النفس المصـــريـة ..

كتبت : نبيلة حافظ

إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك 

الشخصية المصرية شخصية محيرة تحتاج إلى العديد من علماء النفس لتحليلها وللوقوف على سماتها وخصائصها هذا الكلام ليس من هوى نفسى ولكنه حقيقة مؤكدة اثبتتها الأيام فى «25» يناير الماضى .. فهذا الشعب الصامت حتى الموت .. فجأة انتفض وعادت إليه الحياة مرة أخرى .. بعد أن دخل غرفة الانعاش وعاش سنوات طويلة بفعل الأجهزة المختلفة للدولة تحت تأثير الضغط النفسى .. والجوع .. والفقر .. والقهر .. والظلم والاستبداد .

هذا الشعب الذى حير العالم وجعله يغير صورته تماما فى ذهن الشعوب لحظات قليلة من عمر الزمان - هى لحظات الثورة يحتاج إلى أعوام وأعوام لكى يتم تحليله ودراسة تركيبته النفسية.. ولكن قبل كل شىء علينا أن نعترف بأنه شعب قوى .. وشديد الايمان بالله .. بمختلف طوائفه واتجاهاته الدينية .. فهو لديه ايمان راسخ بقدرة الله تعالى هذه الأرض .. وقدرته على عباده .. حقيقى هو صمت وتحمل وعانى وتسلح بالسلبية واللامبالاة .. ولكنه كان دائما قريباً من الله يؤدى العبادات ويتضرع إليه عز وجل فى لحظات يومه طالبا منه العون والصبر على ابتلاءات الحياة .. وعلى ظلم واستبداد الحكام له .. كيف لا يصبر ؟ والله عز وجل قال له «لا تخف من ذى سلطان مادام سلطان وملكى لا يزول .. لاتخف من فوات الرزق مادامت خزائنى مملوءة لا تنفد.. حقا يالله أنت القادر القوى الناصر لكل مظلوم .. والقاهر والمذل لكل ظالم.. بقدرتك قهرت الجبابرة.. وبعد ذلك نصرت المظلومين بالأرض .. فالحمد لك على قدرتك وعد لك بالأرض .. والحمد لك لاعادتك الروح إلى الجسد المصرى .. فالروح عادت للجسد .. والعزة والكرامة والكبرياء عادوا للنفس المصرية .. تلك النفس التى تحير الآن أطباء علم النفس بالعالم كله .

د. أحمد عكاشة توقف أمام ماحدث للنفس المصرية بعد ثورة 25 يناير .. وعنها قال :

- هى ثورة «جِمال» .. لأن الجمل يصبر كثيرا ثم إذا ما فاض الكيل به يكون فى قمة عنفوانه وقوته .

وأساس قيام الثورة افتقدنا للكرامة والعزة وغياب العدل وليس الفقر وحده .. فمرارة الظلم اقسى على الناس من الفقر.

- وبالوقوف على الشخصية المصرية قبل الثورة .. كانت هذه الشخصية بها سلبيات كثيرة جاءت من جراء قانون الطوارىء الذى يجعل المواطن جبانا ومنافقا فضلا عن السلبية والكذب والخوف من كل شىء .

- إن أهم مايميز الشعب المصرى عن باقى الشعوب هو الدفء العاطفى وتقبله المحن بنوع من السخرية وكأن الحياة بالنسبة له فترة انتقالية فقط.. فالمصرى لديه القدرة على ان يتجاوز ذاته ويعاون الآخر فى شهامة بشرط أن ىساعده المناخ العام ذلك على ذلك . وهذا ماحدث بعد ثورة 25 يناير .. فالشعب - والشباب تحديدا - اثبت أنه ايجابى ومناخ الثورة ساعد على ظهور الجينات الطيبة فى المصريين .. فالأخلاق تأتى من المجتمع .