ثروة أبى التى تبدددها أمى (2)

كتبت : سكينة السادات

يا رب .. اجعل هذا العام سعيدا على مصر كلها وعلى العالم أجمع وكل الذين واللائى يتمنون الخير والسعادة للناس ويكونون فى خدمة ورعاية غيرهم ممن يستحقون الإنفاق والحب والرعاية !

يا رب .. عوضنا خيرا عما عانيناه خلال العام المنصرم فقد كان قاسيا على كل الناس وكما كتبت الأسبوع الماضى، كلما سألت أحدا شكا مر الشكوى وابتهل إلى الله أن يجعل العام الجديد خيرا وسعادة على الناس وأن تنتهى المشاكل التى تؤرقهم وأن ينعموا بالأمن والأمان والهدوء والإنتاج والعمل فى ظل مصرنا الحبيبة الجميلة، وطننا المفدى وفى ظل رئيسنا محمد حسنى مبارك الذى أتمنى له ولكل أسرته عاما سعيدا موفقا حافلا بجلائل الأعمال وتحقيق طموح الشعب المصرى وسعادته وراحته إنك سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين.

وإليك ما حكيته لك الأسبوع الماضى نقلا عن الأبنة الجميلة المحترمة شهد (22 سنة) الطالبة فى النهائى بالجامعة الألمانية وكريمة عالم جليل قضى بألمانيا مستشارا علميا لمؤسسة كبرى عشرين عاما وحظى بجوائز على أكبر المستويات العلمية والألمانية وعاد إلى مصر مع أسرته بعد عشرين عاما من العمل والدراسات فى الغرب وكانت فى صحبته زوجته السيدة الفاضلة التى كرست حياتها من أجل زوجها وابنها الكبير وابنتها شهد وعندما عادت الأسرة اشتروا فيلا جميلة فى مدينة أكتوبر وسيارات للأسرة وتخرج الابن الكبير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتفوق لكنه رفض أن يلتحق موظفا منتظما بأى عمل وظل قرابة عام كامل بلا عمل فى المنزل ، أما شهد فقد ركزت شكواها فى أن أمها تحب شقيقها الأكبر أكثر منها بل أكثر من نفسها وتفضله على الأب والأخت ثم حكت عما فعلته الأم لكى تساعد الأبن الأكبر فهل نجحت الأم أم ماذا حدث بالضبط ؟

وتستطرد شهد .. أنا أحب أخى - لا أنكر ذلك وأريد له أن يعمل ويحقق النجاح ويتزوج ويعيش حياة مستقرة سعيدة لكن أن أرى بعينى ثروة أبى التى جمعها بالسهر والبحث العلمى والكفاح تبددها أمى من أجل أخى فهذا هو ما لا يقبله عقل ولا منطق ! وسوف أبرر لك أسبابى ! فكرت أمى وفكر معها أخى الكبير فهما صديقان ومتفاهمان دائما ، فكرا فى أن يشغل أخى وقته فى مشروع استثمارى مفيد، لا يتطلب منه أن يكون موظفا ملتزما يذهب للعمل بمواعيد ويعود بمواعيد وهذا ما رفضه أخى بعد التخرج حتى أنه رفض التقدم لامتحان وزارة الخارجية للالتحاق بالسلك الدبلوماسى وقال فى النهاية إنها وظيفة وهو يمقت الوظائف ! طيب .. ماذا يفعل فى حياته مثلا ؟ يفتتح محلا لبيع الموبايلات ؟ أو لبيع الملابس ؟ أو سوبر ماركت ؟ كل هذا لا يليق بمكانة أبى وموقفنا الاجتماعى فكرت أمى مع أخى ومجموعة من الأصدقاء والأقارب أن أفضل ما يفعله أخى هو مشروع زراعى يشرف عليه بنفسه ويدر عليه دخلا محترما عندما ينجح ولكن ماذا يزرع ؟ ما هو الجديد ؟ قالوا الجديد الذى سوف يصبح بديلا عن اللحوم هو زراعة عش الغراب (المشروم) .. فكرة بديعة !

وبدأوا التنفيذ بشراء مساحة أرض قريبة من القاهرة وكانت البداية هى تدخل السماسرة والحرامية والمرتزقة وبالطبع أبى ليس متفرغا لهذه الأمور وأمى سيدة طيبة لا تعرف شيئا عن أمور الكذب والنصب التى استشرت فى بلادنا، فكان أن (ضحكوا عليها) ونصبوا عليها فاشترت قطعة الأرض بضعفى ثمنها ! فإذا قلنا أن الأرض تساوى مليون جنيه مثلا - فقد دفعت فيها أمى ثلاثة ملايين بالراحة !

كانت هذه أول (نصباية) أى عملية نصب ثم تلتها نصباية أخرى فى بناء العنابر التى يزرعون فيها (المشروم) أى عش الغراب وهات يا تكاليف .. ده تكييف هوا وده سيراميك للحوائط وده مواد بناء وده تقاوى !! وكادت فلوس أبى أن تنفد والنتيجة صفر لأن التقاوى مضروبة أى فاسدة والمشروع لا ينتج وفلوس أبى تبددت على يد أمى التى لم تقصد أن تبددها !! أبى لا يعلق على أى موضوع فهو رجل علم جليل فى حاله وأنا أنظر وأتعجب وأتساءل ما هى أخرة هذا الفشل وكيف سنعيش بعد أن كادت ثروة أبى أن تنتهى ! دلينى يا سيدتى ماذا أفعل وأنا الآن شبه منهارة !!

يا ابنتى العزيزة شهد .. الحياة تجارب وأمك لم تخطئ عندما اختارت هى وأخوك إنشاء مشروع زراعى محترم فى مصر لكن الغلط والعيب فى اللصوص الذين أحاطوا بالأسرة الطيبة وسرقوها .. لا تحزنى وعلى أخيك أن يستعين بوزارة الزراعة لإنقاذ المشروع ومع الخبراء الشرفاء سوف ينجح بإذن الله.

 


المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,796,997

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز