نحن نستخدم كلمة الاناقة كثيرا و نقرؤها فى الصحف و المجلات كل يوم،و لكن هل نعرف المعنى الحقيقى للاناقة؟
الواقع أن هذه الكلمات مظلومة جدا عندما نحكم على أناقة الناس و الاشياء من خلال وجهة نظر خاصة لا تخضع للمفهوم الصحيح المتعارف عليه. أننا بذلك نظلم الاناقة و الانيقات،و نظلم أيضا أنفسنا، ذلك أن الاصرار على الوضع الخاطئ يؤدى الى مزيد من الجهل بأصول الاناقة و يضيع فرصة تصحيح الخطأ فى الوقت المناسب.
و يحدث أحيانا أن نسمع سيدة تصف فستانا: فتقول أنه غاية فى الاناقة.. كله درابية. و تستطرد فى الوصف حتى تنضج حقيقة هامة،و هى أنه لا يوجد فى الفستان شبر واحد بدون درابية أو كشكشة. و هذا فى اعتقادنا هو قمة الاناقة!
فهل يمكن أن نقبل هذا المفهوم فى الوقت الذى لا يوجد فيه أى فستان من هذا الطراز فى أى كتالج من كتالوجات الموضة المحلية أو العالمية؟!
طبعا غير معقول،و لكن اذا حدث أن لفتت احدى صديقاتها نظرها الى هذه الحقيقة، فانها تغضب و ترفض النصيحة فى عناد و اصرار،و تعتقد أنها على صواب،و أن صديقتها اما مغرضة أو غيور
كذلك فإننا كثيرا ما نعتقد أن معنى الاناقة أن نرتدى فستانا تكلف الشئ الكثير،و أن نزينه بالمجوهرات الغلية أو المقلدة – و هو حد فاهم! – و لكن ليست هذه هى الاناقة. كما أن الحكم على درجة فهم الناس من خلال فهمنا يدل على القمور و الجهل و عدم التقدير الكامل.
و الواقع أن مقاييس الاناقة نسبية، فإنه من الممكن أن تقول أن فلانة تبدو أكثر أناقة من علانة، و ربما كانت الالنتان تريديان نفس قماش الفستان بنفس التفصيلة و مع نفس الاكسـسوارات. و ربما كان نفس مستوى الجمال واضحا، ربما كانت الانيقة أقل جمالا من الاخرى. فكيف ذلك؟
الاناقة فن
السبب أن معنى الاناقة أعمق بكثير من المعنى الذى نتداوله عادة،و هو يقتصر على المظهر المنسق، بينما الاناقة فى الحقيقة ليست مرتبطة بالذوق السليم فى اختيار الثياب و الماكياج و الاكسـسوار فقط،و انما ترتبط أيضا بكل الحركات سواء فى المشى أو الجلوس،و بطريقة الكلام و النظرة و الابتسامة و نبرة الصوت. ولذلك كان الاهتمام بالاناقة عن طريق أنشاء مدارس خاصة تتعلم فيها الفتاة كيف تكون أنيقة.. أنيقة فى مجلسها،و أنيقة فى حديثها،و أنيقة فى مشيها،و أنيقة فى تحيتها،و أنيقة حتى فى حركات رأسها.
و الاناقة ليست هبة بقدر ما هى صفة يمكن أن تكتسب. و يمكن أن تلمس ذلك فى الفلاحة المصرية التى تشتهر بأناقة مشيتها،و يرجع ذلك الى مزاولتها تمرين المشى اليومى و هى تحمل على رأسها (البلاص) فيبدو جسمها مفرودا،و قوامها ممشوقا،و خطواتها رقيقة. و على ذلك فانه اذا لم تكن الاناقة صفة فينا، فاننا يمكن أن نبذل الجهود اللازمة، و أ، نكتسب هذه الصفة عن جدارة و فى صورتها الصادقة و الكاملة.
و لنا لقاء آخر مع هذا الحديث الذى أعتقد أنه يهم النساء و الرجال على حد سواء. فالانسان بطبيعته يسمى نحو الكمال،و يحرص على أن يظهر أمام الآخرين فى صورة متكاملة و جميلة.
المصدر: مجلة حواء
نشرت فى 28 نوفمبر 2010
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,812,383
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش