الحب.. والشهامة فى زمن الخطر «1»

كتبت :سكينة السادات

البنت تتحدث بسرعة شديدة حتى إننى كنت أستوقفها وأطلب منها أن تتأنى فى الكلام حتى أستطيع أن أفهم ما تقول! وتبينت بعدئذ أن الشباب فى سنها معظمهم يتكلمون بسرعة وأنذا نحن الأجداد والجدات لم نتعود على ذلك إذن فالعيب عيبنا نحن!!

سالى (23 سنة) طالبة بالسنة الأخيرة بكلية التجارة الإنجليزية من فتيات (التويتر والفيس بوك) ومن الثائرات الشبات ولكن هل تمنع الثورة والاهتمام بشئون الوطن من التفكير فى الشئون الخاصة مثل شئون المستقبل والقلب والحب والمواقف الإنسانية.

l

قالت سالى.. لم أفكر مسبقا بأى شىء خاص بالسياسة، وكنت - حقيقة - أنظر إلى الذين يهتمون بالسياسة وأقول باستنكار بالإنجليزية (هو كيرز) معناها من الذى يعنيه هذا الأمر؟ ولكن بمرور الأيام ووجود إنسان فى حياتى شجعنى على تفهم بعض الحقائق والوقائع وأقنعنى بأنه لن ينصلح الحال إلا إذا توحد رأى الشباب واجتمعوا على كلمة واحدة وواجهوا المستحيل بقوة وصلابة وكان هذا الإنسان هو معيدنا بالجامعة معروف عنه أنه جاد ومحترم وعلاقته طيبة بكل الناس، بصراحة قلت أجرب واستطلع ولن أخسر شيئا.

وتستطرد سالى قائلة.. وبدأت فعلا أهتم بما يجرى حولنا وأتفاهم مع الأصدقاء على الفيس بوك ونتحدث عن طريق د. وائل المعيد الذى أشرت لك عنه وكانت هذه هى أولى خطواتى نحو الاندماج فى الثورة الشبابية!!

واستطردت سالى.. لطمت والدتى خدودها وقالت إنها ليست على استعداد لكى تفتقد ابنتها الوحيدة! وربما يجب أن أقول لك أولا إننى أعيش أنا وأمى وحيدتين فى شقة بالمهندسين وليس لنا سوى جدى لأمى الذى يعيش فى منيل الروضة مع زوجته التى اقترن بها وفاة جدتى لكى تؤنسه وتخدمه وكانت أمى هى التى اختارتها من بين أقاربنا وهى سيدة محترمة وهادئة وتحسن رعاية جدى المسن الذى يبلغ الثمانين من العمر الآن!

أما والدى رحمه الله عليه فقد توفى وهو فى ريعان الشباب بعد أن أصيب بالفشل الكلوى وكان رجل أعمال ناجاح وعندما حاولوا أن يزرعوا له كلى بالمستشفى العالمى المصرى بالمنصورة لم يتحمل قلبه الضعيف الجراحة ومات بعد أن زرعوا له كلية جديدة بأربعة أيام بسكتة قلبية مفاجئة!

أقول لك أن أمى لم تنجب سواى وأبى لم يتذمر، فقد كان سعيدا بى ولم يفكر فى الزواج بغيرها وهى - أمى - من جانبها حاولت أن تنجب لى أخا أو أختا لكنها فشلت وكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن أكون الأبنة الوحيدة لأسرة هادئة - موسرة بعض الشىء متدينة راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى، نعيش فى حالنا والكل يحبنا!

أيضا نسيت أن أقول لك أن أمى تعمل موظفة بوزارة العدل ومازالت تعمل حتى اليوم وهى تقريبا بدرجة وكيل وزارة أو شىء من هذا القبيل..

تنهدت سالى وقالت ضاحكة..

كدة سرعة الكلام كويسة؟ يعنى فاهمانى؟

قلت لها.. وهل تقول لك أمك عندما تحدثينها ألا تتحدثى بسرعة مثلما أقول أنا؟

قالت ضاحكة.. بالضبط! وعلشان كده اتعلمت لما أكون مع حد كبير اتكلم ببطء شوية!

وعادت سالى إلى حديثها معى الذى جاءت من أجله وأيضا يجب أن أقول لك إننى شبه مخطوبة لوكيل نيابة شاب من أسرة محترمة يسكنون إلى جوار مسكن جدى بالمنيل، وهو شاب وسيم ونابه وأيضا وحيد أبواه وأهله يحبون جدى وزوجته ويحبون أمى (وتقريبا كده) يراعون شئون جدى إذا أراد شيئا لا تستطيع زوجته أن تنفذه يعنى خطيبى هو الذى يأتى الطبيب أو يشترى الدواء لجدى أو يخلص له أوراقه المهمة وهكذا. بصراحة تامة خطيبى إنسان لا يعيبه شىء وكنا قد أجلنا إعلان الخطبة وعقد القران حتى انتهى من سنتى الجامعية الأخيرة بناء على رغبة أمى وتخوفها من أن ارتباطى بالعريس والخطوبة سوف يعيقان المذاكرة والتخرج وهى تريدنى أن أتخرج أولا ثم أتزوج وتطمئن على وترى أولادى الذى تأمل أن يعوضونها عن الأولاد الذين لم تنجبهم هى! وسارت الأمور عادية وسعيدة حتى كانت الأيام التى سبقت ثورة الشباب وبدأت أهتم بالتجمع الشبابى وشباب الفيس بوك والتويتر وبدأت أهتم بالسياسة وأقنعنى معيدى المحترم وائل بأن أنضم إلى المجموعة التى سوف تخرج للوقوف أمام المحكمة بوسط البلد لم أقل لأمى سوى أنها وقفة احتجاجية سلمية ولا خوف على منها!

ماذا جرى بعد ذلك؟ وماذا كان رأى خطيب سالى فى منهاجها الجديد؟

وكيف تصرف وائل معها؟ الأسبوع القادم أحكى لك باقى الحكاية؟

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 586 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,185

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز