<!-- <!-- <!--
رأيتها في المؤتمر العلمي السادس عشر لكليتي الحبيبة إعلام القاهرة عن «الإعلام وقضايا الفقر والمهمشين» تحت رعاية الوزير الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن والدكتور حسام كامل رئيس الجامعة والدكتورة ليلي عبدالمجيد رئيس المؤتمر وعميدة الكلية.
لفتت نظر الحاضرين برقتها عندما طلبت المشاركة وأثارت الإعجاب والفخر عندما عرفتنا بنفسها الدكتور مايسة أبويوسف عميدة كلية الإنسانيات بنيوچيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
الله عليك يا مصر وعلى أولادك عظيمة يا مصر يا أم الهرم ، سفيرة جديدة من بناتك ترفع اسمك فى الغربة وتعتلى منصباً كبيراً فى أكبر دولة فى العالم .
حواء حاورتها وسعدت بلقائها وسعدت أكثر عندما علمت منها أنها شقيقة الدكتورة إيناس أبويوسف الأستاذ بقسم صحافة بالكلية وزميلة دفعتى ..
لم أستغرب نجاحها وتفوقها والمنصب الذى وصلت إليه لأنها تربت فى بيت فن وعلم وحب وعطاء الأم الفنانة المثقفة القديرة إحسان القلعاوى والأب الكاتب السينمائى محمد أبويوسف .
حواء مع المصرية الجميلة خمرية اللون .. خفيفة الظل التى شرفت المرأة المصرية فى الغربة ولم تنس جذورها الدكتورة مايسة أبويوسف عميدة كلية الإنسانيات بنيوچيرسى .
جامعة القاهرة هي الأم
بدأت حديثها معى عن جامعة القاهرة الأم التى تخرجت منها فى كلية الآداب ليسانس انجليزى عام 83 وأخذت الماجستير من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتقريبا أنهت الدكتوراة فى مصر ، وذهبت إلى أمريكا وعملت هناك برنامج دكتوراه جديد فى الترجمة : تركت مصر وأنا مدرس مساعد بآداب القاهرة وعندما عملت برنامجاً جديداً للدكتوراه تعينت مباشرة هناك فى الجامعة «فى برج» ونقلت بعد ذلك أستاذا مساعدآ فى نيوچيرسى وأصبحت أستاذاً كاملاً فى الأدب المقارن وخلقت كما يقولون برنامج «دراسات الشرق الأوسط» فى الكلية لأول مرة وعملت مواد جديدة عليهم خاصة فى اللغة العربية فجعلته أربع مستويات، الأدب المقارن عموما، وعملت مادة جديدة، تخدم الأدب العربى ما قبل الجاهلية حتى وقتنا هذا .. والأدب العربى الأمريكى تاريخ العرب الحديث بعد الحرب العالمية الأولى ، وحاليا نقدم برنامجاً مدته ست سنوات يتخرج الطالب ومعه الماچستير وجزء أساسى منه معرفة بالحضارة العربية والمصرية بالخصوص، لم أنس بلدى أبدا فجامعة القاهرة هى الأم، هى التى أعطتنى العلم والثقة والفرصة فى أن أعمل الذى أريده طالما عندى الامكانيات، والثقة بالنفس تستطيع أن توصلك لأى شئ .
وأسأل الدكتورة مايسة عن المشاكل التى قابلتها فى بداية غربتها ؟
- تقول : المشاكل الأساسية فى عدم التأقلم على الجو الجديد وتحمل المسئولية من الألف إلى الياء .. وخصوصا عندما يذهب الإنسان بعائلة أو كحالتى «أنا وطفل» وتحديات أن توفقى بين عملك كأم لأن فى رأيى الشخصى أى إنسان مهما وصل إلى درجات عملية أو علمية هو أب أو أم من الدرجة الأولى وهذه هى الوظيفة الأولى لى ..
هل كان اختيارا صعبا ؟
- على الفور تقول : الدكتورة مايسة : نعم وخصوصا أننى كنت منفصلة عن زوجى وكانت نيتى الانتهاء من الدكتوراه والعودة إلى أرض الوطن ولكن حدثت مشاكل صحية لأبنى ولذلك جلست هناك مضطرة والحمد لله ربنا وفقنى فى هذا التوقيت الذى جلست فيه.. عُرض علىّ العمل وبدء معى العرض من قبل الدكتوراه ولأن جزء من برنامج الدكتوراه يكون تدريباً عملياً تدرس فيه مادة أو مادتين كان تقييمهم لتدريسى أن استمر معهم بصورة دائمة .
هل وجود أبنك معك كان يشكل عقبة ؟
- على الفور وحنان الدنيا فى عينيها كأم يعطينى دافع أن اتقدم علميا، فى نظريات تقول المرأة تجلس فى البيت وتكون أم .. أنا فى رأيى هذه نظريات فيها سلبيات لأن الإنسان بطبيعته يجب أن يكون معطاء، وأنا علشان أعطى فيجب أعطى فلذة كبدى أولا، ثم أعطى الآخرين لأن أبنى هو المستفيد الأول من أمومتى، وفعلا ابنى عمر أفادته التجربة وتخرج منذ عامين وحصل على علوم سياسية وعلاقات دولية واستطاع أن يعمل فى واشنطن D.C فى أعلى مستوى سياسى وحاليا علشان يعرف أن مصر هى الأم يفكر جديا فى العودة إلى القاهرة ويعيش فى مصر ويعيش التجربة المصرية ويحسن اللغة العربية ويشعر بجذوره وأنه يعمل فى الدولة الأم وليس فى أمريكا فقط .
هل يأتى مصر من أجل الزواج من مصرية ؟
- تقول الدكتورة مايسة يتزوج أمريكية أو مصرية ليست قضية بالنسبة لى وأنا مقتنعة بفكرة أن جميعها أديان الله حتى فى الجنسيات وكل ما يرضينى أن يتزوج إنسانة تراعى ربنا ، إنسانة مخلصة وصالحة أن تكون أماً ومربية، تعالى نتكلم بصراحة .. الأم عليها عبء أكثر من الأب فى التربية .. الأب ممكن يكون مصدراً للدخل والتوجيه .. لكن الأم بتـربى من الألف إلى الياء.
وهل تختلف الأم المصرية عن الأمريكية بكثير ؟
- تقول الدكتورة مايسة أبويوسف الأم الأمريكية مسئوليتها تنتهى عندما يبلغ الطفل 18 سنة ممكن الشاب يطلب حاجة تقول له قانونا خلاص «on your own» ولكن أنا فى فترة تواجد ابنى فى الجامعة كنت أعمل مرتين علشان أدفع مصاريف ابنى حتى لا يخرج مديونا بمليم .. هذا الذى تعلمناه فى بيتنا فى مصر حاجتان مفروضتان على الأب والأم التعليم والعلاج حتى لو كان هذا التعليم لدرجة الدكتوراه لازم الأهل يتكفلوا بهذا .
إصرار وتحد
تعلمنا من تجربة جدى من والدتى الإصرار، عندما أصر جدى على أن يدخلها تعليما فرنسيا ليس من أجل المنظرة ولكن علشان يتفتح أفقها إلى البعد الآخر وعاني كثيرا علشان يبقيها فى التعليم الفرنسى ودخلت آداب فرنساوى و في هذا الوقت بدء معهد الفنون المسرحية حاولت أمى اقناع جدى بالالتحاق بالمعهد وكانت فى الصباح تذهب كلية الآداب قسم فرنساوى وليلا معهد الفنون المسرحية وتخرجت فى الكليتين .. وعندما الإنسان يتربى فى بيت أم حاصلة على شهادتين فى وقت كانت الأمهات لا تحصل على شهادات، جدى كان يرعى التعليم فأصبح التعليم حاجة أساسية فى حياتنا وكذلك والدى خلص آداب لغة انجليزية فى وقت كان صعب لأى إنسان العمل فى أى فرع من أفرع الفن وقرر أن يكون كاتباً سينمائياً وتحدى عائلته ومتعنا بأفلام وسيناريوهات جميلة ووصل للذى يريده نشأنا فى بيت يحترم العلم ويقدر امكانيات الإنسان العلمية (طوبى لمن عمل بعلمه)
والدى رحمه الله كان آخر حاجة يقولها لنا قبل النوم تعلمت حاجة اليوم، أسعدت إنسان اليوم، لو الاجابة نعم نامى، لو الاجابة لا فكرى غدا تعملى الضعف، المفروض الإنسان يكون معطاء لأن العطاء جميل جدا، فى ناس تقول أن السعادة أجمل حاجة فى الدنيا، ولكن فى رأى السعادة إحساس مؤقت ولكن إحساس الرضا احساس دائم، يكون الإنسان راضيا عن الذى يعمله والحمدلله تجربتى فى أمريكا تجربة الرضا، وأقدم صورة لمصر وصورة للإسلام وصورة للمرأة المصرية عكس كل الذى يقدم بأنها سلبية ومقهورة ويعنى برنامج دراسات الشرق الأوسط بحاجة بسيطة جدا، قسم التاريخ طلب منى تدريس مادة تاريخ إسرائيل وقال لى رأيك ايه يا دكتورة مايسة قلت له لابد يكون فى توازن مادة تاريخ إسرائيل موازىا لها مادة التاريخ العربى لأن الطالب عندما نعطى له تاريخا معينا نعطى له التاريخ الآخر وخصوصا لوجود مشكلة بين إسرائيل والدول العربية ولابد أن يوجد وعى وهذا مبدأ دائما أعمله فى الأدب المقارن عندما أدرس جزء من الأدب الإسرائيلى ، أدرس فى نفس اليوم حاجة «لمحمود درويش» شاعر فلسطين وعندما ندرس حاجة من الأدب اليهودى القديم ندرس حاجة للخنساء علشان يكون فى موازنة، كل ذلك لأننى مايسة أبويوسف المصرية وفى أمريكا مثل جميل يقول أعطيه جذورا وأجنحة يطير بها وهذه فكرة أمريكا كلها مهاجرون من أماكن أخرى لهم جذور وأنا جذورى مصرية صميمة وخالى الفنان محمود القلعاوى زارنى العام الماضى وكلم ابنه وقال له أنا هنا فى أمريكا فرع الأزهر لأننى عندي مواعيد لأولادى يحضرون فيها وفى انضباط ورعاية وهذا يلتزم به كل المصريين.
وأسأل عميدة الإنسانيات الدكتورة مايسة أبويوسف ما الفرق بيننا وبينهم ومتى نكون مثلهم ؟
- تقول الدكتورة مايسة عندنا خطط رائعة ولا يوجد عندنا تطبيق ولا امكانات، والامكانات موجهة ليست عملية أو عقلية إنما تطبيقية وكما قالوا فى المؤتمر نعمل أبحاثاً ونخرج بنتائج رائعة طيب وبعدين ، أنا دائما أعلم الطلبة فى الأبحاث وفى أى حاجة فى الدنيا تعمل الاسئلة .
What - whay - How - What next
ونحن ينقصنا What next (ماذا بعد) نحن لا نفكر فيما بعد وهذا الفرق بين العقلية المصرية التى تنظـــر إلى الأبعاد والعقلية الأمريكية تنظر إلى النقطة التى هم فيها ونحن عنــدنا هذه الميزة ولابد نستغلها ..
وأنا متفائلة لأن نبدأ بالجيل الجديد وشجعت ابنى على عمل دكتوراه فى مصر وبالتالى لا نخسر جيلا نحن نخسر أجيالا وفى عائلات مصرية للأسف أولادهم لا يعلمون أى شئ عن مصر وهذه مشكلة المهاجرين ولكن أرجع وأقول أين رؤساء الجاليات ماذا يفعلون ، يعملون حفلات، وماذا بعد ماذا فعلت لهم والحمدلله هذا العام عملوا (العرب الأمريكان) للطلبة الذين ولدوا هناك يأتون مصر ويكون فى تعارف حضارى ويشوفوا الأماكن وهذا شئ جميل يحسب للسفارة والقنصلية ولكن لماذا لا نفعل ذلك أكثر عايزة يكون فيه تواصل كشعب وديانة .. لا يعلمون أى شئ عن الأقباط المصريين ويتصورون فى معظم الحالات أن المصريين المسلمين مثل ابن لادن.
وعندما أقول لهم أنا مصرية يقولون انت بتضحكى علينا .. وأنا لا ألوم المواطن الأمريكى هو يتعرض لما يعرض عليه الإعلام، المواطن الأمريكى لم يعرف أفغانستان وما هى باكستان حتى قامت الحرب، هذا لا ينفع انتظر تحدث حرب علشان الناس تعرفنى، دور الإعلام والقنوات الفضائية ويكون فى برامج موجهة وتوجد برامج موجهة للأسف تترجم برامجهم بالعربى أنا لا أريد هذا ولكن برامج تعرفهم نحن إيه والشارع المصرى هو إيه .. مصر ليست فقط الفقراء أو الزمالك ولا التجمع ولا الحجاب ولا النقاب، مصر لغاية الستينات لم يكن فيها حجاب ولكن كان فى وعى أخلاقى وكان فى فقر ولكن كان فى اقتناع ورضا والذى يملك يساعد من لا يملك، الإنسان كان مسئولاً عن الإنسان وكان فى قناعة وكان فى رضا ولكن ما أسميه الآن استفزازا أين الطبقة الوسطى فى المجتمع .. وللأسف الفقير يولد فقيراً فى أمريكا بنك الطعام وفى أمريكا فقر وجهل أكثر من مصر .
ولكن كيف تواجه أمريكا هذا ؟
تقول الدكتورة مايسة أمريكا تواجه الفقر عندها بنظام اجتمــاعى وبنـــوك للطعام .
ساحة النقاش