوف من المستقبل، فالكثير من الناس لا تعرف أن الضغوط النفسية وقلة النوم والتوتر قد يكون بسبب الخوف من تفاقم المشاكل المادية أو الضغوط، أما التأثير المباشر للأزمات المالية فهو واضح فى طريقة حوار الزوجين، فأحيانا يتهم طرف الآخر بأنه أهمل فى تأمين المستقبل أو أنه مبذر ولا يفكر إلا فى نفسه أو يتعامل كل طرف بوجهة نظره بدون مشاركة، أما الأبناء فأحيانا تكون المشاركة غير مجدية لأن الأبوين يشتكيان لهم دون توضيح دورهما فى هذه المرحلة، كما أن الاستدانة توتر العلاقات الاجتماعية، فيشعر الطرفين بالإحباط وعدم القدرة على الظهور بشكل اجتماعى جيد كما يتمنون وكذلك قدرتهم على حضور المناسبات وتقديم المجاملات اللائقة. 

وتقدم مرعى طريقة العلاج قائلة: يجب وقف اللوم وإسقاط المسئولية على طرف واحد مع رصد الأخطاء والاتفاق على علاجها "بالحل العملى"، ووضع خطة مالية اقتصادية لمدة ٦ أشهر قابلة للتجديد بالاتفاق على ترتيب الأولويات بمشاركة الأبناء، مع ضرورة فصل العلاقات العاطفية بين أفراد الأسرة عن الأمور المادية واختيار الوقت المناسب للحديث عن المشكلة وحلها وبالتالى تصبح التجربة خبرة وليست أزمة.

 

مهاراتك.. طوق النجاة وقت الأزمات المالية

توضح د. نعمة مصطفى رقبان، أستاذ ورئيس قسم إدارة المنزل والمؤسسات ووكيل كلية الاقتصاد المنزلى لشئون البيئة وتنمية المجتمع الأسبق بجامعة المنوفية أنه يمكن مساعدة الأسرة لتجنب الأزمات المالية ببعض الإرشادات البسيطة ومنها: فى حالة توافر مبلغ من المال "فائض عن الحاجة" يمكن استثماره فى شراء بعض الأسهم ذات عائد مرتفع أو وضعه فى حساب توفير فى البنك وذلك بالاتفاق بين الزوجين حتى يتم ضبط الميزانية وفق المال المتاح وعدم التورط فى متطلبات تزيد عن الحاجة أو تضطرنا إلى مزيد من المصروفات.

وتنصح د. نعمة ربة المنزل بأن تحاول تطوير مهاراتها مع الاستعانة بالتكنولوجيا لأنها تثقل من مهاراتها وتستثمر طاقتها فى إدرار الدخل الإضافي لأسرتها مما يمثل طوق نجاة فى وقت الأزمات المالية، فإذا كان لديها بعض المهارات فى إعداد المفارش الكروشيه على سبيل المثال فيمكنك عمل مفارش بأفكار جديدة ومبتكرة ثم تسويقها عبر المنصات الإلكترونية المتعددة، كما يمكن ابتكار أفكار مثل إعداد حفلات أعياد الميلاد والأفراح وإعداد "الحلوى والتورت" وذلك من خلال الاستعانة والاستفادة من الدورات التدريبية المتاحة عبر الانترنت والتى تتعلم منها الاحتراف.

 

وتتابع: ومن الأفكار التى لا تبلى أبدا تعلم الحياكة وفى مقدمتها تعلم خياطة ملابس الأطفال، فإعداد ملابس الأطفال فى سن صغيرة وألعابهم يخفف عن الأسرة عبئا كبيرا، وبالتالى يمكن للزوجة حياكة ملابس أخرى بأقل تكلفة، وأنصح هنا الزوج أيضا بأن يتعاون مع زوجته وألا يبخل فى المساعدة فى أعمال السباكة أو أعمال الصيانة وتوفير هذه المصروفات لأمور أخرى وأن المشاركة والتفاهم بين الزوجين هو إساس نجاح الأسرة.

المصدر: أميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,526,225

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز