رولا خرسا .. إعلامية متميزة وكاتبة مقالات بدأت عملها كمذيعة بالبرنامج الأوربي في فترة تؤكد أنها أصقلتها بالخبرات والمهارات .. تعلمت فيها كيف تبحث عن المعلومة وتجهز لها، رأيها إن الإعلامي يجب أن يكون شفافا .. صادقا وينقل الصورة والخبر كما هما لايبالغ ولا يهون أو يخفف، تري أن المرأة كيان هام وأن عملها ضرورة لتحقيق ذاتها.

حصلت مؤخرا علي جائزة من اليونيسيف لاهتمامها بقضايا المرأة والطفل، ومقتنعة اقتناعا كبيرا بزوجها عبداللطيف المناوي كمحاور وإعلامي شهير وهو مقتنع بها كمذيعة وكاتبة .

المحطة الأولى فى الحوار معها كانت عن عملها بالبرنامج الأوربى وقتها قدمت العديد من البرامج الفرنسية لأنها درست بمدارس فرنسية وتخرجت أيضا من كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية .. برامجها كانت مسئولة عنها من الألف للياء فهى مذيعة ومعدة وتحضر للمونتاج أيضا .

- أكدت إن هذه الفترة من أهم فترات حياتها على الإطلاق .. فترة تجربة واعتماد على الذات قدمت خلالها برامج متميزة منها برنامج يحكى عن شوارع مصر من وجهة نظر قسيس فرنسى يدعى «بيرفيوا» زار مصر وأحبها وألف كتابا عن شوارعها .. وقتها كانت معتمدة بشكل أساسى على المعلومات والبحث وأيضا قدمت برنامج حكايات للأطفال من كل دول العالم .

لندن

مدرسة الاعتماد على الذات هى نفسها مدرسة الـ «B.B.C» بلندن المحطة الثانية فى حياتك الإعلامية .

- فعلا هى نفس المدرسة التى تعملين فيها كل شىء بذاتك .. وقتها سافرت مع زوجى عندما ذهب للعمل هناك وعملت بلندن بإذاعة«B.B.C» وكنت أقدم برنامج توك شو يومى مع مجموعة من المذيعين، وهو برنامج مفتوح ويرصد للأحوال السياسية والثقافية والفنية فى العالم .

لندن .. بلد أوربى غربة وعمل مختلف وسط جنسيات كثيرة .. تحديات كبيرة ماذا عنها ؟

- التحدى الأول كان اجادتى للانجليزية وهو أمر ضرورى للترجمة فى عملى وقراءة الجرائد ومتابعة الأخبار.

وقتها حصلت على كل الكورسات بمحطة إذاعة الـ «B.B.C» المونتاج والكمبيوتر بالإضافة لا تقانى للغة العربية والنحو فلا يجب أن تخطئ أبدا فى نطقك للعربية .

ماذا عن أهم ما قدمته فى تلك الفترة ؟

- قدمت برنامجا مفتوحا على مستوى العالم العربى عن شخصية العام وحدث العام مستخدمين مراسلينا فى البلاد العربية .. وقتها أجريت حوارا مع الرئيس مبارك عندما زار أديس أبابا وتم اختياره شخصية العام. أيضا عندما تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال أجريت حوارا معه فى المستشفى وتم اختياره شخصية العام . وهناك مجموعة حوارات مختلفة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات والفنانة فيروز قابلتها فى لندن وأجريت معها حوارا، وكذلك نزار قبانى، وسعاد حسنى التى حاورتها بعد اختفائها لمدة سبع سنوات بلندن.

«نزار قبانى» شاعر الرومانسية كيف تعامل معك فى حواره ؟

- فى مقابلتى معه كنت قلقه .. ومتوترة لأننى ضللت الطريق فى لندن وتأخرت عليه، تعصب فى البداية قائلا كيف تتوهين فى لندن وفى الحوار قرأ قصيدة كاملة من شعره غير معروفة بعنوان «فاطمة فى هايد بارك» وفى نهاية حوارى معه قال «متزعليش منى لكن عيب تتوهى فى لندن خذى تاكسى وأوصلى بسرعة فى ميعادك» وده كان أول درس اتعلمه .

أخبار الناس

ارتبط اسم «رولا خرسا» ببرنامج أخبار الناس أول برنامج توك شو حقيقى .. بعدها برنامج «فى العمق» هم «القصة وما فيها» ثم برنامج «الحياة والناس» نجاح يسلم نجاح ولكن يبقى اسمك مرتبطاً ببرنامج «أخبار الناس»؟

- هذا صحيح عرفنى الناس ببرنامج «أخبار الناس» ورغم أنى عملت حلقات أقوى بكثير فى برنامج «فى العمق» مثلا إلا أن الأول يبقى عالقا فى أذهان الناس .

كنا فريق عمل صغيراً «اشتهرنا كلنا» وكان أول برنامج توك شو سنة 2000 يراسل مراسلين ويقدم ريبروتاجات وينزل للشارع بعدها أصبح هناك الكثير من البرامج المشابهة .

لماذا يصدق الناس «رولا خرسا» ؟

- ربما لأننى صادقة جدا وأؤمن أن الإعلامى يجب أن يكون شفافا ينقل الصورة والخبر كما هو بشكل صحيح بدون مبالغة أو تهوين وهنا يصدق الناس ما تقولين .

إذن أنت لست من مدرسة التسخين والتهويل .. فهناك برامج كثيرة تتبع تلك المدرسة ؟

- لا أسخن ولا أهول ولكن أعرض الحقيقة بطريقة عقلانية.

ما الخطأ الذى لا تغفره «رولا خرسا» ؟

- الكذب لا أغفره ولا أحب الكذابين ومن يكذب ينزل من نظرى وهذا ما تعاملت به مع أولادى طيلة حياتى وكنت دائما أخبرهم أننى قد أعاقب على الخطأ مرة ولكننى أعاقب على الكذب مرتين .

ما أكثر الحالات الإنسانية التى قدمتها ومازالت عالقة فى ذهنك وتشعرين إنك قدمت شيئا ما لها ؟

- فى برنامج «القصة ومافيها» وجدت حالة إنسانية لسجينة اسمها أميمة قدمناها فى البرنامج سجنت لأن عليها شيكات بمبلغ بسيط ، بعد الحلقة لا تتخيلى جمعنا المبلغ وتم الأفراج عنها .

«سر النجاح»

لو رجعنا مرة أخرى لسر نجاح برامجك ؟ ماذا تقولين ؟

- أولا وأخيراً التوفيق من عند الله تعالى وهناك عنصر اساسى هو اهتمامى بكل تفاصيل البرنامج ثم لدى فريق عمل ثابت لا أستغنى عن كنا أقل فى برنامج «أخبار الناس» ومستمرين مع الزيادة فى برنامج «الحياة والناس» والفكرة إنه مع الزمن والأحتكاك تجدين فريق العمل يفكر بنفس التكنيك والطريقة ويتحمل بعض بالضغوط والمشاكل اتى نقابلها وأهم شىء الحب بيننا فصعب جداً أن تشتغلى مع شخص وأنتى لا تحبيه أو تكرهيه .

مقالاتك فى «المصرى اليوم» منذ سنوات ماذا أضافت «لرولا خرسا» ؟

- فى مقالاتى بالمصرى اليوم اكتب وأقول ما لا أستطيع تقديمه وقوله فى برامجى لاعتبارات كثيرة وأنا فى الحقيقة عاشقة للكتابة وخاصة أن جريدة المصرى اليوم جريدة متميزة .. مقروءه وقد رحبت بالفكرة وقدمت مقالاتى .

جائزة اليونيسيف

مؤخرا حصلت على جائزة من «اليونيسيف» ما سبب حصولك عليها وماذا عن الجوائز الأخرى وماذا يعنى حصولك على جائزة ما ؟

- جائزة اليونيسيف عن اهتمامى بقضايا المرأة والطفل بشكل أساسى من خلال برامجى ومقالاتى .. وحصلت قبلها على العديد من الجوائز منها مثلا من نقابة الأطباء كأفضل إعلامية «وحصولك على جائزة ما معناه نوع من الطبطبة وأنك ماشية فى اتجاه مظبوط وصحيح» .

فى كل برامجك الناس هى البطل ويظل الإنسان محورها سواء كان فى لقاء سياسى أو فنى أو إنسانى اجتماعى .

- فعلا البطل عندى هو الإنسان حتى لو كان اللقاء سياسيا، فأحب أن ألقى الضوء على الأمور التى تهم الإنسان والهموم والأشياء التى تعنيه .

هناك زخم من البرامج والفضائيات هذا يزيد التحدى أمامك أم ماذا ؟

- بالتأكيد زمان كان هناك مذيعات مشهورات مثل «ليلى رستم» و«أمانى ناشد» ولم يكن فى التليفزيون كله سوى قناتين فقط وبالتالى كان عملهما معروفا للجمهور ورغم أن الجيد ليس عليه خلاف ويمكن للناس أن تميز بينه وبين الردئ إنما مقياس المشاهدة اختلف لايوجد من يشاهد ويتابع باستمرار فقد تكون هناك مباراة كرة القدم أو فيلم جديد فتقل نسبة المشاهدة يقال أننا أصبحنا مجتمع «سوبر ماركت» ولسنا مجتمع انتيك بمعنى كل شىء موجود وليس القطع المميزة فقط .

فى برنامجك الأخير «الحياة والناس» تحديدا أما أكثر الحلقات التى أثارت جدلا وشغلت الناس واهتموا بها .

- عملت كثيرا من اللقاءات أخذت عناوين فى الجرائد واهتمامها كبير من الناس مثلا حوار مع د. إبراهيم كامل عن الضبعة كان مثار جدل ورد من المختصين فى الجرائد لمدة أيام.

فى رمضان قدمت برنامجا ذا طابع دينى .. دينوى مع الأطفال مرض القلب قدمنا لهم هدايا من خلال شخصيات عام .. فنان ممثل .. مطرب وجدت تعاونا هائلا من الوزراء فقرة ثلاث دقائق ولكنها اسعدتنى بشكل شخصى جدا وفى بدايته طلبت منه أن يكون حوارا إنسانيا .. علق وما الجديد الناس تعرف عنى كل شىء وبعد الحوار شكرنى وقال لى بالحرف «عرفتى ازاى تطلعى من الكلام ده».

عودة المرأة

ما رأيك فيمن يدعون لعودة المرأة إلى البيت وتركها للعمل خاصة وأن هناك الكثير من الفتيات الصغيرات يرجحون ذلك أيضاً.

- فى الحقيقة أنا مصدومة ، هذه كارثة حقيقية .. الأجيال الصغيرة أغلبهم يفكرون بهذه الطريقة .. عمل المرأة مهم لتحقيق ذاتها وكيانها .. أذكر أن هناك فيلما عبقريا لنجوى ابراهيم قالت جملة فيه لا انساها «اهم حاجة للمرأة أنها تحس أنها مستقلة مادياً» هذه هى الذمة المالية المنفصلة فى الإسلام.

فالسيدة خديجة كانت تتاجر قبل أن تتزوج الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

التفاهم والحب

من هى أكثر الشخصيات تأثيراً فى حياة رولا خرسا؟

- توفى أبى مبكراً وربتنا أمى .. وحيدة ولكنها شجاعة طيلة حياتها تؤمن بقدراتنا وبأننا سنكون ناجحين .. أنا وأمى وأختى مرتبطين جداً وهذا ما نحاول تعليمه لأولادنا..

«رولا خرسا» متزوجة من «عبد اللطيف المناوى» رئيس مركز أخبار مصر ولديكما ولدان وبنتا .. زواج المهنة الواحدة سلبى ام ايجابى.

- إذا كان هناك تفاهم بين الطرفين وزوج يقفهم أن لديك طموحاً ونجاحاً هما جزء من شخصيتك ومن تحقيقك لذاتك وان أى نجاح لك يعتبر نجاحاً لكما مع التأكيد على أننا فى مجتمعات شرقية «الست .. ست والراجل .. راجل» وعلى الست الناجمة أن تنسى نجاحها فى بيتها وتتعامل مع زوجها على أنها زوجة وأم فقط.

عبد اللطيف بحكم شعله وتكوينه عندما نتكلم مع بعض نفتح لبعض مجالات ونقاط مختلفة فى التفكيــــــر قــــد تكون غائبة على أى منا وهكذا يجب أن يكون التفاهم بين الطرفين.

 

 

المصدر: ايمان الدربي - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,726,038

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز